انور الرشيد يكتب عن الاوضاع في مصر
زاوية الكتابمن سيتحمل مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور؟!
كتب يوليو 1, 2013, 11:25 ص 1464 مشاهدات 0
الشعب المصري و ان كانت شهادتي به مجروحة إلا أنه كتب كما عودنا بالتاريخ يومه التاريخي يوم أمس كدرس حقيقي مجسد على أرض الواقع لم يهزه تهديد و لم يرهبه وعيد شعب يصنع تاريخ منذ ما قبل الإسلام والمسيحية و اليهودية ، شعب عندما وعد نفذ و عندما قال سلمية حققها في كل ميادين مصر العروبة مصر التاريخ ، كل من كان له رأي أو تعليق في كافة الفضائيات العربية و الأجنبية وحتى بعض القنوات الدينية لم تستطيع أن تتجاهل ما قام به الشعب المصري الذي ذكرت وزارة داخلية حكومة مرسي أن الذين خرجوا للمطالبة بتنحي الرئيس مرسي سبعة عشر مليون مواطن في كل محافظات مصر من أسوان جنوبا و حتى الإسكندرية شمالا ، لذلك وبكل موضوعية لم اسمع أو اقرأ عن هذا العدد الهائل من المتظاهرين.
يوم أمس الرئيس مرسي وبكل موضوعية انتهى ولا اعني ذلك انتهاء تيار الأخوان المسلمين كتيار سياسي يعمل بالساحات العربية جميعها فأربع ملايين مؤيد يؤكد بأن هذا التيار قوي قادر على كسب جولة في حال ما إذا خسر جولة وتاريخه الممتد منذ أكثر من ثمانين عاما يشهد له بذلك رغم الضربات الموجعة التي وجهت له طوال تلك الفترة ، ولكن يوم أمس كانت ضربة تختلف اختلاف كلي عن أي ضربة تلقاها الأخوان من قبل حيث كانت الضربات سابقا تأتي من نظم مناهضة له بينما يوم أمس لأول مرة بتاريخه الطويل تأتيه ضربة قاصمة ومؤلمة من الشارع الذي انتفض بالملاين يطالبونه بالرحيل حتى أن منظرة الأكبر واحد أركانه الأساسين فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي لمحطة أل CNN وصف الوضع يوم أمس بأنهم يواجهون محنة وبلاء ، أذن مهما حاول منظري الخوان عبر وسائل الإعلام التخفيف من وطأة الضربة أو التقليل منها فهذا لا يعني بأن هناك ضربة موجعة وجهت للإخوان يوم أمس و ستستمر بعد أن تأكد الشعب المصري يوم أمس بأنه قادر على تغيير الواقع عبر الطرق السلمية ، حصل هناك بعض الضحايا و الاشتباكات و الاعتداءات و هي أدينت و مدانة بكل تأكيد و لكن أن قارناها مع عدد المشاركين بالتظاهرات كمؤيدين و كمناهضين فالذين توفوا يوم أمس بمحافظة القاهرة وحدها كوفاة طبيعية يعدون أضعاف مضاعفة ومضروبة بالعشرات لا بل بالمئات سيكون الرقم لا يذكر بكل تأكيد ، الحل اليوم في القاهرة لا يمكن فرضه بالقوة من كلا طرفي المعادلة و الحل الأمثل لكي لا يخسر الأخوان خسارة كخسارة البعث العربي الغبي أو فلول حسني أو أيتام القذافي الذين تمسكوا بكل شيء وخسروا كل شيء لذلك يقفز للذهن مباشرة الانتخابات المبكرة طالما أن الأخوان ذكرا بتصريحاتهم بأنهم الأكثرية أذن السؤال المنطقي لماذا تصر جماعة الأخوان المسلمين على رفض هذا المخرج الحضاري والمنطقي خصوصا وأنه حل ليس بدعة في عالم الديمقراطية فدول أوربا لوحدها أجريت بها تسعة انتخابات مبكرة في سنة و تمسك الأخوان المسلمين بخيار لا شرعية إلا الشرعية التي أنتجتها صناديق الانتخابات سيدفع مصر والمجتمع المصري لا بل مجتمعات المنطقة كلها
لطريق مجهول ليس بصالح المجتمع المصري بالدرجة الأولى ومجتمعات دول الجوار و بكل تأكيد هذا سيتحمل مسؤوليته التاريخية و الأخلاقية التيار الديني بشكل عام وسيؤدي التعصب و التمسك بالرأي و القرار لانهيار الجمهورية وستدخل مصر ببند الدول الفاشلة لسنوات طويلة وستؤثر بلاشك على الأمن والسلم الدولي مما يرغم دول العالم للتدخل للمحافظة على مصالحها وسيسقط التيار الديني السياسي برمته وتاريخه مما سيخلق أجواء تدفع بنظرية اجتثاث التيار الديني السياسي أسوة , بما حصل في العراق وليبيا الذين تمسكوا بكل شيء لينتهوا بلا شيء في تجربة فاشلة في أوربا التي عانت من تسلط و تحجر رجال الدين حتى أنتفضت عليهم الشعوب و حاصروهم في دور العبادة والوعظ الإجتماعي و الأعمال الإنسانية ،هذا هو المتوقع حصوله أن لم يتدارك التيار الديني الأمر ليجنب مصر كارثة حقيقية ناهيكم عن الدور الذي سيلعبه الفلول و الأنظمة الاستبدادية المتبقية التي تملك أموال طائلة قادرة على اجهاض كل ما من شأنه أن يكون بصالح مصر والمنطقة لتحافظ على مصالحها ، لذلك أأكد على تحميل التيار الديني كامل المسؤولية عن ما ستؤول الأمور بمصر والمنطقة.
أنور الرشيد
تعليقات