آهات الجراح والسماح وزهر الأقاح

منوعات

5668 مشاهدات 0

آهات الجراح والسماح وزهر الأقاح

((عودة عاشق))

وهانحنُ عُدنا برغم الرياحْ
ليجمعنا الحُبُّ حتى الصباحْ

فمُدِّي يديكِ إليَّ فإنِّي
تعبتُ وفي راحتيكِ ارتياحْ

بعينيكِ ذقتُ كؤوسَ الهوى
وذبتُ كما ذابَ ماءٌ براحْ

ورحتُ أهدُّ سجونَ الأسى
وأطلقُ للأمنياتِ السَّراحْ

وأبني قصوراً لحلمي الذي
عليهِ صبرتُ وطالَ الكفاحْ

تحملتُ نيران ظُلْمِكِ حتّى..
تقلّدتُ بالعشقِ أسمى وشاحْ

وإنْ لامني فيكِ من لامني
فليس على العاشقين جُناحْ

أيا غادتي السَّعدُ لاح لنا
تعالَيْ لنغنمَهُ حين لاحْ

تعالَيْ لنسكبَ أفراحنا
على روضِ هٰذي الحياةِ المُتاحْ

أباحَ جمالكِ أغصانهُ
وجئتُ لأقطُفَ ما قد أباحْ

وأروي عن الحسن من نبعهِ..
أحاديثَ -تروي القلوب- صِحاحْ

فنلتُ من الوصلِ ما أشتهي
وأمسى الصدودُ كسيرَ الجناحْ.!!

أنا لم أَزَلْ يا مُنى خاطري
أُحبُّكِ حُباً شديدَ الجِماحْ

وبالعهدِ مازلتُ مُسْتَمْسِكاً
وإنْ كَـثُرَتْ في طريقي المِلاحْ.!!

تبسَّم وجهُ اللقاء وكمْ
رأينا مُحيَّاهُ عنَّا أشاحْ

فطرنا مع الشوق في رَكْبِهِ
غُدوَّاً وذبنا بهِ في الرواحْ

وعدتُ إليكِ بلا موعدٍ
كما واعدَ القَطْرُ زهر الأقاحْ

وعدتُ إليكِ إلى ليلةٍ
تهون لديها الليالي الشِحاحْ

لأنصرَ حُبي وأُسْعِفَ قلبي
وأنزعَ عنهُ بقايا الرماحْ

فلا تسألي عن زمان الجفا
وعن حزنه المرِّ كيف استباحْ..

فو الله إنِّي له خاضعٌ
وليس سوى الدمعِ عندي سلاحْ.!!

يُرتِّلني الشوقُ في شَجْوِهِ
ويملكني العشقُ دونَ اقتراحْ

ويُغرقني في بحارِ الجوى
فؤادٌ بآلامهِ ما استراحْ

دعينا من الخوض فيما مضى
فطبعُ الهوى منذُ كانَ السماحْ

شكوتُ جراحكِ حين افترقنا
وحينَ التقينا نسيتُ الجراحْ

بقلم: فالح بن طفلة

twitter: @faleh_amer

بقلم: فالح بن طفلة

تعليقات

اكتب تعليقك