عذرًا فإن الإسلام السياسي لايَجبُّ ماقبله
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2013, 9:11 م 1047 مشاهدات 0
كنت أنوي اليوم أن أتكلم عن تجربتي بزيارة محاكم دبي وأتحدث بمنظوري كمحامي ممارس لمهنة متعلقة كثيرًا بالمحكمة وكنت كذلك قد قررت أن أتحدث في موضوع مقال اليوم في وقت آخر ولكن بعد الأحداث التي شهدناها مع إستجواب رئيس الوزراء المقدم من النائب رياض العدساني جعلني أقدم هذا المقال على الموضوع الآخر .
دخولًا بصلب الموضوع وهي مسألة كيفية إدارة الدولة عن طريق قيام سمو الأمير بتعيين رئيس مجلس وزراء يقود السلطة التنفيذية كما هو الحال في أغلب دول العالم بإستثناء كون مسألة تعيين رئيس الوزراء لدينا يكون إنتخابًا لديهم ، فيقوم هذا الرئيس بممارسة صلاحياته وفق خطة يفترض أن لايتم إختياره لهذا المنصب إلا بعد الإطلاع عليها ومعرفة رؤيته في المرحلة القادمة وهو أمر مع الأسف لم يسبق أن كان لدينا وقد لن يكون موجود في الكويت وذلك لسبب بسيط وعرفته بعد نقاشي مع أحد الأشخاص في أحد الأيام بعد تشكيل ش ناصر المحمد لأحد مجالس الوزارات التي ترأسها خلال السنوات الست .
قلت للشخص بعد التشكيل ”ماطبنا ولاغدى الشر“ اندهش من الجملة ووصفني بالمتشائم وحاولت أشرح له أن الأصل في هذه المسائل أن يكون برئيس الوزراء خطة معلومة الأهداف والمدد الزمنية على أساسها يتم محاسبته أو مكافأته عليها وهذا الأمر غير موجود أصلًا في الكويت يأتي رئيس وزراء جديد يصرح بإستخدام الكلمة الشهيرة (سوف) حتى يكرر هذه الكلمة أكثر من جميع الكلمات الواردة في خطاباته وتصريحاته وبعد محاسبته يقدم استقالته أو كتاب عدم تعاون لسمو الأمير ويتم تكليفه من أول وجديد وكأن المرحلة السابقة ورقة قطعت من دفتر طفل إنتهى من المرحلة الدراسية .
ولنا في الرئيس الرابع لماليزيا مهاتير محمد خير برهان حيث تبنى خطة ماليزيا الجديدة تبدأ من سنة 1991حتى سنة 2020 وسوف أخص في هذه الخطة المرحلة الأولى منها التي كانت من 1991 إلى 1995 والتي كانت على تحقيق المواضيع التالية ”دعم قوة النمو الإقتصادي ، تحسين الدخل والتوزيع المتوازن للدخل بين الطوائف العرقية“ ، وهذه الخطة مدتها أربع سنوات فكانت كفيلة أن تضع هذا الرئيس في إختبار حقيقي لمدى قدرته على تحقيق الخطة الطويلة فإذا لم ينجح بالمرحلة الأولى لن يتسطيع تحقيق باقي المراحل ، وبالفعل كان مهاتير محمد أطول رئيس وزراء مر على الدولة لأنه خاطب الشعب ولم يخاطب البرلمان وفضل العمل على كلمة (سوف) .
لذلك الهدف من وضع الخطة هو لمعرفة مدى صدق هذا الرئيس وقدرته على تحقيق الأهداف المرجوة من تنمية وتطوير ومحاربة الفساد إلى آخره ، وحتى لايختلط على الناس مسألة أن النواب هم من أعاقوا هذه الخطة .
فأنا أرى أن ش جابر أو غيره لن يغفر لهم تنصيبهم الجديد فهم ليسوا كفارًا بإسلامهم جُبَّ لهم ماسبق من عمل سيء وأن تقديم الخطة والرؤية وعرضها على مجلس الأمة هو أمر دستوري مازالوا يصرفون النظر عنه كما يصرفون النظر عن كثير من نصوص الدستور وأنا على يقين إذا إستمر الشعب بذات فكر الشخص الذي كنت أتناقش معه بإنه يجب إعطاء كل تشكيل فرصة جديدة حتى لو تشابهت الأسماء لن يتغير حال البلد .
وقد إخترت قصة ماليزيا لأنها لم تكن في السنوات الأولى من خطة مهاتير أفضل منا بل كنا نتفوق علها بمراحل والآن هي بفضل الرؤية السليمة تفوقت علينا كما هو حال الكثير من الدول التي تقل عنا بالموارد.
وأود أن أختم بأبيات من إحدى قصائد الوالد رحمة الله عليه .
يا ابن الكويت ليبكيني ويؤلمني :: أن لا أرى لك فيما قدموا عبر
إن كنت تعلم أن الناس قد نهضوا :: من السبات فماذا بعد تنتظر ؟
مهند الساير
تعليقات