مصر ... ثورة تلد أخرى
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2013, 1:16 م 992 مشاهدات 0
ما حصل في مصر يوم الثالث من يوليو كان تغييرا مركبا إبتدأ بإنقلاب عسكري من الجيش ضد الرئيس المنتخب وإنتهى بإسقاط تام لنظام ما بعد ثورة 25 يناير وهو تغيير خالف الدستور المصري الحالي الذي وافق عليه الشعب المصري بإستفتاء شعبي حر .
الفرق بين ثورة 25 يناير وهي أيضا إنقلاب عسكري إنتهى بإسقاط النظام , وبين ثورة 30 يونيو أن ثوار 25 يناير كانوا من ضحايا النظام الذي سبق ثورتهم وهو نظام حسني مبارك في حين كان الثوار في ثورة 30 يونيو جزءا أساسيا ومكونا ومشاركا في تشكيل النظام الذي سبقهم عبر مشاركتهم الفاعلة في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أوصلت من إنقلبوا عليه وأسقطوه لاحقا .
الليبراليون في مصر وفي الوطن العربي لم يكن يتصور أحد أنهم يساندون إنقلابا عسكريا ضد سلطة منتخبة لكنهم يرون أنهم إضطروا إلى ذلك بسبب ما يرونه خططا من الإسلام السياسي للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية ,لكنهم بذلك يطبقون عمليا ما كانوا يتهمون الإسلاميين به من موالاة لنظم الحكم ومن تقرب منها لقمع التيارات الليبرالية والمدنية .
الإخوان المسلمون ربما خسروا قيادة النظام السياسي في مصر للمرحلة الحالية ولكن خبرتهم وتاريخهم السياسي الحافل بمواجهة أشكال الاقصاء كافة كل ذلك سيمكنهم من العودة وبسرعة للمشهد السياسي وهي عودة ستشابه إلى حد كبير عودة الإسلاميين في تركيا للحكم العام 2002 بقيادة رجب طيب أردوغان بعد اقصاءهم منه في الإنقلاب الخفي الذي نفذه الجيش حينذاك ضد حكومة نجم الدين أربكان العام 1997 وهو الإنقلاب الذي تتم حاليا محاكمة من شارك فيه .
نتمنى الخير للشقيقة الكبرى مصر ولشعبها الحبيب وندعو الله أن يجنبها الفتن وأن يحميها من أعداء الخارج وأعداء الداخل .
تعليقات