أوروغواي تصعد إلى النهائي على حساب العراق

رياضة

فرنسا لنهائي كأس العالم للشباب لكرة القدم للمرة الأولى بتاريخها

1828 مشاهدات 0


سقط المنتخب العراقي في فخ ركلات الترجيح التي منعته من التأهل لنهائي كأس العالم للشباب المقامة في تركيا، إثر خسارته أمام أوروغواي 6-7، بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1.

ولم يدخل المنتخب العراقي إلى أجواء اللقاء منذ البداية، فغابت الشجاعة الهجومية وبدا وكأنه يسير على خطا أسلافه من المنتخبات العربية التي غالباً ما تجد بعض المشاكل في الإعداد النفسي، عند وصولها للمباريات التي تأخذ طابع المستويات العالية.

ظهر هذا الأمر جليّاً في النصف ساعة الأولى من الشوط، فأوقف نيكولاس لوبيز قلوب الجماهير في الدقيقتين 23 و24 على التوالي عندما اقترب كثيراً من هزّ الشباك العراقية إلا أنّ يقظة الحارس محمد حميد أبقت الأمور على حالها.

ففي الدقيقة الـ23 جاءت أخطر فرص اللقاء عندما صار لوبيز لاعب روما الإيطالي بوضعٍ مناسبٍ للتسجيل، فسدّد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء أبعدها حميد بيده اليسرى، ليعود نفس اللاعب بعد دقيقة ويراوغ الدفاع العراقي ويصوّب كرة تصدى لها حميد في الأولى، وعادت لغيورغيان دي آراسكياتا الذي أرسلها خارج المرمى الخالي.

أسود الرافدين الذي كانوا بحاجة لهذه الصدمة انتفضوا مباشرةً وهدّدوا مرمى غويليرمو دي آموريس بكرة صاروخية لفرحان شكور (32) قبل أن يأتي الدور على علي عدنان الذي نفذ ركلة حرة مباشرة من زاوية صعبة (34) واستقرت في المقص الأيسر لمرمى دي آموريس، معلنة الهدف الأول في المباراة.

في الشوط الثاني ركّز أبناء المدرب حكيم شاكر على التمركز الدفاعي مع الاعتماد على الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، وهو ما كاد يكلفهم إعادة الأمور إلى نصابها عندما انفرد لوبيز بحميد وأرسل كرة ساقطة أخطأت الشباك (50)، فيما شكّل عدنان خطورة حقيقية من خلال ركلاته المباشرة.

وتصدّت العارضة العراقية لكرة للمنتخب الأميركي الجنوبي في الدقيقة 77، ليعيد الحصان الأسود ترتيب أوراقه من جديد ويزيد من كثافته الدفاعية داخل منطقة الجزاء تحديداً.

وسارت الدقائق المتبقية ثقيلة على المنتخب العراقي الذي اعتمد على زيادة عدد المدافعين دون الالتفات لضرورة التمركز الجيد، وهو ما كلّفه تلقي هدف التعادل قبل دقيقتين من النهاية، بعد أن استغل البديل غونزالو بوينو خلوّه من الرقابة وسدّد كرة سهلة من داخل منطقة الجزاء العراقية، ليجر المباراة للأشواط الإضافية، بالرغم من محاولتي عدنان ومهند عبد الرحيم بالوقت المُمدّد الذي بلغ 8 دقائق.

وعاد المنتخب العراقي لأجواء المباراة مع الدقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول لكن كراته افتقدت للخطورة، وكرّر لوبيز هوايته بإضاعة الفرص السانحة عندما سدّد خارج المرمى العراقي وهو بحالة انفراد تام وسط غياب التغطية الدفاعية.

وتابع العملاق الآسيوي ارتفاع مستواه التدريجي وسيطر على الكرة وحاول إنهاء المباراة قبل الوصول لركلات الترجيح لكن قلّة الدعم الهجومي وصحوة دي آموريس أجلت حسم المباراة لركلات الحظ، التي انتهت لصالح الأوروغواي 7-6.

وسدّد لأوروغواي بالترتيب: جياني رودريغيز (أضاع)، ليوناردو بايس، فيليبي آفيناتي، بوينو، لوبيز، دييغو رولان، خوسيه خيمينيز، غاستون سيلفا، فيما سدّد للعراق: علي فايز عطية (أضاع)، محمد شوكان، إيهاب كاظم، همام طارق، علي عدنان، مهند عبد الرحيم، مهدي كامل، سيف سلمان (أضاع).

وكان المنتخب العراقي قد وصل لهذا الدور بعد فوزه على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3، فيما وصل الأوروغواي لنصف النهائي بعد أن تجاوز المنتخب الإسباني 1-صفر.

وتقتصر إنجازات العرب في بطولات كأس العالم للشباب منذ انطلاقها على فوز قطر بفضية 1981، ومصر ببرونزية 2001، وحصول المغرب على المركز الرابع (2005).

وسيلتقي منتخب أوروغواي مع المنتخب الفرنسي في نهائي البطولة والذي تغلّب على المنتخب الغاني 2-1 اليوم، فيما يلاقي المنتخب العراقي  نظيره الغاني على المركزين الثالث والرابع.

بلغ المنتخب الفرنسي نهائي كأس العالم للشباب (دون 20 عاما) للمرة الاولى في تاريخه وذلك بعدما اطاح بنظيره الغاني، بطل 2009 ووصيف 1993 و2001، بالفوز عليه 2-1 اليوم الاربعاء في الدور نصف النهائي على ملعب 'اتاتورك ستاديوم' في بورصة.

ويدين المنتخب الفرنسي الذي كان يخوض الدور نصف النهائي للمرة الثانية بعد النسخة الماضية في 2011 حين انتهى مشواره على يد البرتغال (صفر-2) ثم خسر مباراة المركز الثالث امام المكسيك (1-3)، الى لاعب وسط ليل فلوريان ثوفان الذي سجل الهدف الاول في الدقيقة 43 بعد ان تبادل الكرة مع جان كريستوف باهيبيك ثم تخطى الحارس ايريك انتوي ووضع الكرة في الشباك.

ونجح الغانيون الذين كانوا يخوضون غمار دور الاربعة للمرة الرابع في تاريخهم بالعودة الى اللقاء بعد دقيقتين على بداية الشوط الثاني عندما ادرك ايبينيزر اسيفواه التعادل وسجل هدفه الخامس في البطولة بكرة اطلقها بيسراه من حوالي 20 مترا فارتدت من القائم والى داخل الشباك (47).

لكن ثوفان ضرب مجددا ومنح الفرنسيين هدف التقدم والفوز في الدقيقة 74 عندما وصلته الكرة على الجهة اليمنى للمنطقة الغانية فتقدم بها نحو الوسط قبل ان يسددها بيسراه بعيدا عن متناول انتوي.

وتلتقي فرنسا التي اكملت اللقاء بعشرة لاعبين في الدقائق العشر الاخيرة بعد طرد صامويل اومتيتي لحصوله على انذار ثان، في النهائي المقرر السبت المقبل على ملعب 'تورك تيليكوم ارينا' في اسطنبول مع الفائز من المواجهة الثانية في دور الاربعة والتي تقام لاحقا بين العراق والاوروغواي في طرابزون.

وتتّجه أنظار العراقيين إلى مدينة طرابزون الواقعة على ضفاف البحر الأسود اليوم الأربعاء، حيث يواجه منتخب أسود الرافدين الأوروغواي في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم للشباب (دون 20 عاماً) التي تستضيفها تركيا حتى الأحد المقبل.

وكان منتخب العراق، وصيف بطل آسيا، بلغ هذا الدور للمرّة الأولى في تاريخه بفوزه على كوريا الجنوبية بطلة القارة الصفراء 5-4 بركلات بعد تعادلهما 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي من الدور رُبع النهائي الأحد الماضي في قيصري.

وهذه المرّة الأولى التي يبلغ فيها العراق دور الأربعة في 4 مشاركات في تاريخه بعد الأولى عام 1977 في تونس وخرج من الدور الأوّل، والثانية عام 1989 في السعودية، عندما خسر أمام الولايات المتّحدة في رُبع النهائي، والثالثة عام 2001 في الأرجنتين وخرج من الدور الأوّل أيضاً.

من جهته، يمكن لمنتخب الأوروغواي في حال فوزه على العراق أن يعادل أفضل إنجاز في تاريخه حين وصل إلى نهائي 1997، ولم يكن سيئاً بدوره من حيث الأداء التصاعدي، إذ أنه وبعد خسارته مباراته الأولى أمام كرواتيا، نجح في تحقيق سلسلة انتصارات ضدّ نيوزيلندا وأوزبكستان ونيجيريا والأهم على الإطلاق ضدّ إسبانيا القويّة بعد التمديد في رُبع النهائي.

يُذكر أن العراق هو الوحيد بين المتأهّلين إلى المربع الأخير الذي لم يتعرّض لأي خسارة حتى الآن، خلافاً للأوروغواي وفرنسا وغانا.

كما أنها المرّة الأولى التي ينجح فيها منتخب أسود الرافدين في بلوغ دور الأربعة من كأس العالم في جميع الفئات، لكنه خاض غمار هذا الدور في مسابقة كرة القدم عند الرجال في الألعاب الأولمبية عام 2004.

شاكر ينتظر بلوغ النهائي

وقال مدرّب العراق حكيم شاكر: 'منتخب الأوروغواي هو أحد أفضل الفرق في أميركا الجنوبية. لقد تمكّن من الفوز على إسبانيا. سيكون الوضع صعباً، لكننا نتوقّع أيضاً تقديم مباراة كبيرة أخرى. أنا مقتنع من أننا سنتأهّل إلى النهائي'.

وبعدما تغلّب فريق المدرّب شاكر على غريمه الآسيوي القادم من الشرق الأقصى، خرج الناس إلى شوارع المدن العراقية ليرقصوا ويحتفلوا بهذا النصر العظيم حتى وقت متأخّر من الليل، لينسوا بذلك لعدّة ساعات معاناتهم ومشاكلهم اليومية.

لم يتوقّع الخبراء والمتتبّعون تألّق شباب العراق بهذا الشكل خلال هذه النهائيات العالمية وقد زرع هذا التألّق الفخر والسعادة في نفوس مواطنيهم.

وقال فرحان شاكور مهاجم نادي السليمانية وصاحب ثلاثة أهداف خلال هذه البطولة: 'كانت مواجهة كوريا الجنوبية أفضل ما عشته إلى غاية الآن في مسيرتي الكروية. نحن نودّ إهداء هذا الفوز للشعب العراقي لأننا ندين له بالكثير. فبفضله وصلنا إلى هذه المرحلة المتقدّمة. وأنا متحمّس للغاية لكوني جزءاً من هذا النصر الذي نشر سعادة كبيرة بين كلّ العراقيين'.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك