الكويت بحاجة إلى حوار وطني شامل.. هكذا يعتقد خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1002 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  نداء إلى صاحب القرار

خالد أحمد الطراح

 

حالة الجدل والاحتقان القائمة ضمن مناخ التحديات تؤكد الحاجة إلى حوار وطني شامل برعاية سامية لإنقاذ الكويت وشعبها.

ونحن على أبواب انتخابات الصوت الواحد لابد أن ندرك ان الجدل الذي يسيطر على الساحة السياسية لن يتوقف، سواء ازدادت نسبة المشاركة في الانتخابات أو تقلصت بالمقارنة بالانتخابات المبطلة السابقة.

إن ملامح الجدل السياسي الحالي من الممكن ان تؤدي إلى احتقان شديد وانشقاق في المجتمع، علاوة على ان المبادرات والوثائق بما فيها مبادرة الإصلاح والتوافق الأخيرة لن تثمر تغييرا ملموسا يلبي التطلعات الشعبية كافة. لا شك في ان هذه المبادرات تستهدف المصلحة الوطنية، وان تكررت فيها الرؤى والمبادئ، وتلاقت أو تباينت مع غيرها من الرؤى والاجتهادات التي امتلأت بها الساحة.

في هذا الشأن يجب عدم تجاهل الحراك أيضا ضمن الأسرة الحاكمة والشيوخ وعلى مستويات مختلفة، بينما الأهداف هنا تختلف، ليس بمعنى أنها لا تهدف الى المصلحة الوطنية، بل لأنها قد تكون حزمة أهداف تسيطر عليها تطلعات ومصالح عامة بعضها مشروع، بينما قد تسيطر على غيرها المصالح الشخصية، التي قد لا تخدم بأي حال من الأحوال (الكويت اليوم ومستقبلا). ولعل ما ادعاه الأخ الفاضل الشيخ طلال الفهد أخيرا بشأن (إنشاء وزارة الشباب خوفا من ثورات الربيع العربي) يجدد ما يتردد بان البعض من الأسرة ليسوا في حالة توافق وانسجام! ويصاحب هذا الحراك السياسي عدد غير مسبوق من القضايا الدستورية والجنائية، وهذا أمر يستدعي التأني في التحليل بتعمق بعيدا عن الانفعال وإلقاء التهم واللوم على أي فئة أو كتلة في المجتمع.

هناك العديد من المؤتمرات التي احتضنت حوارات متنوعة منذ مؤتمر جدة، والواضح اننا ما زلنا نراوح نحو الخلف وباتجاه المزيد من الاختلافات، ولم نصل إلى تغيير من شأنه أن يستوعب ما يجري على الساحة السياسية ويستوعب الإصلاح المنشود.

أمام هذه التحديات يتأكد لنا اننا بحاجة إلى حوار وطني يشمل كل أطياف المجتمع وفئاته، على أن تتبنى هذه المبادرة الدولة، ونترك القرار الأخير إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه والذي نتمنى ان يتفضل برعاية الحوار أو تكليف من يراه مناسبا سواء كأشخاص أو جهة معينة. نحن بحاجة إلى الحوار ويليه ربما استفتاء شعبي، فمن غير المعقول أن يستمر الجدل والاحتقان السياسي وتتزايد عدد التكتلات السياسية إلى حد لا يخدم الهدف الأساسي وهو مصلحة الكويت وطنا وشعبا.

ان هناك العديد من التحديات وغلو في الخطاب إلى جانب عدم تكامل بين أجهزة السلطة التنفيذية، إضافة إلى اضطرابات إقليمية تطغى عليها المذهبية وتؤثر في الشأن الكويتي شئنا أم أبينا للأسف. إن الأيام العشرة الصعبة التي شهدتها الكويت في انتقال الحكم ندعو الله ألا تعود، ولعل الحوار والاستفتاء الشعبي برعاية ومباركة سامية ينقذان الكويت وشعبها من حالة التجاذب والانقسام . اللهم احفظ الكويت وشعبها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك