عدالة القضية الفلسطينية كما يراها خالد طعمة لا شك فيها!

زاوية الكتاب

كتب 845 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب /  مفاجأة يافا

خالد طعمة

 

يافا هي أحد أقدم وأهم مدن فلسطين يوماً بعد يوم أخذت وسائل الإعلام تنسى تلك المدينة وفلسطين معها، أسست قبل أربعة آلاف سنة قبل الميلاد ومع ذلك عمَّها النسيان البشري المتعمد والموجه.
من ينكر وقوع (النكبة) عام 1948 وما حدث به من تقتيل وتهجير معظم أهلها من يستطيع نسيان أن إسرائيل سعت ولاتزال إلى (وأد) نمو السكان المسلمين وهو الأمر الذي نجحت في تحقيقه فقد ضمت في عام 1950 من دمجها ببلدية تل أبيب وجعلها ضمن سلطتها حتى قامت بطمس المعالم القديمة ذات الطراز المعماري المرتبط بهوية فلسطين العربية والإسلامية.
في نهاية شهر مايو الماضي اكتشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أثناء قيامها بعملية الترميم والصيانة لمقبرة الكزخانة عن طريق الصدفة من اكتشاف ست مقابر جماعية تعود لفلسطينيين قدر عودتها إما لعام النكبة 1948 أو للعام 1936 وهو الذي قامت به الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني.
هذه المقابر تضم مئات الهياكل العظمية والرفات وهي التي تقطع الشك باليقين وتبين صدق الروايات الشفاهية التي كان يرويها عدد من كبار السن الفلسطينيين قبل أكثر من ستة عقود، فهذا أحد سكان المدينة يروي لوسائل الإعلام أن والده استدعي من قبل الحاكم العسكري الإسرائيلي بعد احتلال المدينة وطلب منه مع مجموعة من السكان جمع الجثث المتناثرة في المدينة ودفنها، ويؤكد المؤرخ د.عادل مناع على أن المقابر الجماعية التي اكتشفت في يافا هي جزء من فظاعات النكبة، وإن هناك مجازر تم كشفها ولكن لم توثق لغياب الدراسات البحثية وعدم الكشف عما هو أبشع.
وعن تفاصيل اكتشاف المقبرة يروي أحد المسؤولين الشيخ محمد نجم خلال عملنا في صيانة المقبرة تم إنجاز ترميمات لأكثر من أربعمئة قبر، حيث اكتشفنا فوهات لحفر في باطن الأرض اتضح بأنها مقابر جماعية، واتضح لنا من الفحص الأولي أنها تضم مئات الهياكل العظمية ورفات لمختلف الأجيال أجمع العديد من كبار السن ممن عايشوا النكبة أنها لشهداء وثوار ومدنيين قتلوا في حرب 1948.
هذه الروايات والشهادات تبين بأنه لا يوجد أدنى شك في عدالة القضية الفلسطينية وفظاعة الجانب الإسرائيلي في ارتكابه للجرائم الشنيعة في حق الفلسطينيين العزل ولكن مثل هذا الخبر لم يسلط عليه الضوء مثلما سلط على سورية فلا قنوات تشحن الشارع ولا جيش حرا يتنادى له ضد إسرائيل والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك