مفارقات مؤثرة في موسم الحج هذا العام

عربي و دولي

حاجة استعادت بصرها بالمسجد النبوي ، وأخرى احتفظت بمهرها لأداء الفريضة

2108 مشاهدات 0


كعادته لم يخلو موسم الحج هذا العام من المواقف الطريفة والجميلة والمؤثرة في نفس الوقت ، كذلك لم يخلو من القصص والمفارقات العجيبة وفيما يلي اخترنا لكم 3 مفارقات ومواقف حصلت في موسم الحج الحالي أبرزها إستعادة حاجة سودانية بصرها في المسجد النبوي :

بعد أن كانت فقدته منذ سبع سنوات، استعادت حاجة سودانية بصرها داخل المسجد النبوي، وبعد أن أجريت لها الكثير من العمليات الجراحية، دون جدوى.

وأكدت الحاجة وتدعى فاطمة الماحي لصحيفة 'عكاظ' السعودية، إنها لم تفقد الأمل وهي تعيش كفيفة طيلة هذه السنوات السبع، مشيرة الى أنها لازمت المسجد النبوي منذ قدومها مع وفود الحجاج السودانيين، وكانت تكثر من الصلاة والدعاء لأجل أن يرد الله عز وجل بصرها.

وأوضحت بأنه في إحدى اللحظات، انكشف السواد عن عينيها وأبصرت النور أمامها غير مصدقة ما حدث، فأخذت تكبر وتحمد الله أن رد إليها بصرها، متابعة بأنها رأت ابنها لأول مرة منذ سبع سنوات وبدأت تتحرك بمفردها دون مساعدة.

وعلى صعيد عرفات الطاهر، التقت الشقيقتان «آني وماريا» من حجاج دولة إندونيسيا، بعد قطيعة دامت لأكثر من 25 عاما، إثر خلاف عائلي حدث بين «آني» ووالدتها، بسبب مطالبتها بحصتها من الإرث بمنزل والدها بعد وفاته، إلا أن الخلاف تطور بينهما ما أدى إلى بعدها عن أهلها طيلة تلك السنوات، بعد حصولها على نصيبها من الإرث وهجرها هي وزوجها للقرية التي تحتضن أهلها.. فالمشهد كان مؤثرا تخلله عناق متواصل ودموع تفضح قسوة الزمن ولوعة البعد.
وذكرت «آني» لـ«عكاظ» أنها كانت تشعر بالحنين والحاجة إلى أهلها والاطمئنان عليهم، إلا أن عناد زوجها الذي خيرها بين البقاء مع أولادها أو الطلاق حال بينها وبين التواصل معهم، وبعد عدة سنوات من القطيعة والفراق تنقلت «آني» للعمل في أكثر من دولة عربية وخليجية بسبب الأحوال المادية الصعبة التي تعاني منها أسرتها، ما أجبرها للعمل كعاملة منزلية إلى أن حطت رحالها بمنزل أسرة خليجية جاءت لأداء فريضة الحج معهم هذا العام، وقد عقدت النية بأن تبحث عن أهلها عندما تعود إلى موطنها ولا تفارقهم أبدا خاصة بعد أن علمت ارتباط زوجها بامرأة أخرى خلال غربتها.
وأضافت «أتيت إلى الحج وأنا أدعو الله في سري بأن يجمعني بأهلي ويغفر لي هجراني لهم، وخاصة والدتي فأنا الآن أم فارقت أبناءها لسنوات بسبب ظروف عملي، وأشعر بإحساس أمي التي فارقتها لـ25 عاما».
وختمت بالقول «أمضيت يوم التروية بمشعر منى أدعو وأبتهل فجمعني الله بشقيقتي الصغرى التي جاءت للحج برفقة زوجها دون ميعاد وتم الصلح بيننا والحمد الله».

من جهة أخرى لم تتوقع الحاجة زينب القادمة من دولة الجزائر الشقيقة أن يكون ''يوم عرسها الحقيقي'' كما يحلو لها تسميته هو يوم الوقوف بعرفة أمس.

ولم تتردد زينب في أن تبوح لـ ''الاقتصادية'' بسر طالما احتفظت به أكثر من نصف قرن من الزمن: ''هذه أعظم فرحة، بل هي الفرحة الحقيقية''، وكانت المفاجأة أن أطلقت على يوم وقوفها بعرفة وأداء هذه الشعيرة بـ ''العرس الأول لها''.

ومضت تقول: ''دفعتُ في سبيل تحقيق هذه الفرحة مهري الذي احتفظت به عشرات السنين وقمت بتنميته وادخاره حتى أتمكن من أداء الحج''، معتبرة أنه ''آن للعروس أن تفرح في يوم عرسها .. يوم أن ترفع أكف الضراعة إلى المولى - عز وجل - على صعيد عرفات أطلبُ منه الغفران والعتق من النيران''، متسائلة ''أليس هذا هو العرس الحقيقي؟''.

وتناست زينب تلك التجاعيد التي غيرت ملامح وجهها متذكرة لحظات شبابها وتحديدا يوم عقد قرانها، الذي شهد ميلاد ''نية الحج والحلم بالوقوف بعرفة والتنقل بين المشاعر المقدسة والبكاء في الحرم المكي طلبا لرضا المولى - عز وجل - وغفرانه''، بحسب الحاجة التي تجاوزت الثمانين من عمرها.

وتشخص عينا زينب في لحظة تأمل وشرود متطلعة إلى جبل الرحمة في عرفات، ولسان حالها ينبئ بفرحة تعتريها غرابة أو عدم تصديق من أنها تقبع إلى جواره، واصفة ذلك بالفرحة التي لا تعادلها أي فرحة، وطمأنينة تسكن روحها، لتستغل تلك اللحظات بذكر الله، حيث لم يهدأ لسانها من التهليل والتكبير والتسبيح.

وتعاود الثمانينية الجزائرية سرحانها وتحديقها في جبل الرحمة وتحدق بعينيها في أرجاء المكان غير مصدقة لتعود وتبتسم وكأنها تبشر بما يسر وكأنها ملكت الدنيا وما فيها لتعود وتؤكد بقولها: ''هذا يوم عيدي وفرحتي الحقيقية''.

وتنسكب منها دموع الفرح والخشوع تسقي جداول وجهها التي رسمها الزمن وكبر السن .. دموع تحول دون استطاعتها الرؤية رغم نظارتها الطبية، لتمسح بكفيها تلك الدموع التي حالت دون إشباع نظرها والاستمتاع بحلاوة الزمان والمكان، ولتتمتع العروس بيوم الحج الأكبر.

الآن - صحف ومواقع

تعليقات

اكتب تعليقك