تونس تمنع 8 دعاة خليجيين من دخول أراضيها
عربي و دوليكانوا يستقبلون كالرؤساء ولاتفتش حقائهم ويتجولون بسيارات مصفحة
يونيو 8, 2013, 2:08 ص 4219 مشاهدات 0
منعت وزارة الداخلية التونسية الجمعة 8 دعاة من دول خليجية من دخول البلاد فى سابقة هى الأولى من نوعها.
وقالت الوزارة فى بيان مقتضب 'تعلن وزارة الداخلية أنها منعت يوم الجمعة 7 يونيو 2013 دخول 8 أشخاص قادمين من بلدان خليجية إلى تونس كانوا يعتزمون القيام بأنشطة دينية'.
ولم تكشف الوزارة عن الدول التى قدم منها هؤلاء ولا عن طبيعة 'الأنشطة الدينية' التى كانوا يعتزمون القيام بها فى تونس.
الا أن الصفحة الرسمية لشيوخ السلفية التونسية قالت عبر صفحتها على الفيسبوك أن الدعاة جاؤوا بناء على دعوة من شيخ جامع الزيتونة حسين العبيدي لتقديم عدد من المحاضرات، وذكرت 6 منهم وهم الشيخ عبدالله سعيد الشهري والشيخ حسن بن راشد الشهري والشيخ ياسر بن عبدالكريم القحطاني والشيخ علي العسيري والشيخ علي الزهراني والشيخ محمد بن عبدالله آل الزيد، إضافة إلى اثنين من دول خليجية أخرى لم تسمهم.
وهذه أول مرة تعلن فيها الوزارة التى يتولاها لطفى بن جدو (مستقل) عن منع دعاة قادمين من دول الخليج العربية من دخول تونس.
وتنتقد المعارضة ومنظمات غير حكومية ووسائل إعلام تونسية استقدام جمعيات دينية محسوبة على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة فى تونس من تسميهم 'شيوخ البترو دولار'.
ويقول معارضون ووسائل إعلام ان جمعيات إسلامية تونسية تتلقى تمويلات 'ضخمة' من قطر والسعودية لنشر الفكر المتشدد فى تونس و'تغيير نمط المجتمع' التونسى الذى يعتنق إسلاما سنيا مالكيا معتدلا، وتحظى فيه المرأة بوضع حقوقى فريد من نوعه فى العالم العربى.
وتواجه هذه الجمعيات اتهامات بتجنيد شبان تونسيين وإرسالهم إلى سوريا لقتال القوات النظامية تحت مسمى 'الجهاد'.
وعادة ما يخص قياديون فى حركة النهضة مثل حبيب اللوز وصادق شورو المحسوبين على الجناح المتشدد فيها واللذين يطالبان بتطبيق الشريعة الإسلامية فى تونس، الدعاة الوافدين على تونس من الخليج باستقبالات كبيرة فى مطار تونس-قرطاج الدولى.
وتقول وسائل إعلام محلية، إن دعاة الخليج يعاملون فى تونس معاملة 'الرؤساء' إذ تفتح لهم قاعة الشخصيات الرسمية بالمطار و'لا تفتش حقائبهم' ويتنقل بعضهم فى سيارات فارهة 'مصفحة' وسط حراسة أمنية مشددة.
فى 9 مايو الماضى قال راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة، إن الدعاة الذين تستقدمهم جمعيات إسلامية تونسية 'يقوضون الأسس الدينية للإرهاب' فى تونس التى قال إنه لم يبق فيها شيوخ دين محليون بسبب سياسة 'تجفيف المنابع' التى انتهجها الرئيسان الحبيب بورقيبة (1956-1987) وزين العابدين بن على (1987-2011).
ونفى دعاة ومفكرون تونسيون صحة تصريحات الغنوشى واتهموه بالتواطؤ مع هذه الجمعيات لنشر الفكر الوهابى فى البلاد.
وفى 11 مايو الماضى انتقد الرئيس التونسى المنصف المرزوقى توافد الدعاة الخليجيين على بلاده قائلا 'نحن مع الدعاة التونسيين وليس الدعاة الذين يأتون من مكان آخر (..) فلنا ما يكفى من مشايخ (جامع) الزيتونة (التونسى) ومفكريها ليربحوا المعركة الفكرية ضد التطرف'. وفى عهد بن على لم يكن مسموحا لدعاة أجانب بدخول البلاد.
وعلق المحلل التونسى رياض الصيداوى مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، مؤخرا، على ظاهرة توافد مشايخ على تونس بالقول 'الخليجيون يرسلون الأموال إلى الغرب والشيوخ إلى تونس'.
تعليقات