تميم بن حمد داهية من دهاة السياسة العربية

عربي و دولي

BBC تنشر تقريرا تستعرض دوره وقصة مكتب طالبان بالدوحة

4084 مشاهدات 0

الشيخ تميم بن حمد

كشف موقع البي البي سي البريطاني التابع للقناة العربية ان الدور المهم في سياسات قطر بواسطة ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  ونشاطه الدبلوماسي في مختلف الأصعدة العربية والعالمية وأنه داهية من دهاة السياسة العربية حيث قالت في تقريرها ان هناك وسائل إعلام مختلفة وصفته بأنه 'هنري كيسنجر العرب' في أشارة لدور الأخير خلال منصبه قبل سنوات، وفي إشارة لدور تميم بن حمد، المهم في سياسات بلاده لا سيما في ظل قرب توليه الحكم خلال الساعات المقبلة وتسلمه السلطة من والده الأمير حمد بن خليفة آل ثاني والذي دعا بدوره الأسرة الحاكمة لاجتماع يعقد اليوم لاحقا.

واستذكرت البي البي سي دور ولي عهد قطر- الأمير القادم في معرض تقرير لها عن حركة طالبان الأفغانية ومكتبها السياسي الجديد في قطر، ليكون مكانا للتفاوض وكيف كانت 'قصة النجاح' على حد قولها.

وقالت في تقريرها، ان ممثلون عن حركة طالبان وصلوا سرا إلى قطر قبل نحو ثلاث سنوات لإجراء محادثات مع مسؤولين غربيين، وكانوا على علم بأن الأمريكيين على وجه الخصوص تواقين للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالخروج من أفغانستان حافظا لماء وجهه، وترك البلد ينعم بالمزيد من السلام والاستقرار.

وفي مارس/آذار عام 2012 علقت طالبان المحادثات الأولية مع الولايات المتحدة التي ركزت على تبادل الأسرى.

وكانت حركة طالبان تطالب بالإفراج عن خمسة من كبار عناصرها من معتقل غوانتانامو مقابل تحرير الرقيب الأمريكي باو بيرغدال، الذي يعتقد أنه في قبضة طالبان منذ عام 2009.

وأشارت البي البي سي عن ان عدد ممثلي طالبان وأنشطتهم في قطر راح يتزايد بصورة تدريجية. والآن يوجد في قطر أكثر من عشرين من عناصر طالبان رفيعي المستوى نسبيا يعيشون رفقة عائلاتهم.

وخلال العامين السابقين أرسلت طالبان ممثليها من قطر إلى اليابان وفرنسا وألمانيا للمشاركة في مؤتمرات حول أفغانستان عقدت هناك. وفي الآونة الأخيرة، أرسلت الحركة وفدا إلى إيران.

والجدير بالذكر أن العناصر المقيمة في قطر لا تمثل إلا طالبان أفغانستان ولا يوجد أي ممثلين عن طالبان باكستان.

وقالت البي البي سي في تقريرها، يتردد أن كافة أعضاء مكتب طالبان قدموا إلى قطر عبر باكستان. ووردت تقارير تشير إلى أن قلّة منهم تنقلوا بين قطر وباكستان خلال العامين السابقين.

ويبدي عناصر طالبان بصورة عامة، خلال إقامتهم في الدوحة، حرصا على تقييد أنشطتهم ولا يبادرون إلى الظهور كثيرا.

وعن حركة ممثلي طالبان، يقول مراسل البي بي سي انه العديد من الأشخاص أبلغوه بأنهم يرون من آن لآخر بعض ممثلي الحركة يقودون سياراتهم ويمشون في الشوارع ويرتادون مراكز التسوق والمساجد.

ونشر أحد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة الأفغانية في الدوحة قصة مقابلته مصادفة بأحد ممثلي طالبان في مركز تجاري بالدوحة، فيقول 'اقتربت من طفلين حينما سمعتهما يتحدثان اللغة البشتونية'.

ويستطرد قائلا 'حاولت التعرف على الرجل الذي كان بصحبة الطفلين ولكنه تجنب الكشف عن أي معلومات تخصه. فسألته: هل أنت من الجانب الآخر؟ فاحمر وجهه خجلا وغادر المكان'.

وقال الدبلوماسي الأفغاني أيضا 'إن عناصر طالبان، مثلهم مثل غيرهم من الأفغان، يرتادون السفارة الأفغانية لتسجيل موالديهم أو تجديد وثائقهم الثبوتية'.

ويقول رجل الأعمال الأفغاني زدران درويش الذي يعيش في الدوحة 'إنهم يعيشون في الدوحة في منازل مريحة يتولى دفع تكاليف الإقامة فيها قطريون، وهم على وجه العموم شعب ودود'.

ويردف 'لقد أبلغني أحد أعضاء حركة طالبان ذات مرة انه سئم بعد ثلاثين عاما من الحروب وهو الآن يرغب في أن يعيش في بيئة مسالمة'.

وعلى مدار سنوات طويلة، حاولت الحكومة الأفغانية ومساندوها في الغرب التواصل مع طالبان، ولكنهم لم يجدوا لديهم أي عناوين أو طرق اتصال محددة لقادة طالبان.

وفي إطار خطوات بناء الثقة، كان من بين أهم أولويات المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان توفير الحماية لقياديي حركة طالبان المشاركين في محادثات السلام وكذلك توفير عناوين إقامة دائمة لهم.

وأنشئ المجلس الأعلى للسلام بعد تكليف مجلس الجيرغا، المُشَكَلُ عام 2010 في كابول من زعماء القبائل، بالاتصال بقادة طالبان وإقناعهم بالمشاركة في عملية السلام.

وحرصت الحكومة الأفغانية على افتتاح مكتبين لطالبان في تركيا والمملكة العربية السعودية، لأنه يعتقد أن هاتين الدولتين ذواتي نفوذ أكبر ولديهما علاقات عمل أوثق مع كابول.

وعن اختيار قطر، تقول البي بي سي في تقريرها، ان المكان المفضل بالنسبة إلى طالبان كان قطر حيث اعتبرتها الحركة موقعا محايدا. وتنظر طالبان إلى قطر باعتبارها ذات علاقات متوازنة مع كافة الأطراف وتحتفظ بمكانة مرموقة في العالم الإسلامي، ووافقت الولايات المتحدة من جانبها أيضا على هذا الخيار.

ويقول مسؤولون أفغان إن الرئيس حامد كرزاي أعطى أخيرا الضوء الأخضر لإنشاء هذا المكتب بعد أن حصل على ضمانات بأن يبقى بعيدا عن الأضواء ولا يستخدم إلا كمكان لعقد مباحثات السلام.

ولم يرغب الرئيس الأفغاني في أن يستغل المكتب لأي أنشطة أخرى، مثل توسيع علاقات طالبان مع بقية بلاد العالم، أو تجنيد عناصر للحركة أو جمع التبرعات، وكان لدى كل طرف من الأطراف أسبابه لدعم المحادثات داخل قطر، فالولايات المتحدة ترغب في إطلاق سراح الرقيب بيرغدال الأسير في إطار نوع من الاتفاق مع طالبان أما طالبان فترغب في إطلاق سراح أعضائها المحتجزين في معسكر الاعتقال الذي تديره الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو، كما ترغب في تقليص اعتمادها على باكستان، وإبراز حضورها على الصعيد العالمي.

· وترغب الحكومة الأفغانية في أن تحتفظ بمسافة بين طالبان وباكستان، وأن تُمكِّن أعضاء طالبان من المشاركة في المحادثات دون خشية الاعتقال على يد السلطات الباكستانية.

· وترغب الحكومة الباكستانية من جانبها هي الأخرى في إظهار أنها لا تهيمن على حركة طالبان وأن الحركة تتخذ من قطر مركزا لها، لا من باكستان.

· وفي النهاية، تصر حكومة قطر على أن استضافتها لقادة طالبان ينبع من رغبتها في المساعدة والترويج لنفسها كوسيط رئيسي في هذا الصراع الذي طال أمده.

ولم تكن قطر واحدة من الدول الثلاث التي اعترفت بنظام طالبان في أفغانستان بين عامي 1998 و2001 وهي باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة 

ولكن بحسب مسؤول في وزارة الخارجية التابعة لحكومة طالبان سابقا فإن قطر كانت تحافظ على علاقات 'ودية' مع الحركة، وبعد إسقاط حكومة طالبان، لم يجد قادتها مكانا يلوذون إليه.

وشاركت قطر كوسيط في عدد من الأزمات الدولية الكبرى ومنها أزمة إقليم دارفور السوداني والانقسام بين فصيلي فتح وحماس الفلسطينيين، كما ساهمت قطر بفعالية في انتفاضات الربيع العربي وساهمت بدعم الشعوب في ليبيا ومصر وسوريا.

 

 

 

 

الآن - بي بي سي

تعليقات

اكتب تعليقك