رجل أعمال فلسطيني يعزز العربية على الإنترنت

منوعات

خصص 10 ملايين دولار لإطلاق موسوعة ' تاجيبيديا ' العربية

4066 مشاهدات 0


استثمر رجل الأعمال الفلسطيني “طلال أبو غزالة” مبلغ 10 مليون دولار أمريكي في موسوعة إلكترونية عربية مجانية على الإنترنت، وذلك بهدف دعم المحتوى العربي الذي لا تتجاوز نسبته 1% على الشبكة العالمية.   ويتوقع أن يقوم أبو غزالة البالغ من العمر 75 عامًا ويملك مجموعة شركات متخصصة في مجال الخدمات المهنية والتدريب، إطلاق الموسوعة التي تحمل اسم تاجيبيديا Tagepedia نهاية العام الجاري وهي تضم مليون مقالة عربية.   ونقلت وكالة رويترز عن أبو غزالة قوله، إنه ينظر إلى تاجيبيديا كوسيلة لبناء مجتمع معرفة عربي، وهو الأمر الذي عبر عنه أبو غزالة بأنه مهمته في الحياة، مشيرًا إلى الدور الذي ستلعبه الموسوعة في المساهمة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي.   يُشار إلى أنه وعلى الرغم من وجود 350 مليون متكلم بالعربية كلغة أم، وهو ما يُشكل 5% من سكان العالم، إلى جانب وجود مئات الملايين من المسلمين الذي يألفونها باعتبارها لغة القرآن الكريم، إلا أن عدد مواقع الإنترنت التي تستخدم اللغة العربية لا يتجاوز 1%، ليضعها في المركز الثالث عشر من حيث الانتشار خلف لغات كالبولندية والهولندية، مع أن عدد الناطقين بالعربية يتجاوز عدد الناطقين بهاتين اللغتين معًا.   وقال أبو غزالة الذي وصف إطلاق الموسوعة بأنه “عمل خيري”، إن إنفاق 10 مليون دولار على مدى السنوات الخمس الماضية لتطوير تاجيبيديا، لهو مبلغ متواضع جدًا من أجل لغة لديها تراث وثقافة عظيمين كالعربية، وأضاف أنه سيقوم لاحقًا بتمويل التكاليف التشغيلية للموسوعة، لتظل مجانية وخالية من الإعلانات، على غرار الموسوعة العالمية “ويكيبديا”.   يُذكر أنه وعلى عكس “ويكيبيديا” التي يتم إنشاء المحتوى فيها من قبل المستخدمين، سيكون لتاجيبيديا شكلًا تقليديًا، حيث سيتم تدقيق جميع المقالات من قبل أكاديميين تحريًا للدقة والوثوقية قبل النشر.   وتوقع أبو غزالة أن تضم الموسوعة الجديدة مليون مقالة لدى إطلاقها، وهو ما يشكل أكثر من أربعة أضعاف المحتوى العربي على ويكيبيديا، الذي لا يتجاوز 235 ألف مقالة عربية.   ومع أن اللغة الإنجليزية هي الأكثر انشارًا على الإنترنت وهي التي تقود نموها، إلا أن نسبة المستخدمين العرب القادرين على التفاعل مع المواقع الإنجليزية، لا تتجاوز 10%، وذلك بحسب فادي شحادة الرئيس التنفيذي لمنظمة ICANN، الذي طرح تساؤلًا عن حال باقي المستخدمين العرب الذين قد يملك بعضهم حتى لوحة مفاتيح إنجليزية، وشدد على ضرورة إتاحة المزيد من المحتوى بلغتهم الأم.   تجدر الإشارة إلى أن مجموعة طلال أبوغزالة التي تملك 80 مكتبًا و 180 مكتب تمثيل حول العالم، تعتبر أكبر مجموعة عربية من شركات الخدمات المهنية التي تعمل في حقول المحاسبة والاستشارات الإدارية والتدريب والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات وبناء القدرات ومعلومات الائتمان والترجمة القانونية.

انطلاقته من الكويت 'الأرض الطيبة'

د. طلال أبو غزالة جاء للكويت عام 1965  وانطلقت منها شركته الأولى عالميا في مجال الملكية الفكرية والتي تملك اليوم العلامة التجارية لقناة الجزيرة، وفي احدى المواقف الشهيرة في حياته في الكويت يقول بوغزالة الذي لايزال يتردد على الكويت وأجرى فيها لقاء صحافي مع مجلة المستثمرون ' تخرجت من الجامعة، وجئت إلى الخليج وأقمت في هذا البلد الكريم الذي تبناني ودعمني وأعطاني كل ما يمكن أن يمنح في العالم، فلا يمكن أن اشرح لك مدى الرعاية التى تحصلت عليها، والتي بفضلها استطعت تشييد هذه المؤسسة والتي أصبحت الآن أكبر مؤسسة في الدنيا في مجال الملكية الفكرية، فنحن رقم واحد في العالم وليس في المنطقة فقط، وسأحكي لك قصة ستصيبك بالاستغراب في كيفية تحولي إلى الاهتمام بمسألة الملكية الفكرية، فأنا جئت إلى الكويت عام 1965 وكان المغفور له بإذن الله، صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد رئيسا للإدارة المالية في ذلك الوقت، وذات يوم اتصل بي مدير مكتبه بدر المنصوري رحمة الله عليه، وابلغني أن الشيخ يريد مقابلتي، وبالتأكيد حضرت وأنا في قمة سعادتي، لأنني حظيت بشرف تلك المقابلة وحينما حضرت، ابلغني مدير مكتبه أن الشيخ «زعلان مني» فقلت له: «ومن أنا كي يزعل مني؟!»، ثم دخلنا مكتب الشيخ جابر رحمة الله عليه، ذلك الرجل الوقور الوسيم المحترم الذي يمتلك قمة التواضع، فسلم علي وطلب مني الجلوس أولا، ثم تحدث إلي وقال: «كم صار لك في الكويت»؟ فقلت: سنة وأكثر، فقال: «ولا تعرف عادتنا وتقاليدنا؟» فقلت: ما زلت أتعلم، فقال: «نحن لا نحب المحاكم» فقلت: ولا احد يحب المحاكم، فقال: «إذن لماذا ترفع دعوى علي؟» فاستغربت بشدة وقلت: وكيف أكون أنا لأرفع دعوى على سموك؟ فأعطاني ملفا موجود في داخله طلب حضور للشيخ جابر لإحدى جلسات المحكمة، ومكتوب فيه بأن الدعوى مرفوعة من طلال أبوغزالة، وبالفعل، كان الأمر صحيحا، وإن دل على شيء فإنما يدل على عظمة القضاء في الكويت، وذلك بأن ترفع دعوى من وافد عربي مقيم على رجل بمقام الشيخ جابر، فقرأت الموضوع وتفهمته، وهو متعلق بقضية تسجيل علامة «سفن أب» وكان المسجل رافضا تسجيل العلامة، لأنه يقول إنها «عبارة عامة لا يجوز أن يمتلكها احد»، وذلك على الرغم أننا نفينا ذلك له وأننا لا نريد امتلاكها، والقانون هنا ينص على انه إذا رفض المسجل فارفع دعوى على رئيسه، وأنا سرت وفقه، فقال لي الشيخ جابر: «قبل لا تسويها كنت سألت رئيسه، فإذا لم يفدك اسأل وكيله، أو تأتي إلي ، ولكن تأخذني إلى المحكمة»؟ فقلت له: اسمح لي أن انصرف واذهب لأسحب الدعوى، ومن ثم اتجه إلى مكتبي وحطمت تمثال «سفن أب» وكتبت وصيتي بمنع أولادي وأحفادي من شرب سفن أب، فابتسم الشيخ جابر وقال لي: «طيب احكي لي المشكلة»، وكانت مقابلتي برجل في مقام الشيخ جابر أعطتني اهتماما خاصا بهذا النشاط الذي كنت مبتدئا فيه، فقررت أن أعطي الأمة العربية الدور والمكانة في العالم، واستطعنا في النهاية أن نقول بأن مؤسستنا أسست في الكويت، وكان أول عملائها الشيخ سالم صباح السالم الذي قابلته في واشنطن عندما كان سفيرا، وكانت تربطني به علاقة صداقة حميمة، وكنت في رحلة لمقابلة بعض أصحاب الشركات العالمية من اجل الحصول على بعض الماركات العالمية، فذهبت لأسلم عليه، فسألني عن سبب مجيئي؟ فشرحت له الأمر وأعطيته قائمة الشركات، وفوجئت به يبلغني انه سوف يدعوهم لي على العشاء، وبالفعل دعاهم وكانت تلك بداية المؤسسة التي أصبحت الآن الأولى في الدنيا بناء على دعوة قام به السفير الشيخ سالم صباح السالم إلى تلك الشركات.

 

الآن - رويترز: محرر الثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك