الاسعاف بالكويت.. مجرد وسيلة نقل
محليات وبرلمانتفتقر لأبسط مستلزمات الطوارئ، ونصف عددها معطل!!
سبتمبر 4, 2013, 1:52 ص 7202 مشاهدات 0
تعد إدارة خدمات الطوارئ الطبية من أهم الادارات في الدولة، كونها ترتبط بشكل مباشر مع حياة الناس، ومقارنة مع الدول المتقدمة في هذا مجال يتبين مدى الخلل التي تعاني منه إدارة الخدمات الطبية في وزارة الصحة بالكويت، فسياراتها تفتقر لأبسط الخدمات الطبية ولاتحتوي سوى على سرير وانبوبة أكسجين!!
حسب تصريحات وزير الصحة السابق د. محمد الهيفي قال خلال مؤتمر صحفي في ابريل الماضي 'الطوارئ الطبية في الكويت سرعة استجابتها للحالات تقريبا 9 دقائق، وهذا رقم جيد جدا مقارنة بالمعدل العالمي 8 دقائق، ونسعى حاليا للمزيد من التطوير للوصول للمعدل العالمي، كما نسعى لزيادة مراكز الإسعاف لتكون متواجدة بأسرع وقت، ولدينا في المناطق النائية حاليا 6 مراكز إسعاف وندرس مع الجهات المختصة إمدادنا بأماكن جديدة لزيادة عددها، كما قال الهيفي أن خدمة الاسعاف الطائر سيتم تدشينها قبل نهاية عام 2013م.
إلا أن تصريح الوزير تدحضه التجارب، فعلى سبيل المثال حين انقلبت سيارة عسكرية في اكتوبر الماضي على الحدود الكويتية العراقية انتظر زملاءه 3 ساعات دون جدوى فاضطروا لنقل زميلهم بسيارتهم الخاصة الى مستشفى الجهراء، وهناك العديد من الحالات تشتكي من القصور بسرعة الاستجابة رغم تزويد سيارات الاسعاف بجهاز GPRS .
في الدول المتقدمة بمجال الطوارئ الطبية، حين يرد البلاغ لمركز العمليات يكون هناك شخص يعطي المبلغ تعليمات للاسعافات الأولية للمريض لحين وصول سيارة الاسعاف، وغالبا ما يكون هناك دكتور يسبق سيارة الاسعاف أو يتزامن معها بالوصول، كما أن سيارة الاسعاف مزودة بأجهزة أوكسجين وحقن وأدوية وجهاز صدمات كهربائية وغيرها من معدات أشبه ماتكون بغرفة انعاش مصغرة، لايمكن مقارنتها مع سيارات الاسعافات في البلاد.
ان ما يؤكد حجم الخلل هو ماحصل قبل أيام قليلة من تضارب بالمعلومات حيث أكد المنسق الاعلامي في ادارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد عدم استعداد الطوارئ الطبية لأي طارئ في تعقيب له على سؤال وجهته جريدة النهار حول الاستعدادات للضربة الأمريكية المتوقعة إلى سوريا.
وتساءل بوحيمد: 'كيف نضع خطة ونطبقها ونحن نعاني نقصاً شديداً في غرف الطوارئ المركزية وفي المعدات، لافتاً الى توافر مئتي سيارة اسعاف، الصالح للعمل منها ستون سيارة فقط في حين الباقي معطلة عن العمل، مؤكداً ان آخر دفعة وصلت الى البلاد من سيارات الاسعاف بها الكثير من الاعطال لذلك يتم استخدام السيارات القديمة التي تعود الى العام 2007م'.
بينما أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية بالانابة جاسم الفودري استعداد ادارته لمواجهة أي طارئ محتمل في حال اندلاع حرب على سورية، وقال ان لدى ادارة الطوارئ الطبية ما يقارب من 140 سيارة اسعاف جاهزة لحالات الطوارئ الى جانب فرق مدربة على اعلى مستوى من الفنيين، مشيرا الى ان الاعطال الموجودة في السيارات ناتجة عن الاستهلاك، حيث توجد فقط 60 سيارة في حاجة الى الصيانة، معلنا عن تسلم 60 سيارة جديدة سجلت عليها بعض الملاحظات ولكنها أنجزت ودخلت العمل، وقال: بصورة عامة يوجد لدينا 134 سيارة داخل الخدمة تنقل المرضى وتتعامل مع الحالات الطارئة وتعمل بصورة ممتازة.
وفيما يخص الاستعدادات الحالية لمواجهة المخاطر المحتملة في حال تنفيذ ضربة عسكرية على سورية قال الفودري: نركز حاليا على صيانة سياراتنا بالدرجة الاولى، والكوادر متاحة وهناك توجه لزيادة عدد الكوادر في الخطط المستقبلية، لافتا الى ان منظمة الأيزو قامت قبل ثلاثة ايام باعتماد الطوارئ الطبية بالكويت والاعتراف بها.
لاشك أن هذا التضارب ان دل على شيء انما يدل على حجم الخلل التي تعاني منه هذه الإدارة، والناس لا علاقة لها بما يحصل في إدارة الطوارئ، وانما كل مايعنيها هو الحصول على خدمة طبية متميزة في حال تعرضها لحادث لاسمح الله، فالأرواح غالية والمسؤولون محاسبون.
لن نضرب المثل في خدمات الاسعاف في أمريكا وأوروبا بل قريبا جدا وتحديدا في دبي، عبر الفيديو أدناه
تعليقات