'دراسات الخليج' اختتم ندوة 'قضايا الطفل'

شباب و جامعات

1504 مشاهدات 0

جانب من الندوة

نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت جلساته الخاصة باليوم الثاني والأخير لندوته 'قضايا الطفل والطفولة في المجتمع المعاصر' ، وذلك بحضور مدير المركز الأستاذ الدكتور يعقوب الكندري وعدد من إداريي المركز وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، وشارك في جلسات الندوة الأخيرة عدد من المهتمين والمختصين بالطفل وقضاياه المختلفة، حيث شارك في الجلسة الأولى التي كانت تحت عنوان 'قضايا تربوية' كلا من الدكتورة لطيفة الكندري من كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمستشار الدكتور عبدالستار محفوظي من مركز تقويم وتعليم الطفل.
في البداية قالت الدكتورة لطيفة الكندري:' تعتني دولة الكويت بحقوق الطفل وتقدم خدمات صحية واجتماعية وتعليمية وثقافية مشكورة في هذا المسعى ولكن لا زال الميدان يحتاج إلى المزيد من البذل والعطاء نظرا للمتغيرات العصرية والطموحات المحلية. إن تكاتف مؤسسات المجتمع المدني في خدمة قضايا الطفل لم يعد خيارا بل هي قضية أضحت ضرورة مجتمعية وأولوية وطنية'.
وأضافت د.الكندري : ' تهدف الورقة الخاصة بي إلى ابراز تجربتي الذاتية الميدانية بصفتي خبيرة تربوية في مشروعين للطفل شاركتُ في ادارتهما بالتنسيق مع عدة جهات مجتمعية وذلك ضمن إطار التعاون الوطني بين حكومة دولة الكويت وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالتعاون مع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وجمعية المعلمين الكويتية . وعليه تسعى الورقة إلى تقديم رؤية أولية ومراجعة مبدئية لتجارب شخصية شاركتُ بها على أساس عملي باعتباري خبيرة تربوية في مجال الطفولة وذلك للافادة منها وتطويرها على نطاق أوسع وبشكل أعمق'.
وبينت د.الكندري إم محاور الورقة تتلخص في بيان أهمية المشاريع التعاونية لمؤسسات المجتمع المدني الموجهة نحو عملية انماء الطفل. تهتم أصول التربية الاجتماعية بالطفل كركيزة أساسية في بناء المجتمعات وهناك تنافس مستمر بين دول العالم لتقديم أفضل الخدمات للناشئة بغرض ضمان غد أكثر اشراقا، والتعريف بمشروعين شاركتُ بهما في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت. المشروع الأول بعنوان 'تحديات القراءة المبكرة وسبل مواجهتها وتشجيع القراءة لدى أطفال ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية في دولة الكويت' وذلك في العام 2010م. والمشروع الثاني بعنوان 'الوقاية من المشكلات التعليمية والتربوية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية (مرحلة التعلم المبكر) في دولة الكويت' وذلك في العام 2012م، بالإضافة إلى إبراز أهم الأنشطة التي تم انجازها (كاصدارات وأبحاث ودورات ومحاضرات واستشارات)، و ابراز تقديم مقترحات عملية لاستثمار وتوسيع دائرة مثل هذه المشاريع المقدمة للأطفال.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالستار محفوظي :' تهدف الورقة التي أقدمها في شقّها الأول إلى التعريف بعسر القراءة في اللغة العربية من حيث مظاهره وأساليب التعرف عليه بخاصة في المراحل الأولى من عمر الطفل بناء على البحوث العربية المتوافرة واستئناسا بالبحوث العالمية بخاصة في اللغات المشابهة للغة العربية ولأن تعريف عسر القراءة يتطلب معرفة بمهارات القراءة ومراحل تطورها فإننا سنعطي مقدمة عامة لهذه المواضيع. وفي الشق الثاني من الورقة نفصل كيفية التدخّل المبكر الوقائي من خلال مقترح لخطّة تدخل وقائية مبكرة تركّز على المهارات الأساسية التي أثبت البحث العلمي أهميتها في المراحل المبكّرة من اكتساب القراءة والإملاء مع أمثلة عملية لاستراتيجات تدريسها'.
وبين الدكتور محفوظي بأن علماء القراءة يجمعون في أغلب لغات العالم المكتوبة على أن القراءة تتكون من مهارتين أساسيتن متاكملتين وهما فك الرموز وفهم المقروء. ويقصد بفك الرموز القدرة على تعرف الأصوات المقابلة للرموز المكتوبة ونطقها ومن ثمة معرفة معاني الكلمات وهي المهارة الأساسية الأولى التي تنبني عليها المهارة الأساسية الثانية وهي فهم المقروء. وفهم المقروء لا يقتصر على فهم الكلمات ولكن يتعداه إلى فهم النصوص. وتشمل كل مهارة من هاتين المهارتين الأساسيتين مهارات فرعية أخرى سابقة ومؤسسة لها أو متزامنة معها.
وأضاف د.محفوظي :' أثبتت الدراسات العربية أن الخلل الأساسي عند المعسرين قرائيا، كما في اللغة الإنكليزية واللغات الأخرى هو خلل في المعالجة الصوتية للكلام وبخاصّة الوعي الصوتي ، ويتمثل الخلل في الوعي الصوتي في قلّة وعي بأجزاء الكلام مثل الوعي بأن الكلمات مكونة من مقاطع وبخاصة الوعي بأن المقاطع مكونة من أصوات صغيرة (تسمى فونيمات) فمثلا المقطع (لا) مكون من صوتين صوت اللام (والذي ينطق لْ) وصوت المدّ بالفتح'.
ونوه بأن الوعي بالأصوات (الفونيمات) يعد مهما في اللغات الألفبائية مثل اللغة العربية لأنها الوحدة المعتمدة في الكتابة فكل رمز حرف أو حركة يقابله صوت (فونيم). ويظهر الطلاب الذي هم مهددون بالفشل في تعلم القراءة تأخرا في سنوات الروضة في تعلّم الأناشيد وتعرف السجع وتعلّم أصوات الحروف والتمييز بينها، كما يظهر شقّ آخر منهم تأخرا في اكتساب المفردات وفي فهم وانتاج جمل صحيحة في لغة الطفل الأم (أي لهجته)، مشيرا إن من مظاهر عسر القراءة في بداية الصف الأول عدم القدرة على تعلّم الحروف أي ربط أصوات الحروف بأشكالها وهو أمر ينتج عنه تأخر كبير في تعلم فك الرموز (قراءة الكلمات جهريا) يظهر في آخر الصف الأول وبداية الصف الثاني.
أما في الجلسة الثانية في اليوم الثاني والتي أتت تحت عنوان 'العنف والمخدرات والإساءة للطفل' ، فقد شارك فيها كلا من الخبير الدولي في مجال المخدرات د.عايد علي الحميدان والمستشارة التربوية في مكتب الإنماء الاجتماعي الدكتور سهير البيلي ، وترأس الجلسة الدكتور خضر بارون من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت.
في البداية قال د.عايد الحميدان :' تهدف الدراسة التي أقدمها بصفة عامة إلى طرح حق الطفل في الرعاية والاهتمام والدفء بعيداً عن صور الإساءة المختلفة سواءً اتصل هذا الحق بالأسرة أو المجتمع، مع بيان دور مؤسسات المجتمع المدني في حماية الطفل من مشكلة المخدرات ، وذلك من خلال مواجهة هذه المؤسسات للانعكاسات السلبية التي تواجه واقع الطفولة في مجتمعنا' .
وبين د.الحميدان إن منهج الدراسة اعتمد على المنهج الوصفي الذي قدم صورة تحليلية في ضوء البحوث والدراسات المحلية لحقوق الطفل في دولة الكويت ، مع التركيز على أسلوب المقابلة لبيان اتجاهات المسئولين نحو دور الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إزاء دعم هؤلاء الأطفال وحمايتهم من الوقوع في المشكلات الاجتماعية والنفسية وخاصةً مشكلة المخدرات .
وأضاف د.الحميدان : ' إن أهم الأفكار التي انطلقت بها الدراسة ما يستند إلى تحليل أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة وتبصير المجتمع بحقوق الطفل حسب ما نص عليه الحق السادس في الإعلان العالمي لحقوق الطفل ' حق الطفل في أن يحاط بالمحبة والتفهم والعناية' ، وهو ما أيده الدستور الكويتي في المادة التاسعة ' الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة' ، كما تستند الدراسة إلى تحليل الأساليب الوقائية للحد من إساءة معاملة الأطفال حسب ما جاء في الحق التاسع بالإعلان ' حق الطفل في الوقاية من كافة ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال ' ، وهو ما أيدته المادة العاشرة من الدستور': ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي' '.
ومن ناحيته قالت د.سهير البيلي :' تهدف الدراسة إلى التعرف على العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة في الإساءة للطفل بشكل عام والطفل المعاق بشكل خاص . وقد اختصت الدراسة على نوعيين من الإساءة هما ، الإساءة البدنية ، والإساءة بالإهمال واثر كل منهما على الطفل السليم والمعاق '.
وبينت د.سهير بأن البحث الحالي ينتهج المنهج الوصفي التحليلي القائم على تحليل ظاهرة الإساءة للطفل السليم والمعاق وأنواعها ، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأطفال ، والعوامل الاجتماعية والثقافية لدى أسر الأطفال المتعرضين للإساءة وذلك من خلال الأدبيات التي تناولت تلك المشكلة عالمياً واقليمياً ومحلياً . كما استخدمت الدراسة منهج دراسة الحالة القائم على دراسة وضع الطفل وأسرته كوحدة تحليلية وذلك من خلال المقابلة مع الوالدين وملاحظات معلمات الحضانة والملاحظة المستمرة لتلك الحالات . وشملت عينه الدراسة أربع حالات منهم ثلاثة معاقين وحاله واحدة سوية وهو شقيق لإحدى الحالات المعاقة أي نتاج اسرة واحده ، وطبيعة الاساءة الواقعة عليهما واحدة . وقد تم تحديد تلك الحالات من أحدى دور الحضانات الخاصة بمحافظة الجهراء '.
وختمت د.سهير بأبرز نتائج الدراسة التي تلخصت في عدم ادراك تلك الأسر بالمتطلبات التربوية الأساسية لرعاية الأبناء، و عدم امتلاك المهارات والمعرفة بخصائص النمو الطبيعة للطفل العادي مما دفع بهم الى عدم ادراكهم بوجود اعاقة لدى الطفل،و عدم تقبل الآباء فكرة الإعاقة لدى الطفل واستخدام العقاب المفرط كوسيلة لتعديل سلوك الطفل، بالإضافة إلى تمثل العادات والتقاليد عامل أساس في انكار الأسرة الاعتراف بإعاقة الطفل باعتبارها وصمة عار ويشترك في ذلك المستوى الثقافي المرتفع ،ومثلت الإساءة البدنية والإهمال عوامل مهمة في التأثير بالسلب على كل من الطفل السليم والعاق .
هذا و كان للدكتور ناصر المنيع من كلية العلوم الاجتماعية مداخلة خلال الجلسة الأخيرة والذي بين من خلالها ان الاهتمام في الدلو العربية تكون لكل الأمور والجوانب ولكنها بعيدة كل البعد عن الطفل العربي، منوها إننا في الوطن العربي لا نملك قوانين كثيرة ومختصة للطفل وقضاياه المختلفة مما يجعل لمشاكل الطفل مجالا للتراكم ، شاكرا مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية على تنظيم هذه الندوة والتي تعتبر الأولى من نوعها.

الآن : المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك