مقومات حقوق الإنسان تتفاعل مع قضية 'ريم اليتيمة'

محليات وبرلمان

الوهيب: نطالب بالنأي بها عن أي صراع قد يسيء لها ولأخواتها

1928 مشاهدات 0


'لوحة إنسانية رائعة أكدت معدن أهل هذا البلد الطيب والمقيمين فيه ' هكذا وصفت أمين سر ورئيسة لجنة المرأة والطفل بجمعية مقومات حقوق الانسان الاستاذة منى فهد الوهيب التفاعل المجتمعي الإنساني مع حادثة وفاة اليتيمة 'ريم' إحدى بنات دار الرعاية الاجتماعية بالكويت والتي تعرضت لحادث أودى بحياتها، مشيدة بحرص الناس على الدعوة للصلاة عليها وتسابقهم لحضور جنازتها بل والتبرع باسمها بمشاريع خيرية وكأن لسان حالهم يقول ' أن أهل الكويت كلهم أهلك يا ريم اليتيمة ' مؤكدة ان التحقيق الذي أجرته وزارة الشئون خطوة في الاتجاه الصحيح والمعلومات التي نشرت في بيان الوزارة لازالت في سياقها الطبيعي، وفي الوقت نفسه طالبت وزارة الداخلية بمعاقبة المتسببين بالحادث وعدم ترك حق ريم يضيع مشددة على أهمية التعامل مع هذه القضية بإنسانية بحتة والنأي بها عن أي صراع لان في ذلك اساءة لريم وهي ميتة، وإضرار بأخواتها من نفس الشريحة التي يكفيها ما فيها.

العناية بالايتام

وأوضحت الوهيب : أن الإسلام اعتنى بالأطفال عموماً والأيتام خصوصاً سواءً  من الأسر الطبيعية أوالأيتام مجهولي الوالدين الذين جاؤا من أسر متصدعة أو في ظروف غير طبيعية مؤكدة أن الشريعة الإسلامية سبقت كل المواثيق والعهود الدولية في هذا المجال وجاء إعلان القاهرة الذي وقعت عليه كافة دول منظمة المؤتمر الإسلامي ليؤكد هذه العناية ويؤصل هذا الاهتمام ، حيث نصت المادة (7) في الفقرة (أ) ' لكلّ طفل منذ ولادته حقٌّ على الابوين والمجتمع والدولة في الحضانة والتربية والرعاية الماديّة والعلميّة والأدبيّة، كما تجب حماية الجنين والاُمّ وإعطاؤهما عناية خاصّة ' مبينة أن مجهولي الوالدين في حكم الأيتام من منظور إنساني وإسلامي، وقد وضعت الشريعة لهم أحكاماً خاصة بهم وهم أشد حاجة للعناية النفسية والرعاية الاجتماعية من أيتام الأسر الطبيعية لما لوضعهم من خصوصية يجعلهم يتجرعون الألم حتى بعد بلوغهم، فكلما كبر مجهول الوالدين كبر معه جرحه، وهو جرح الهوية وإثبات الذات والتعايش مع الواقع الاجتماعي على عكس اليتيم في الأسرة الطبيعية فإنه بمجرد بلوغه واعتماده على نفسه فإن معاناته تنتهي.

النظرة الإيجابية

وطالبت الوهيب أن يتم التعامل مع الأيتام مجهولي الوالدين بنظرة إيجابية مبنية على قاعدة الاحترام والكرامة الإنسانية فهم نتاج ظروف متعددة وتصدع وتفكك أسري أو أمور اجتماعية أخرى قد تخفي علينا أو تظهر، وفي كل الأحوال ليس من العدل أن نحاسبهم على وضع قدره الله عليهم ولم يختاروه ولم يشاركوا في صياغته مستدلة بالمادة الأولى في إعلان القاهرة التي نصت على أنه ' يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء' مؤكدة أن هذه الرؤية مستمدة من كتاب الله حيث قال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

ودعت بأن تتبنى وزارة الشئون حملة توعوية لتعزيز النظرة الإيجابية لهذه الفئة في المجتمع والتشجيع عل احتوائها وتقبل اندماجها مطالبة أن يتم اعتماد اسم الأيتام في الوسائل الإعلامية لمجهولي الوالدين بدل بعض المفردات التي قد تجرح مشاعرهم، مبينة أن هناك محاولات قد تكون سلبية أكثر من إيجابية لمعالجة هذه الموضوع بطريقة فردية واجتهادية غير مدروسة بشكل علمي.

توصيات

وأوصت الوهيب في ظل تكرار أكثر من حادثة قد تثير الجدل حول رعاية الحالات الإنسانية في قطاعات الشئون بأن تقوم الوزارة بفتح المجال وتسهيل الإجراءات لمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان للتعاون معها ومتابعة أوضاع مجمع دور الرعاية والدور كافة بكافة فئاتها (مسنين – أيتام - ذوي الإعاقة – أحداث) وذلك للمزيد ممن الشفافية وللمساعدة على تقديم المقترحات التي تساعد على سد الخلل والقيام بواجب هذه الفئات على النحو المطلوب، كما أوصت بتضافر الجهود لتعزيز رعاية الأيتام وحفظ حقوقهم بجميع فئاتهم ودمجهم بالمجتمع وحسن التعامل معهم، فليست وزارة الشؤون فقط المعنية بحقهم في الرعاية بل وزارة التربية من خلال المناهج ووزارة الأوقاف من خلال الخطب والمحاضرات ووزارة الإعلام من خلال البرامج ذات الصلة والمؤسسات الاجتماعية والنفسية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال برامجها.

أ. منى فهد الوهيب
أمين سر ورئيسة لجنة المرأة والطفل
جمعية مقومات حقوق الانسان

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك