بوعبدالله بلا ماء حتى قبل ضربة ' أوباما'

محليات وبرلمان

تراكم الفواتير مشكلة حكومية والمواطن يدفع الثمن عطشا

2123 مشاهدات 0

بوعبدالله بلا ماء- من الأرشيف

في يوم الخميس تفاجأ بوعبدالله وهو أب لأسرة كبيرة تضم والدته المسنة والمريضة يسكن بيوت الحكومة في شرق مدينة الأحمدي بعمال وزارة الكهرباء والماء يحفرون أمام منزله وكان مثار المفاجأة أنه لا توجد شكوى من إنقطاع الماء أو الكهرباء

الصاعقة كانت حين أتصلت فيه زوجته لتبلغه أن الماء قطع عن المنزل وحين علم من طواريء المياه أن القطع كان متعمدا لعدم سداده فاتورة الماء والكهرباء وأن أقرب فرصة للسداد الأحد المقبل بسبب العطلة الأسبوعية .

أما الصدمة الكبرى فكانت حين تم تحذيره أن تعبئة خزان الماء (التانكي) عبر التنكر سيكون مخالفة للقانون قد تتدخل فيها الشرطة .

وهكذا وجد أبو عبدالله نفسه وأسرته يواجهون العطش الفعلي وليس الإفتراضي في الدولة التي يسمع في نشرات الأخبار أن فوائضها المالية بلغت 10 مليارات دينار ، وأنها للتو سلمت لحكومة الإنقلاب في مصر مليار دولار كمنحة ومليارا آخر كوديعة .

حالة الطواريء التي أعلنت الحكومة أنها ستجنبها المواطنين والمقيمين ومن ضمنهم أبو عبدالله نفسه في حال نفذ الرئيس الأميركي باراك أوباما الضربة الأميركية الموعودة ضد نظام سفاح الكيماوي بشار الأسد ،هذه الحالة التي كانت تتضمن إنقطاع محتمل للماء حصلت بالفعل لهذا المواطن ولعائلته ولوالدته الثمانينية التي واجهت الكفاف الذي ودعته منذ ظهور النفط مرة أخرى وفي عز إرتفاع أسعار النفط.

ليس الشح ولا إنعدام الرحمة السبب وراء ذلك فالكويت شعبا ونظاما وأميرا عناوين للرحمة التي وصلت إلى أصقاع العالم وإلى دول لا تكاد ترصد في الخرائط ولكنه سوء الإدارة يا سادة... سوء الإدارة يا سادة  .

سمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد كان وراء إسقاط نسبة كبيرة من فواتير الكهرباء والماء بعد إقتراح نيابي بذلك العام 2005 وكان يؤمل حينها أن تتلافى الحكومة القصور في إيجاد نظام دقيق وعادل لتحصيل فواتير الكهرباء والماء يوازن بين حق الدولة وبين قدرة المواطنين والمقيمين على الدفع بعد إنهيار نظم التحصيل أثر الغزو العراقي عام 1990 حين كان التحصيل يتم بشكل شهري ومن دون تراكم يرهق أجهزة الدولة ويعجز رواتب المستهلكين .

هذا الإصلاح المرجو لم يتم فعادت مشكلة عدم وجود نظام لتحصيل فواتير الكهرباء والماء إلى التشكل مرة أخرى رغم محاولات قامت بها الحكومة للتحصيل الشامل عبر تقدير حجم الاستهلاك وليس الاستهلاك الفعلي وهو ما كان ولا يزال يوجد حالة من عدم الثقة في حقيقة هذه الفواتير فيكون عدم الدفع خصوصا أنه وفي حالات عدة كان بعض موظفي وزارة الكهرباء يطلب من المستهلك تصوير عداد الكهرباء وعداد الماء بالموبايل لمعرفة القراءة.

حين بدأ أحد وزراء الكهرباء أولى حملات تحصيل فواتير الكهرباء والماء في تسعينيات القرن الماضي وتضمنت قطع الكهرباء عن المواطنين والمقيمين قام سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد بإستدعاءه وطلب منه عدم قطع الماء والكهرباء عن أحد على أن تعالج المسألة برمتها بطرق عملية لا ترهق المستهلكين

وبالطبع وكعادة نمط أمير القلوب ظهر الإجراء أمام الرأي العام وكأنها  مبادرة من الوزير نفسه ليخف الضغط النيابي المترايد عليه . 

بو عبدالله عانى الأمرين وهو ينقل كراتين الماء من جمعية الأحمدي إلى منزله إلى حين البحث عن حل لمشكلته عبر وساطة نائب ، ولكن كم عائلة تضم أرامل وأيتام ومعاقين لا تجيد تدبير الحلول فتعاني بصمت و'عطش' في بلد الرفاه ؟!

 

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك