نحن بحاجة إلى العلاج قبل ضياع أحلام التنمية.. تركي العازمي ناصحاً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2013, 12:56 ص 532 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / ..ومن قال أن 'الكفاءة' لها دور؟!
د. تركي العازمي
... ومن قال ان «الكفاءة» لها دور أو مكان عند اختيار المرشح للمنصب القيادي، وأعني الكفاءة الكويتي بغض النظر عن «لون دمه» أو انتمائه.
يقول أحد الكفاءات المهاجرة انه وجد تقديرا منقطع النظير، ضعف الراتب وسكن وتأمين صحي ودفع رسوم المدارس ومزايا ودورات ومؤتمرات «من دون واسطة» ومحفزات معنوية ومادية... فلماذا اضطرت الكفاءة هذه الى مغادرة الكويت؟
هل نستطيع وصفه بضعيف الولاء لوطنه؟ طبعا لا فهو حاول ولم يجد الفرصة متاحة له واضطر للذهاب تاركا أحلامه يقتطفها غيره من وافدين ومن لهم «واسطة ونفوذ»؟
ان الكفاءات موجودة... المشكلة ليست مرتبطة بالكفاءات اطلاقا، انها متعلقة بالحالة المعنوية لمتخذ قرار اختيار القيادي المناسب بين مرشحين منهم من هو مستحق حسب معايير الكفاءة ومنهم من يرى نفسه الأحق لأنه مؤثر معنويا على متخذ الاختيار؟
معنويا... نعم معنويا، فعملية اتخاذ القرار تبدأ من الحالة المعنوية لمتخذ القرار، فمعنويا تصاغ القرارات ولأن المعنويات أساسها حالة الثقافة والقيم التي يمتلكها صاحب القرار نجد القرارات خاطئة في معظمها إلا ما ندر!
لنأخذ على سبيل المثال قضايا الداو، إلغاء المستشفيات الأربعة، تأخر تنفيذ المشاريع، محطة الزور، اللحوم الفاسدة، المكلسن، تهريب الديزل، سكراب 2007، العمالة السائبة، وما ينشره ديوان المحاسبة من أخطاء وقصور في عمل بعض المؤسسات... ماذا يدل كل هذا وذاك؟
ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث «اذا وسد الأمر الى غير أهله، فانتظر الساعة» ويعني هذا ضياع عامل الأمانة/ النزاهة عند اختيار القياديين وتنصيب من هم دون المستوى في مراكز أكثر حساسية، ولأنهم جلسوا على «كراسي» المناصب القيادية على غير العادة التي يتم وفقها اختيار الكفاءات أصبحنا نقرأ كل يوم عن اخفاق جديد اما مادي واما معنوي المتسبب فيه مجموعة لا تتصف بالأمانة، وان كانوا أمينين في أعمالهم نجدهم غير قادرين على مواجهة متطلبات العمل القيادي ويتم استغلالهم ارضاء لمن كان له الفضل في وصولهم للمنصب أو لضعف في قدراتهم ومؤهلاتهم!
مردود عدم تمكين الكفاءات الوطنية المؤهلة لتسلم زمام المبادرة الرامية لاصلاح الوضع القيادي المتردي والفشل في تطبيق الفكر الاستراتيجي واضح للعيان ولا يحتاج الى مزيد من الدراسة!
نحن بحاجة الى العلاج قبل أن تضيع أحلام التنمية التي يتطلع لرؤيتها الجيل القادم، والعلاج يبدأ من الاعتراف بأننا أخطأنا بحق الكفاءات الوطنية، وعليه تستدعي الضرورة الى وضع معايير سليمة لاختيار القياديين ومحاسبة كل من تسبب بالاخفاقات التي شهدتها البلاد والتي ذكرنا بعضها أعلاه... اننا أمام مفترق طرق فقد بلغ السيل الزبى فكيف لنا بقبول وضع يؤتمن فيه الضعيف غير المؤهل قياديا ويترك المخلص المتميز بأعلى قدر من الصفات التي حددها الباحثون في علم القيادة ليلاقي مصيره من التهميش والعزل. وهنا نذكر بالاخلاص في العمل الذي ذكر في القول المأثور «قل لمن لا يخلص لا تتعب»... فهل يستوعب أحبتنا خطورة الوضع الذي تعاني منه مؤسساتنا العام منها والخاص؟ أتمنى ذلك فإن تأتي صحوة متأخرة خير من ألا تأتي... والله المستعان!
تعليقات