عن حق تقرير المصير في سوريا.. يكتب المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 516 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  حق تقرير المصير في سوريا

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

في سوريا تدور معارك ضارية بين شعب ثار لنيل حريته وتخليص نفسه من إجرام نظام أشبعه تقتيلا وتعذيبا وتنكيلا، نظام مجرم لم يتوان عن دفن الأحياء وهدم البيوت وقصف المدن والقرى بالطائرات والصواريخ والدبابات حتى بلغ الأمر التدمير الشامل لمبان كاملة بطريقة إجرامية، وقد وقفت الشرعية الدولية ــــ كما هو حالها في هذه المواقف العصيبة ــــ متفرجة، وتنتظر اشارات الدول الكبرى لها، فروسيا متورطة في دعم إرهاب وجرائم النظام السوري، بل تدافع عنه وتمده بالسلاح والدعم العسكري اللامتناهي، وأميركا تتكلم عن حوار ومؤتمر دولي وحل سلمي، والواقع يشهد جرائم حرب وابادة، والتخلي عن شعب اختار تقرير المصير، وقد تلاشت في الوضع السوري فكرة التدخل الدولي الإنساني لحماية المدنيين ولفرض حظر جوي، والسبب يكمن في رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي بدأت خطواته من خمس سنوات، وهو قائم على تأمين إسرائيل كليا، دعم العصبيات الطائفية كما بدأت بالسودان ومرت بالعراق وترسخت في لبنان وامتدت لسوريا، بإتاحة الفرصة للأطراف التي تتنفس وتتحرك بنفس طائفي كامل الممثلة بإيران رأس الفتنة الطائفية في المنطقة، والتي تسعى لتصدير الثورة أو أدق تعبيرا بث واثارة النعرة الطائفية التي سخرت لها كل إمكاناتها البشرية والمادية لتحقيق ذلك، وقد انضم للأجندة الإيرانية الآثمة المالكي في العراق، وتبعه حزب الله اللبناني، وقد تحالفوا في إظهار وجوههم القبيحة التي تهدف للتصفية الطائفية، جميعهم في سوريا، وادخلوا لمنع الثورة المشروعة للشعب السوري من رفع الظلم ووقف القتل الذي يمارسه النظام، وقد أعماهم نفسهم الطائفي من نصرة المقهورين والمستضعفين من أبناء الشعب السوري، وقاموا بالاصطفاف الطائفي الكامل، وادخلوا بصورة سافرة بعمل عسكري مباشر ضد الشعب السوري، وصارت المعارك حقيقة بين أطراف أجنبية غازية وطائفية، ونظام يتنفس أكلينيكيا في مواجهة شعب انتفض ليقرر مصيره، فوجد نفسه في مواجهة عسكرية مع دول وقوات أجنبية تهدف لتصفيته طائفيا، وقد ارتكبوا أسوأ أنواع جرائم الحرب مع النظام المجرم.

إن المشهد العام في سوريا يؤكد أن الشرعية الدولية على المحك أمام تدخل إيران لقمع الثورة الشعبية في سوريا، وارتكابها بمعية النظام السوري وحزب الله لجرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية وانتهاك مبدأ حق الشعوب بتقرير المصير، وان دعوة مجلس الأمن للانعقاد من قبل دول مجلس التعاون غير كافية، وتكاد تكون عديمة الفائدة مع الموقف الروسي المساند لرفض حق تقرير المصير للشعب السوري، وعليها تسليح السلطة الشعبية عملا بميثاق الجامعة العربية وباتفاقيات الدفاع العربي المشترك، خصوصا مع دخول أطراف أجنبية هي إيران وحزب الله في حرب تقرير المصير التي يخوضها الشعب السوري، فهل هناك حياة في الدول العربية لنصرة الشعب السوري، أم لا حياة لمن تنادي، ولا عزاء لمن ينتظر الشرعية الدولية العاجزة!

اللهم إني بلغت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك