الأسلحة الكيماوية السورية إلى أين؟
عربي و دوليألمانيا ترفض تدميرها، ودبلوماسيون قد يقررون تدميرها في البحر
نوفمبر 20, 2013, 7:36 م 1163 مشاهدات 0
أكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هنا اليوم رفض حكومة بلادها تدمير اسلحة كيماوية سورية على اراضيها.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة وزراء النرويج ارنا سولبرغ 'لن يتم في المانيا تدمير اسلحة كيمياوية سورية' مشددة على أن الجهود الالمانية فيما يتعلق بامكانية تدمير اسلحة كيماوية 'ستتضافر مع الجهود الدولية' في اشارة الى ان المانيا ستبذل الجهود اللازمة في اطار المنظمات الدولية المختصة.
وتأتي تصريحات ميركل ردا على تلميحات مستشارها للشؤون الخارجية كريستوف هويسغن بأن المانيا مستعدة لبحث تدمير بعض الاسلحة الكيماوية السورية على اراضيها.
وكان هويسغن قد تساءل في فعالية نظمتها المؤسسة الالمانية (كونراد ادنوار) امس قائلا 'من قال لكم ان المانيا لا تفكر في امكانية تدمير بعض الاسلحة الكيميائية على اراضيها'.
واضاف 'هناك شركات المانية تستطيع القيام بذلك ولهذا لا نستبعد ان تقدم المانيا بعض المساعدات في هذا الخصوص' في اشارة منه الى استعداد برلين لتقديم المساعدة في تدمير السلاح الكيماوي السوري.
ومن المقرر ان يتم في موعد اقصاه بداية عام 2014 نقل السلاح الكيماوي السوري خارج الاراضي السورية.
وكانت المانيا اقترحت اكثر من مرة تقديم المساعدات المالية واللوجستية والتقنية اللازمة لتدمير هذا النوع من الأسلحة.
ومن جهة أخرى قالت مصادر مطلعة على المناقشات الجارية في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن اسلحة سوريا الكيماوية قد يتم التعامل معها وتدميرها في البحر.
وبعد اربعة ايام على رفض ألبانيا طلبا أمريكيا باقامة مصنع لإبطال مفعول هذه الأسلحة على اراضيها قال دبلوماسيون غربيون ومسؤول في المنظمة في لاهاي لرويترز ان منظمة حظر الاسلحة الكيماوية تدرس امكانية القيام بهذه المهمة في البحر على متن سفينة او منصة بحرية.
وتأكيدا لما دار بالمناقشات قال المسؤول يوم الثلاثاء 'الشىء الوحيد المعروف في الوقت الراهن هو ان ذلك يمكن تنفيذه فنيا'. وشدد على انه لم يتم اتخاذ قرار بعد.
وقال خبراء مستقلون انه رغم تعامل دول أخرى ابرزها اليابان مع اسلحة كيماوية في البحر إلا ان اجراء عملية واسعة ومعقدة بهذا الشكل في البحر سيكون أمرا غير مسبوق.
ومع ذلك فإنه يجري بحث هذا الأمر في ضوء التحدي الكبير لإبطال اكثر من 1000 طن من المواد الكيماوية في خضم حرب أهلية ورغبة حكومات مثل ألبانيا في تجنب احتجاجات شعبية مناهضة لإقامة اي منشأة لهذا الغرض.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز 'تجري مناقشات بشأن تدميرها (الاسلحة الكيماوية) على متن سفينة.'
ووافق الرئيس السوري بشار الأسد على الانضمام الى اتفاق لحظر الأسلحة الكيماوية بعد تهديد واشنطن بشن ضربات جوية على بلاده عقب هجوم كبير بغاز السارين على منطقة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة في أغسطس اب ألقت حكومة دمشق باللوم فيه على اعدائها.
وتفقد مفتشو منظمة حظر الاسلحة الكيميائية 1300 طن من غاز السارين وغاز الخردل ومواد أخرى اعلنت سوريا انها تملكها وقررت المنظمة الأسبوع الماضي ضرورة شحن معظم المواد المميتة خارج البلاد بحلول نهاية العام وتدميرها بحلول منتصف 2014.
وقالت مصادر انه بينما اثارت معارك دائرة للسيطرة على طريق سريع بين العاصمة وميناء اللاذقية على البحر المتوسط تساؤلات بشأن نقل المواد الكيماوية الى الساحل جاء رفض ألبانيا يوم الجمعة مفاجئا للمفاوضين ودفع باتجاه تحول جذري في التفكير للحفاظ على الخطة وفق الجدول المحدد.
وقال رالف تراب المتخصص المستقل في نزع الأسلحة الكيماوية عن اقتراح تفكيك الأسلحة في البحر 'لا بد ان يظهر كخيار عند نقطة ما في ظل الأوضاع المحيطة.'
واضاف 'فنيا يمكن اجراء ذلك .. وفي الواقع تم اجراء ذلك سابقا على نطاق ضيق.'
ودمرت اليابان مئات القنابل الكيماوية في منشأة بحرية قبل عدة سنوات. وقال تراب إن اقامة منشأة لتفكيك الأسلحة على متن منصة عائمة ربما لا يختلف كثيرا عن تدمير الولايات المتحدة لمعظم ترسانتها الكيماوية في المحيط الهادي في حقبة التسعينات.
وقال تراب إن مخزون سوريا يتطلب معالجة اكثر تعقيدا من قنابل الحرب العالمية الثانية التي عثرت عليها اليابان في قاع البحر والتي استخرجت ودمرت قبالة ميناء كاندا في الفترة من 2004 الى 2006.
تعليقات