جوانب أخرى جميلة يحكيها منتخب 'تاهيتي'
رياضةبعد بطولة القارات، سيعود اللاعبون لوظائفهم الشاقة : سائق شاحنة وبائع متجول
يونيو 25, 2013, 11:59 ص 1905 مشاهدات 0
خطف لاعبو تاهيتي الأنظار في بطولة كأس القارات ، بعد أن أثاروا حماس الجماهير بطريقة لعبهم المبهجة رغم خسارة الفريق الفادحة في آخر مبارياته أمام أوروجواي بثمانية أهداف نظيفة. لكن الحكاية اقتصرت في النهاية على فصل وحيد ، بعد فشل الفريق في التأهل إلى مونديال البرازيل 2014 .
غادر أبطال الكرة في تاهيتي استاد بيرنامبوكو في ريسيفي بأعلام برازيلية عديدة على أكتفاهم. ومع صافرة نهاية المباراة الأخيرة في المجموعة أمام أوروجواي ، بدا أن كل قوة الفريق قد تلاشت. فالرحلة الرائعة إلى كأس القارات انتهت بالنسبة لبطل الأوقيانوس بالهزيمة بثمانية بيضاء.
وودع الفريق الجديد المفضل للجماهير البرازيلية البطولة بلافتة عملاقة كتبوا عليها: 'شكرا للبرازيل'. ولا يعرف موعد عودة رجال مثل ماراما فاهيروا وستيفي تشونج هوي وجوناثان تيهاو إلى البطولات الكروية الكبرى. فربما لا تتكرر أبدا فرحة لقب بطولة أمم الأوقيانوس 2012 . وتبدد حلم التأهل إلى مونديال 2014 منذ وقت طويل.
وسبق أن كشف مدرب الفريق إيدي إيتايتا عن خطته ، حيث قال: 'في 2018 و2022 سيكون هناك أيضا أبطال للعالم'. وأكد قائلا: 'علينا أن ندفع الاحترافية في البلاد. سيكون على لاعبينا الاحتراف في الخارج من أجل الاعتياد على هذا المستوى'. ويعد فاهيروا هو اللاعب الوحيد في تاهيتي الذي يتمتع بالخبرة الاحترافية ، ويبحث حاليا عن ناد جديد. وخلال المباريات الثلاث بكأس القارات ، أمام نيجيريا (1/6) ، وأمام أسبانيا (صفر /10) وأوروجواي (صفر /8)، كان هو الوحيد الذي قدم مستوى ثابتا.
وقال المدرب إيتايتا: 'هذه المباريات أوضحت الفارق المهول بين كرة القدم الاحترافية وكرة الهواة'، مضيفا: 'البطولة انتهت لكننا تعلمنا الكثير. سنتحسن خطوة فخطوة'. وتبقى لتاهيتي ذكريات جميلة ، ولكنها خرجت أيضا بمجموعة من الذكريات السلبية ، مثل أكبر عدد من الأهداف المتلقاة (24) في إحدى بطولات كأس القارات ، وأكبر هزيمتين في تاريخ البطولة ، والهدف الأسرع في الشباك عن طريق الأوروجوياني آبيل هيرنانديز بعد 79 ثانية من اللعب.
بالنسبة لإيتايتا ، لهذه الإحصائيات قيمتها ، رغم أنه كان يعرف ما ينتظر فريقه بالنظر إلى الفارق الكبير في المستوى. فبينما سيعود خصومه إلى اللعب مع أفضل أندية بطولات الدوري في أوروبا ، سيتوجه لاعبوه الذين ينادونه بكلمة (أبي) في الأشهر المقبلة للعمل كسائقي شاحنات أو بائعين متجولين.
وقال إيدي ايتايتا مدرب تاهيتي في مؤتمر صحفي أثناء البطولة : 'هناك لاعبون في الفريق يؤدون وظائف مختلفة.. لكن تسعة من التشكيلة عاطلين عن العمل. بعضهم يعمل في التوصيل للمنازل.. وهناك سائق شاحنة.. وبعضهم محاسبون.'
واضاف 'نمتلك ايضا لاعبا هو تيهيفاري لوديفيون يستيقظ كل يوم الساعة 4:30 في الصباح ويتسلق الجبال طوال اليوم'، وتابع 'انه متسلق للجبال.. لكنه يتسلق أي شيء. يتسلق اشجار جوز الهند.. يتسلق كل انواع الاشياء ثم يأتي للمران. هذه هي حياته اليومية. يتسلق اشجار جوز الهند والجبال'، ويجني لوديفيون ماله من عمله ضمن برنامج للحفاظ على البيئة في تاهيتي التي يعد لاعبوها جميعا هواة باستثناء القائد ماراما فاهيروا الذي يلعب في فرنسا.
وقال ايتايتا الذي قاطعه صحفي تلفزيوني محلي اثناء المؤتمر الصحفي معلنا حبه الشديد لتاهيتي ومنحه تميمة حظ برازيلية 'هذه هي الخبرة الثرية والمختلفة جدا للاعبي فريقي لكنهم سيتعلمون من هذه التجربة'.
وتأهلت تاهيتي الى كأس القارات كبطلة للاوقيانوس ومن الأسباب الرئيسية لتحقيقها ذلك هو انتقال استراليا من اتحاد الاقيانوس الى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2006 وهو ما سمح للدول الاصغر في هذه المنطقة الضخمة بالتنافس على الالقاب الكبرى.
وتابع ايتايتا : 'لو كانت استراليا قد استمرت في اتحاد الاوقيانوس ما استطعنا أبدا رؤية جزيرة صغيرة مثلنا تشترك في بطولة مثل كأس القارات'.
وقال ايتايتا 'بعد رحيل استراليا اصبحت نيوزيلندا أفضل دولة في الاتحاد والان مجموعة من الجزر الصغيرة في المحيط الهادي يبلغ تعداد سكانها 270 الف نسمة فقط ستشارك وتكتب صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم.'
واضاف فاهيروا انه عندما بدأ ممارسة كرة القدم لم يكن ليتصور حتى في أكثر احلامه خيالا ان تاهيتي ستشترك في بطولة مثل هذه، وقال اللاعب البالغ عمره 32 عاما 'نظرت حول الاستاد.. كنت في حالة رهبة. لا نمتلك مثل هذه الاستادات في تاهيتي..'، وتابع 'الامر مثل الفيلم الذي يتم عرضه في ذهني.. انه انجاز غير عادي لنا. انها هدية لكل شيء تم استثماره في الفريق.'
تعليقات