المشروع الإسلامي محارب بشكل واضح الآن.. هذا ما يراه الدوسري

زاوية الكتاب

كتب 1092 مشاهدات 0


عالم اليوم

غربال  /  مصر.. القوة فوق الديمقراطية

محمد مساعد الدوسري

 

طوال عقود مضت، ثار الجدل والنقاش حول كيفية الوصول لتطبيق المشروع الإسلامي، وامتلأت مجلدات الدعاة والعلماء والمفكرين الإسلاميين بمثل هذه النقاشات، وما هو الطريق الأسلم للوصول إلى تطبيق هذا المشروع، واختلفوا في ذلك فيما بين مناد بأخذ زمام المبادرة بالقوة، وآخر يتحدث عن التمكين من خلال الأنظمة الديمقراطية المتوافرة، ومن ثم فإن فطرة الناس السليمة ستقودهم بالنهاية إلى اختيار المشروع الإسلامي.

يبدو أن هذه النقاشات والجدال حولها في طريقها للحسم، أو أنها حسمت حقيقة بعد أن توضحت المؤامرات والاصطفاف الكبير لكل ما هو غير إسلامي ضد المشروع الإسلامي، ويمكن رؤية ذلك في مصر على سبيل المثال، إذ توحد العلمانيون واللبرال والكنيسة والعسكر والغرب وبعض العرب ضد المشروع الذي يحمله الإخوان المسلمين، وكأنهم شيطان جاء بالشر إلى الناس، أو هكذا صوروه من خلال الآلة الإعلامية الرهيبة المملوكة لجهات تكشفت مؤامراتها مؤخراً.

المشروع الإسلامي محارب بشكل واضح الآن، ولك أن تتخيل التهم التي تلقى على أي تيار أو جماعة تسعى لتطبيق المشروع الإسلامي بطريقتها، إذ يسارع الحلف الشيطاني الخليط من الآيدلوجيات والأنظمة بشيطنة كل ما هو إسلامي، فهو طالباني متخلف في أفغانستان، ومتطرف تفجيري في العراق، ورجعي أصولي في اليمن، وقاعدي في سوريا، وإخواني في مصر وغيرها، وطوال بحثك عن أي تجربة يمكن أن يرضى بها هذا الحلف الشيطاني، فلن تجد إلا نماذج الصوفية والمرجئة الأليفين، البعيدين عن حمل هموم الأمة وحماية مصالحها، والقريبين من قلوب الطغاة العرب والأعداء في الخارج.

ما هي الخيارات التي تتركها الأنظمة الغربية وتلك الصديقة عربياً للمشاريع الإسلامية ؟، الخيار على ما يبدو هو القوة فقط، فبعد إغلاق كل الطرق أمام التيارات الإسلامية، حتى في الديمقراطيات الكاذبة، أصبح النموذج الطالباني الذي أجبر أميركا على التفاوض معه هو النموذج الوحيد الممكن تطبيقه على أرض الواقع، وهو ما يجعلنا كشعوب ندفع الثمن باهظاً بعد أن عملت الأنظمة العربية على إغلاق كل الطرق أمام هذه التيارات بالطرق السلمية، وكل إرهاب وأنتم بخير.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك