صالح المسلم يحلل حاضر المجتمع السعودي
زاوية الكتابإلصاق أي قضية بـ 'المرأة' رجعية بدأت تتلاشى والممنوع أمس مرغوب اليوم
كتب نوفمبر 10, 2013, 12:19 م 1191 مشاهدات 0
تحريم الحلال وتحليل الحرام ..!!؟؟
• صالح المسلّم
يعيش المٌجتمع السعودي تحولات كبيرة ، ونقلات نوعية في مختلف المجالات ، سواء على الصعيد الثقافي ، أو الاجتماعي ، او حتى من الناحية الاقتصادية والسياسية ، فمن جهة التطورات الحاصلة في الفرد السعودي وانفتاحه على الآخر ، ومن جهة أُخرى التغيّر في التركيبة السكانية للمملكة وبالتالي التغيير الجيوغرافي الذي ينعكس على سلوك الفرد وتصرفاته وانحناءاته وقبوله لِما كان '' مرفوضا سابقا ..!! ''.
هناك الزامات كانت في السابق من المحرمات وتحمل في طياتها القداسة ويحوم حولها الف شائك وشائك ولا تستطيع الاقتراب منها ' الا وتجد نفسك خارج الدائرة ومن المغضوب عليهم ' !!
هذه ' الموضوعات ' السابقية اصبحت الان من الامور المحبب فعلها ، ومسموح لك الاقتراب منها بل انك تتلقى دعوات للحديث عنها والنقاش حولها ، وتمرير ــ ان كنت اعلاميا ــ او في مجال الكتابة ونحوه ــ من المواقع التي توصل لأكبر شريحة من الناس ــ ان يسمح لك بمزيد من الاطلاع والآراء لإيصال هذه الرسالة وكسر روتين الملل والخوف وابعاد هاجس ' التحريم ' او الممانعة حول هذه القضية او تلك ..!!؟؟
اذاً ما كان في الماضي ممنوعا اصبح الان في الحاضر مرغوبا ..وبقوة ..
** هذه التحولات في المجتمع قادت الى ما نسميه ' التطور ' في مجالات عدة ' الا ان هناك مجال لازال المجتمع يرفض تطويره او حتى الحديث عنه واحيانا يعيد الكرة الى المربع الاول حول هذه النقطة والمؤلم حقا ان هناك من يربط اغلب امورنا وقضايانا وتخلفنا وتطورنا وانكساراتنا وانهزاماتنا وانتصاراتنا وهمومنا وآلامنا وجراحنا واحزاننا وافراحنا بـ.. 'قضيتنا' الاساسية ( المرأة )..!!''
فلماذا يربط ( البعض ) قضية المرأة بالدين والاخلاق والاتصالات والتجارة والثقافة والمهرجانات والمسرح والسينما وقيادتها للسيارة وكشف وجهها والاختلاط والتعليم والعمل في المحلات التجارية وعملها في المجالات الطبية وخروجها من منزلها و................و ............الخ
لماذا يحاول البعض اعادة أي قضية لموضوع المرأة .. تناقشه عن التعليم يخرج اليك بموضوع المرأة ..تناقشه عن الاقتصاد وانها النصف الاخر المُعطّل .. يناقشك عن الفجور والفسق والاختلاط ..؟
تناقشه عن الحقوق والواجبات يدخل معك في امور لا علاقة لها البته بموضوعك ..
حتى ان هؤلاء البعض حرم خروج المرأة من منزلها وحرم على العوائل زيارة المهرجانات ــ كالجنادرية ــ وغيرها وحرّم عليها مصافحة اخيها وحرم عليها العمل والرزق ..!
اصبحت المرأة محور قضايانا لدى هؤلاء وكأن لا جديد لدينا ولا تطور ولا تقدم وان جميع ما يدور من مشاكل حولنا وفي محيطنا من نتاج هذا المخلوق ..!؟
• يا سادة ياكرام .. يا ابناء الوطن ' المرأة مواطن ' مثلها مثلك لها ما لك وعليها ما عليك ، المرأة أم ، وزوجة ، وبنت ، وأُخت قبل كل شيء .
دعونا نتخطى هذا الهاجس ونعيش للوطن كلُحمة واحدة نتعايش مع الجميع ونتقبل الآخر أياً كان ونتدارس امور نهضتنا وعزتنا من منظور واعي متطور .. منظور ليس فيه افكار رجعية ..!!
دعونا نفكر بالحاضر ليكون مُشرقا لمستقبل واعي يتخطى حواجز الخوف .. والتحجير ، والانطواء ، واتهام الاخرين الذين هم من لحمتنا ، ودمنا ، حينما يطالبون بكتاباتهم واحاديثهم بمشاركة المرأة لماذا ننعتهم بالغربيين والعلمانيين ثم ما بال الغربيين أليسو ُصنّاع حضارة في الوقت الراهن ، الست تستخدم مطيتك من صنع ايديهم وتأكل من خبزهم وتستخدم تقنيتهم .. دعونا نخرج من هذه العباءة الزائفة المُنغلقة الرائجة في هذا الوقت بالذات والتي لاتخدم سواء دعاة التخلّف والجهل ، والمُتشبثين بالازدواجية ، فالمجتمع ليس بحاجة الى هؤلاء ،عكس ما هو بحاجة الى الخروج من مأزق المكوث خلف قضبان اصحاب الأقنعة، ممن يُعيدون بتيار الوطن ومسيراته الى الوراء كلما خطى خطوة واحدة هؤلاء المنتفعون لا يتخلصون من الأنا (ومضغُ الكعكة) صباح ، مساء .. يتلذذون بنهم الوطن وسرقة الوطن .. نغماتهم واحدة وتجدهم مثلما ــ حصل بالأمس ــ وكل أمس زرع هواجس الخوف في افراد المجتمع في مخيلتهم وتفكيرهم ، في قوانينهم ومن منظورهم الاستمرار في السيطرة على مقومات المجتمع وفرض عضلاتهم للإنقاذ، فهم في عقولهم الباطنة والظاهرة ( وبتصفيق المُطبلين لهم) مُنقذي الأُمه ،ومُتعهدي اخراجها من الظلمات الى النور .. وما زرع هذه الظلمات سواهم ، وما زرع الاوهام سواهم ، والحقيقة المُطلقة انعدام الظلمات ، وهناك انوار هُنا وهُناك يحاولون إطفاءها بكل ما يحملون من جهد ومواد وامكانيات وبدعم من انصارهم بكل الوسائل ..!
دعوه لإخراج المجتمع من مأزقه.. دعوة بعد ان تجاوزنا عيد الوطن 83 الى ان نُكوّن عاماً آخر.. ووطنٌ يليق بنا وكفانا زعزعة واختلافات وانشقاقات .. واخيراً اقولها بالفم المليان .. المجتمع لم يعد هو ذلك الفتى السقيم ممن يجري خلف الاوهام .. ((فيقوا)) فقد افاق المجتمع ..!!
* صالح المسلم (( كاتب ومستشار اعلامي سعودي))
تعليقات