ماسبب عدم حنين الطلبة للمدرسة ؟

شباب و جامعات

جوانب نفسية : خوف وقلق من التحصيل الدراسي ومن الآباء والمعلمين

2453 مشاهدات 0


يستعد الطلبة في البلاد لعام دراسي جديد ينشدون من خلاله العلم النافع لأنفسهم ومجتمعهم ويجددون به طاقتهم الذهنية وتتسع معه مداركهم الحسية والفكرية الا ان أهمية العلم والقدرة على التحصيل تقترن بمستوى التهيئة النفسية والاجتماعية.

وأهمية الجوانب النفسية والاجتماعية لاتقل عن الجوانب العلمية التي تعززها المؤسسات التربوية من خلال برامج تشجيعية تساهم في دفع الطلبة نحو التحصيل العلمي برغية ونحو الاجواء الدراسية باحترام ونحو المدرسة بحب ونحو الدوام المدرسي بالتزام وذلك لتحقيق النجاح وتخطي هذه المراحل التأسيسية من حياة هؤلاء الطلبة دون اعباء او تراكمات داخلية.

وفي هذا الاطار قالت الباحثة النفسية منى عبدالواحد من مدرسة (رملة ام المؤمنين) لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان التهيئة النفسية بحد ذاتها برمجة عقلية تعتمد على مدى تفهم أولياء الامور وقدرتهم على غرس اهمية العلم لدى الابناء وليست عملية فجائية او عشوائية.

واضافت عبدالواحد ان بعض الطلبة لا يشعرون بالحنين للمدرسة وبعضهم الاخر لا يرغب بالعودة للدوام المدرسي موضحة ان من اهم الاسباب التي تقودهم لذلك هو 'القلق نتيجة الخوف من القدرة على التحصيل الدراسي ومن الخضوع للاختبارات نتيجة المطالبات المبالغ فيها من المعلمين او الاباء'.

وذكرت ان من ابرز تلك الاسباب كذلك ما يتصل بالقلق نتيجة عدم اشباع الطموحات التي يمتلكها الطالب او الطالبة والتي تكون غير واقعية في بعض الاحيان مما تسبب لهؤلاء ضغطا نفسيا واجتماعيا.

وقالت عبدالواحد ان بعض الطلبة يشعرون بالقلق نتيجة اساءة المعلم او الادارة المدرسية للطالب وعدم تفهم رغباته وحاجاته النفسية وخصوصا الطلبة في سن المراهقة من ابناء المرحلة المتوسطة والثانوية.

واكدت اهمية دور المناهج الدراسية في تهيئة الطالب نفسيا مشددة على ضرورة ان تكون تلك المناهج مفيدة للطالب في مستقبل حياته ولا تنهك ذاكرته وتصيبها 'بالتهتك' من خلال الحشو والتلقين فقط.

واضافت ان المناهج التعليمية لن تخدم الطالب الا ان تقوم على ركيزة دعائمها تكوين مثلث النجاح وهي المعلم والمبنى الدراسي والمنهج.

واوضحت عبدالواحد ان العبارات والكلمات الايجابية لها تأثير كبير في نفوس الابناء فالأم التي تشجع ابناءها بشكل مستمر تخلق لديهم طموحات كبيرة ورغبة في التعلم والتوافق النفسي والاجتماعي مما يكون له اطيب الاثر في المواظبة على الحضور الى المدرسة وعدم التكاسل والنفور من البيئة التعليمية.

واشارت الى دور المعلم باعتباره الموجه والمرشد والمربي فاذا منح الطالب الشعور بالطمأنينة والامن النفسي وحقق له احتياجاته النفسية والعلمية يكون بذلك قد حقق نجاحا كبيرا يعود على الطالب بالنفع ويزيد من مستوى ادائه ويرفع تحصيله العلمي.

وبينت ان هناك اسبابا جوهرية تثني الطالب عن النجاح اهمها الخلافات الاسرية التي تنعكس على تحصيله العلمي مؤكدة ان 'صفاء الذهن والراحة النفسية تدعو الى حب الاجواء المدرسية والرغبة في التعليم فكم من ابناء فشلوا في عملية التحصيل الدراسي بسبب المشاحنات داخل بيوتهم'.

واعتبرت ان التأنيب والتعنيف والتعرض للاهانة من قبل البيئة الاسرية والمدرسية يشتت الطالب ويصل به الى الانحراف خصوصا في مرحلة المراهقة لأنها تحتاج الى الوعي الكافي كون هذا المراهق يعيش مرحلة اثبات الذات مما يستلزم احتواءه والاهتمام به.

وفي السياق ذاته قالت الاخصائية الاجتماعية جميله النبهان من مدرسة (زينب بنت العوام) ل(كونا) انه تقع على عاتق الباحث الاجتماعي مسؤولية كبيرة في تهيئة الطالب اجتماعيا من خلال احتوائه ومعرفة مشاكله وتقديم المساعده له.
وأوضحت ان الباحث الاجتماعي يعد حلقة وصل بين الطالب ومعلمه وبين المدرسة والمنزل فيسعى جاهدا لأن يجعل الطالب مهيأ نفسيا واجتماعيا لتحقيق النجاح في دراسته وان يتخطى المرحلة الدراسية دون مشاكل تواجهه ومحاولة مساعدته بالاعتماد على نفسه.

واضافت النبهان ان لمكتب الخدمة الاجتماعية دورا مهما في تهيئة الطالب اجتماعيا من خلال تعاونه مع الادارة المدرسية في اخذ بعض حصص الاحتياطية وتقديم حلقات نقاشية وانشطة اجتماعية وتعليمية وترفيهية وورش عمل يقدم من خلالها الفائدة من العلم والشهادة الدراسية.

وتطرقت الى ما يعرضه مكتب الخدمة الاجتماعية من تجارب تربوية لبعض الدول الفقيرة ومقارنتها بما تنتهجه دولة الكويت من تجربة تشمل التعليم المجاني والكتب والوجبات الغذائية ليتم من خلالها توجيه الطلبة بصورة غير مباشرة وارشادهم نحو الحرص على تحقيق النجاح ورد الجميل للوطن والعمل على خدمته معتبرة انها اساليب ضرورية لغرس اهمية العلم والتنشئة الوطنية والاجتماعية في آن واحد.

وقالت ان من ضمن هذه التهيئة تلمس مشاكل الطلبة عن قرب ومعرفة ما يشعرون به خصوصا الطالب الذي يعاني من مشاكل اجتماعية وهذا يكمن في ملاحظة سلوكه ومنظره العام فالاخصائي الاجتماعي يبدأ يومه مع بداية طابور الصباح فيتجول ما بين الطلبة ويعرف هذه الامور.

وذكرت انه لكي نهيء الطالب اجتماعيا 'لابد من حل مشاكله اولا وهذا يتم بالتعاون بين الطالب ومعلمه والمدرسة والبيت فمعرفة اسباب الغياب المتكرر من خلال السجل اليومي يدلنا على معرفة اسباب الخلل وهل هناك مشاكل اجتماعية ام لا'.
وشددت على أهمية معرفة اسباب الضعف عند الطالب وتفاديها ومعرفة نقاط القوة وتطويرها كونها من اهم وسائل تكوين شخصية سوية للطالب وتهيئته للحصول على الشهادة الدراسية بيسر تام مؤكدة اهمية تهيئة الابناء اجتماعيا ونفسيا في تفوقهم العلمي والدراسي.

الآن : كونا

تعليقات

اكتب تعليقك