الرشيد محذراً : إذا فات الفوت ماينفع الصوت
زاوية الكتاب'ثلة الفساد راح يطيحونكم على صخر بسبب خذلانكم وباستخدام القانون !'
كتب نوفمبر 14, 2013, 11:12 ص 1373 مشاهدات 0
إذا فات الفوت ما ينفع الصوت
كثيرا ما يتحلطم الكويتي في الدواوين وعبر وسائط التواصل الاجتماعي وبالندوات وغيرها من فعاليات و أنشطة اجتماعية حتى اصبح لا يجتمع كويتيان إلا وحديث الفساد ثالثهما ، وهذا أمر جميل على الأقل في من يتحدث عن الفساد الذي لا تستطيع البعارين حمله ، و لكن الحقيقة هي أن الجميع يشاهد و يرى الدمار الذي يحدثه الفساد في جسد المجتمع الذي اصبح مهلهلاً و غير قادر على حصانة نفسه من أي هجمة من الهجمات الفيروسية الفاسدة والتي يدعمها متنفذون ويستخدمون القانون لإسكات كل من يتجرأ عن الحديث ووصل الأمر لدرجة أن تلك الفيروسات بدأت تستخدم كل ما لديها من نفوذ وسطوة و قوة لإسكات من يجرؤ على الكلام في هذه الظروف المزرية التي تمر بها الكويت بتاريخها و التي تعتبر من أسوء مراحل تاريخها قاطبة و لا أبالغ بذلك و إنما الشواهد هي التي تؤكد ذلك ، اليوم الجميع يشكي و ينوح و يلطم على الكويت و لكن أيضا الجميع متوجس و خائف ينظر للمستقبل بعين الريبة و الشك و ينتظر ساعة الصفر لكي يطلق صيحته الأخير ويحاول الفرار من واقع جديد و مستقبل مظلم ستتحكم به مفخخات و أجهزة إستخباراتية و اغتيالات و سجون و محاكما صورية لضرب كل من يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وهذا السيناريو ليس من بنات أفكاري و إنما هذا الذي سيحصل مؤكد لكي تطمس الجريمة و مرتكبيها فهم ليسوا بأغبياء أو حمقى أو على البركة لكي يتركوها لكم باردة مبردة ، ما يحدث اليوم في الكويت بعد المهزلة التي حدثت بما يسمى برلمان أمس الذي استولى عليه وسيطر على قراره حفنة من الفساد و المتنفذين ما هو إلا جزء من سيناريو لنهب منظم وبقانون و لن يردوا على احد فيما يسمعونه وما تتخذونه من قرارات لا تصب إلا في صالح الحفنة المسيطرة الفاسدة ، هذه الحقيقة التي على يجب على الجميع إدراكها ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل هكذا واقع نشتم ونلمس به هدم متعمد لأركان وأسس دولة قانون دولة قادرة على حماية شعبها ولكننا ما نراه حقيقة هو تدمير لهذه الأركان و على الجميع أن يدركوا بأن سكوتهم هو الذي أعطى تلك الثلة الفاسدة أن ترثع فيهم و تقتل مستقبلهم وتنهب ثرواتهم ، لذلك عندما يتملك اليأس الكثيرين فهو يأس ناتج عن خذلانكم لدولتكم التي تنهار أمامكم والجميع يعتنق نظرية ما كاري طالما أن النار ليست في بيتي و إنما في بيت جاري وها هي تلك النار تآكلكم واحداً تلو الأخر دون أن تهبوا لإطفائها في بيت جاركم ، فليس بغريب أن يكون اليوم في كل بيت عاطل و ليس بغريب أن يكون نصف الشعب بلا سكن وليس بغريب أن تنقطع عنكم الكهرباء وليس بغريب أن يغطسونكم بسلطانية المرور وفساد الشؤون ، فأنتم مسئولون عن واقعكم ولا احد أخر طالما إنكم رضيتم بواقع أليم مثل واقع 'الله لا يغير علينا' ، و أقولها لكم بكل صراحة إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ، فقد جربنا هذا الصوت في الثاني من أغسطس تسعين وكان صوت لم يسمعه احد وتذكروا موقف الشقيقة الكبرى التي صمتت ثلاثة أيام ولولا عناية الله ولطفه و تقاطع مصالح الأمريكان مع مصالحنا لكنتم اليوم لازلتم مشردين وبلا وطن ، فهل ستتركونهم يكررون بكم ذلك الموقف مرة أخرى!؟ هذا الذي يتمناه الفاسدون لكي يهربوا بما سرقوه منكم ، و اخيرا هؤلاء أذكى من ما تتصورون فلديهم سيناريوهات متعددة لحماية أنفسهم أما أنتم فبلا شك سيقطونكم على صخر غير مأسوف عليكم من قبلهم وتذكروا ذلك 'الله لا يقوله'.
أنور الرشيد
تعليقات