موالون للحكومة ارتدوا قبعة المعارضة يكتب عنهم - ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2013, 11:59 ص 862 مشاهدات 0
في ظاهرة ملفتة بدأنا نرصدها في الصحافة أو عبر المنتديات وشبكات التواصل الإلكترونية أن بعض ممن كانوا محسوبين على الحكومة ضد الأغلبية المعارضة السابقة قاموا بتبني طروحات وصرخات أقطاب المعارضة المنددة بالفساد الذي ساد والتنمية النائمة.
كان هؤلاء المعارضون الجدد المنبطحون السابقون، يمارسون الفجور بالخصومة تجاه مطالب المعارضة المبطلة وبلغ بهم الأمر إلى التشكيك بالولاء الوطني تارة والطعن بالخيانة تارة أخرى والاتهام بتنفيذ أجندات خارجية دائماً، تلك الشخصيات ذات التوجه المعروف سابقا التي تعيش دور المعارضة اليوم بلغة جديدة تمارس هذا الدور باتقان وتحاول أن تصنع من نفسها بديلاً عن المعارضة السابقة الحقيقية بعد أن وجدت نفسها محرجة سياسياً وشعبياً من حجم الفساد والهدر في مقدرات البلد في الخارج والداخل.
هذه الشخصيات قبل بضعة أشهر كانت تتصدر شاشات الإعلام والصحافة وتهاجم المطالب الشعبية والدستورية التي تنادي بها الأغلبية المبطلة، كل كلمة تطلقها المعارضة للمطالبة بحق أو الحفاظ على مكتسب شعبي يرونها تأزيماً، وكل نداء أو بيان يصدر بهدف صيانة الدستور وتطبيق القانون يعتبرونه تصعيداً ، وكل صرخة غاضبة تندد بالتجاوزات على المال العام هي بنظرهم تعطيل للتنمية.
قبل بضعة أشهر كانت الوطنية وصدق الانتماء حقاً حصرياً لتلك الفئة التي صمتت عن فضائح الفساد ، أما اليوم نرى بعض تلك الفئة بدأت ترتدي جلباب المعارضة في محاولة لإعطاء الوضع السياسي الكويتي لوناً ونكهة بعد أن أصبح البرلمان يفتقد للون والطعم بلا تعددية.. برلمان يفتقد صوت المعارضة الذي يعطي انطباع التعددية والرأي الآخر.
أما ما يقدم من جهد نيابي رقابي من خلال استجوابات معينة هي جهود تبدو مبعثرة ومن الأرجح ألا يكتب لها النجاح وتحقيق الهدف الإصلاحي أو احداث تغيير معين في ظل «الخلطة السرية» للصوت الواحد في هذا المجلس.
لا أستبعد أن يكون قيام البعض بارتداء قبعة المعارضة هو أسلوب تكتيكي لخلق «معارضة صورية» باعتبار ذلك من متطلبات الديكور السياسي للديموقراطية، غير أنه في حقيقة الأمر وفي نهايته مهما حاول البعض أن يكون بديلاً لصوت الناس فلن ينجح، لأن الذاكرة الشعبية لا تنسى المواقف الحقيقية ولا تتجاهل المبادئ.
ناصر المطيري
تعليقات