الديوك أبطالا لمونديال الشباب

رياضة

وغانا تروض أسود الرافدين وتتوج بالبرونزية

1305 مشاهدات 0


توجت فرنسا بلقب بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة القمامة في تركيا للمرة الأولى في تاريخها وذلك بعد فوزها الصعب والتاريخي على أوروغواي بركلات الترجيح بنتيجة 1/4 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي في المباراة النهائية التي أقيمت مساء السبت على إستاد تورك تيليكوم اَرينا.

ويعتبر هذا التتويج المونديالي الأول من نوعه لفرنسا في فئة مادون 20 سنة، بعد إنجاز متنخب أقل من 17 سنة في 2001 الذي أحرز اللقب العالمي بدوره، كما سبق للفرنسيين أن حملوا لقب كأس العالم في فئة الكبار عام 1998 عندما استضافوا الحدث المونديالي على أرضهم آنذاك.

أدرك منتخب أوروغواي أن منافسه يتمتع بمزايا قوية جدا، وذلك فقد بدا أنه يبحث عن أي مساحة لمباغتته، وهو ما فعله لوبيز الذي أطلق تسديدة قوية من خارج المنطقة، سيطر عليها الحارس الفرنسي أريولا في الدقيقة 5. أشعلت هذه الفرصة نار الغيرة لدى 'الزرق' فأخذ القائد بوجبا على عاتقه القيام بردة الفعل، عندما انطلق من وسط الملعب متجاوزا مسافة طويلة حتى وصل منطقة الجزاء ليسدد كرة 'ماكرة' تنبه لها دي أمريس الذي منع الخطر في الدقيقة 8.

بدأ الفرنسيون بفرض إيقاعهم الهجومي، بفضل بوجبا وكوندوجبيا من العمق وتحركات ثاوفين وباهيبيك من الأطراف، بينما عمل سانوجو على إقلاق راحة قلبي الدفاع الأوروغوياني، ولذلك كان طبيعيا أن تبقى الأمور بيد الديوك، ولكن هذا الأمر كان محسوبا لدى ممثلي أمريكا الجنوبية، الذين عرفوا كيف يقوضون مكامن القوة الفرنسية، فابستثناء محاولة ثاوفين الذي سدد من زاوية صعبة ومرت فوق المرمى بكثير في الدقيقة 20، لم يعرف الحارس دي أموريس معنى الخطورة الحقيقية طيلة بقية فترات الشوط.

وعلى العكس من ذلك، كان لاعبو أوروغواي ينفذون ما يطلب منهم، حيث اعتمدوا على الهجمات السريعة والمرتدة، والأهم استغلال أخطاء الدفاع الفرنسي، وكاد لوبيز يترجم ذلك، عندما أجبر المدافع سار على ارتكاب خطأ جسيم، إذ ارتبك الأخير في إعادة الكرة نحو الحارس، ليكون لوبيز بالانتظار داخل منطقة الجزاء، لينقض على الكرة ويلعبها نحو المرمى، لكن من سوء حظه أنها ارتدت من قدم الحارس أريولا وتنحرف عن الهدف للركنية في الدقيقة 30.

حافظ الفريقان على ذات الإيقاع، فبدأ أن أوروغواي تقوم بتسيير اللقاء كيفما تريد، وكادوا يستغلون الارتباك الدفاعي الفرنسي في اللحظات الأخيرة، لكن لم ينحاز التوفيق مع محاولتين، كان لهما الدفاع الأزرق بالمرصاد، مع نهاية الشوط.

اختلف الحال في الشوط الثاني، فلم تبق السيطرة بيد الفرنسيين، ولم يكتف منافسيهم بالدفاع والضغط والمرتدات، فقد أعلن لوبيز أن فريقه أوروغواي يريد هز الشباك، عندما سدد كرة قوية مرت فوق المرمى في الدقيقة 58. ولاحت الفرصة الأثمن امام ذات اللاعب، حين استلم لوبيز كرة طويلة خلف الدفاع الفرنسي ودخل الجزاء وفي اللحظة الحاسمة، قرر التسديد بقوة وبدون تركيز ليغالط طريق المرمى، رغم وجود زميلين مناسبين لهز الشباك في الدقيقة 66.

توقعنا أن يأتي الرد الفرنسي، وأن يتواصل التهديد الأوروغوياني، لكن أيا من ذلك لم يحدث، حيث بدا الحرص مبالغا فيه من قبل الفريقين في حماية المناطق الدفاعية، ولذلك فقد غاب التهديد حتى الدقائق الأخيرة والحاسمة، حيث مرر دي أراسايتا كرة ذكية جدا إلى أفيناتي الذي واجه الحارس الفرنسي، لكن أريولا خرج بالوقت المناسب وتصدى للخطر الداهم في الدقيقة 80.

أتى الرد الفرنسي بنفس الخطورة، حين اخترق فولكييه بالعرض ومرر أمام فيريتو على حدود المنطقة، سددها قوية تألق الحارس دي أموريس في إبعادها للركنية في الدقيقة 85. وحكمت الصافرة الأخيرة التوجه لشوطين إضافيين.

في الأوقات الإضافية، لم يحمل الشوط الأول سوى تسديدتين متتاليتين من هجوم أوروجواي، حيث أطلق جينو كرة من مسافة متوسط سيطر عليها الحارس في الدقيقة 94، وأتبعه دي أراسايتا بفاصل مهاري وسدد بشكل أخطر سيطر عليها أريولا في الدقيقة 95. فيما خلا الشوط الثاني من أي فرص حقيقية، لينتهي الوقت ويتم الاحتكام لركلات الترجيح.

وفي ركلات الترجيح تألق الفرنسيون بتسجيل الركلات الأربع الأولى عبر بوجبا، فيريتو، نجاندو، فولكييه، فيما كان الحارس أريولا يتألق من جانبه بالتصدي لأول ركلتين من قبل فيلازقويز ودي أراسايتا، فيما سجل أولازا الهدف الوحيد لأوروغواي.

وتوج منتخب غانا بطل نسخة 2009 بالميدالية البرونزية وذلك بعد أن تفوق على العراق وصيف آسيا والحصان الأسود للبطولة بنتيجة 0/3 في لقاء تحديد المركز الثالث.

بدأ العراق اللقاء بشكل هجومي واضح، فقبل أن تنقض نصف دقيقة بعد الصافرة، كان عمار عبدالحسين يتوغل في المنطقة ويسدد بالعرض مرت سريعة أمام المرمى دون أن تجد المتابعة. هذه الفرصة أشرت بما لا يدعوا للشك أن العراقيين أرادوا المبادرة الهجومية بغية هز الشباك والتخلص من ضغط خسارة قبل النهائي.

ولذلك فقد عدل المدرب حكيم شاكر خطة اللعب، وزاد عدد المهاجمين باشراك عمار عبدالحسين وجواد كاظم من الطرفين على أن يتقدم همام طارق ومهدي كامل من العمق خلف رأس الحربة مهند عبدالرحيم، لاحت فرصة ثانية عندما عكس عمار كرة عرضية انقض عليها جواد كاظم لكنه لم يحسن توجيهها نحو المرمى لتذهب بعيدا في الدقيقة 5. واصل الأسود بسط سيطرتهم على أجواء اللعب، ونسجت الهجمات بشكل متواصل، ولكن ظلت اللمسة قبل الأخيرة حول منطقة الجزاء 'العائق' الوحيد في سبيل إتمام تهديد مرمى الحارس أوفوري.

من جهته تعامل الغانيون بحكمة مع المعطيات، فكثفوا من تواجدهم الدفاعي، وأقاموا ساترين دفاعيين، وعملوا على الضغط من وسط الملعب، هذا الأمر قلص من تواجدهم الهجومي، حيث ظهر الحارس العراقي حميد في المشهد للمرة الأولى من تسديدة أسيفواه التي انحرفت عن المرمى بقليل في الدقيقة 30.

ولكن الدقائق الأخيرة من الشوط، شهدت تحولا كاملا في الأداء والنتيجة، حيث واصل الغانيون نسج الهجمات، ولاحت لهم ركنية عكسها أودجير أمام منطقة المرمى ارتقى لها أتاماه دون رقابة وحولها للشباك، الهدف الأول في الدقيقة 35.

سرعان ما عاد أسيفواه ليهدد المرمى لكن حميد تعامل مع كرته القوية وأخرجها للركنية في الدقيقة 37، ومع الإندفاع العراقي في اللحظات الأخيرة لتدارك التعادل، ارتد الغانيون بهجمة سريعة، فبعد تمريرتين، استلم أسيفواه الكرة على حدود منطقة الجزاء، بحث للحظة عن زميل شاغر، لكنه استخدم مهارته فاخترق الجزاء بسرعته وسدد كرة أرضية زاحفة، مرت بعيدا عن محاولة حميد لتهز شباك من جديد، الهدف الثاني في الدقيقة 45.

عاد المنتخب العراقي بنفس الأسلوب الهجومي، لكنه هذه المرة كان مجبرا لتقليص الفارق على أقل تقدير، وجاء التهديد الأول من تسديدة مباشرة أطلقها علي فايز تعامل معها الحارس بقبضة يديه في الدقيقة 47. عمل حكيم شاكر على تعزيز القوى الهجومية فدفع بالمهاجم فرحان شكور. صحيح أن العراقيين حافظوا على سيطرتهم في وسط الملعب، لكن ذلك جاء برغبة غانية إثر التراجع الدفاعي المبرر للخلف.

هذه الكثافة الدفاعية، قلصت من حجم التهديدات العراقية، وصعبت من مهام الاختراق، وحاول همام طارق مباغتة الحارس بتسديدة بعيدة لكنها ذهبت لأحضان أوفوري في الدقيقة 63، ولاحت بعدها فرصة أفضل أمام عمار عبدالحسين الذي استلم الكرة بوضع أفضل على خط المنطقة، ولكنه سدد بتسرع لتخطئ كرته المرمى في الدقيقة 68.

وكلما انقضت الدقائق كان الغانيون يزدادون ثقة، حيث بدت رغتبهم واضحة في تسجيل هدف ثالث مستغلين التراخي الدفاعي والمساحات الشاغرة إثر الاندفاع العراقي، تعددت الأخطاء ونجح أوتشيمبونج في كسر مصيدة التسلل ليجد نفسه في مواجهة حميد ليسدد في المرمى، الهدف الثالث في الدقيقة 78.

هدأت الأمور في الدقائق الأخيرة، التي عرف فيها الغانيون كيف يحافظون على التقدم النظيف، لتعلن الصافرة الأخيرة تتويجهم بالبرونزية.

الآن - وكالات - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك