الاستخدام السياسي للدين أصبح سيد الموقف!.. ظاري الشمالي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 659 مشاهدات 0


النهار

الدروازة  /  مرحلة جديدة أم دوامة؟

ظاري جاسم الشمالي

 

الشعور بالخطر الداهم من حولنا لا بد ان يحرك الحرص على الوحدة الوطنية، ويحد من تمادي دعاة الفتنة في غيهم. والمواقف السلبية لن تكون بعد الآن مفيدة لمن يريد أن يساهم في بناء وطنه من داخل المجلس أو من خارجه.
يبدو أن حكم المحكمة الدستورية قد فتح الطريق على انهيار المقاطعة، وساهم في اقناع معارضين محسوبين على تيارات متشددة بضرورة المشاركة في الانتخابات ترشحا وانتخابا لان طريق التغيير من خارج قبة البرلمان مسدود، والتغيير من داخل البرلمان مأمول ولكن بحدود، على الاقل تبقى سلطة الرقابة والاستجواب اداة دستورية يعبر فيها النائب عن رأيه وحضوره بدون الخروج عن شروط التعاون بين المجلس والحكومة.
فهل تكون انتخابات 2013 مرحلة جديدة تخرجنا من دوامة الابطال والحل وتدخلنا في مرحلة الانجاز والتعاون؟ لتكن كذلك لأن أي خيارات أخرى ستضيع المزيد من فرص النهوض من دون أي تأثير على الخارطة السياسية للبلد والمنطقة، فقد أصبح واضحا الآن أن البدائل التي أتى بها «الخريف العربي»، ليس فقط غير صالحة للحكم بل هي أسوأ، في ممارستها لنوع من الدكتاتورية الحزبية التي تغطي سطوتها بهالة من القداسة.
الاستخدام السياسي للدين أصبح سيد الموقف، ومن دون خشية من الله سبحانه، ينتشر المبلغون على الفضائيات ليكفروا المعارضين ويطلبوا الصبر الى أن تلفظ البلاد أنفاسها الأخيرة.
نعني بالمرحلة الجديدة هنا مزيدا من السياسة البعيدة عن الاستخدام غير اللائق للدين، مزيدا من الحكمة في استخدام موارد البلد وطاقاتها من اجل ابنائها لا من اجل مشاريع أخرى تتعدى الحدود.
فما حكمت الطائفية يوما الا مزقت، من السودان مرورا بمصر وصولا الى سورية ولبنان، فكم عبرة وكم دولة يجب أن تصبح دروسا لنتعلم الفصل بين المقدس الديني والمصالح السياسية، وكم مجلس يجب أن يبطل أو يحل لكي نتعلم فن الممكن سواء من قبل المعارضة أو الحكومة؟ وكم فضيحة مماثلة لفضيحة الداو يجب أن تحصل لنتعلم إدارة ثروتنا بروح وطنية وحرص شديد على ثروة الأجيال؟
الفرص تمر مر السحاب وارى أن انهيار مشروع الخريف العربي سيعطينا فرصة لالتقاط الانفاس فلننتهزها.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك