التطور الاجتماعي والديني لمجتمعاتنا توقف منذ قرون.. سليمان الخضاري مستنكراً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 23, 2013, 12:40 ص 425 مشاهدات 0
الراي
فكر وسياسة / حول الهيستيريا الطائفية!
د. سليمان الخضاري
يبدو أن الحوار في القضية الطائفية محكوم عليه بالدوران في حلقة مفرغة ومملة، إذ ان القضية فعلا تم استعراضها من جميع جوانبها دونما بارقة أمل حقيقية لتقدم ما نحققه على صعيد تجاوز انقساماتنا ومسابقاتنا الفكرية وانحيازاتنا الاجتماعية والسياسية، وما أكثرها وأبشعها!
خطوط التماس الملتهبة التي يحلو للبعض تلوينها بالصبغة الطائفية لا سواها تمثل في جوهرها واقعا للصراع السياسي والاقتصادي والثقافي والتاريخي أيضا، بالإضافة لوجود لاعبين من داخل المنطقة وخارجها لا تهمهم في الحقيقة قضية الانتصار لهذا المذهب أو ذاك بقدر ما يهمهم إلهاء الناس بصراعات هامشية سخيفة في الوقت الذي يتم فيه استنزاف المنطقة ومواردها من أجل مصالح ضيقة لا أكثر ولا أقل!
في ظل ما سبق ومن خلال ما يحدث من متغيرات إقليمية حاليا يحاول البعض إعادة رسم الحدود الفاصلة اجتماعيا وسياسيا بين الشرائح المختلفة في مجتمعاتنا، من خلال توجيه بعض التكوينات المذهبية لاقتناص ما قد يتم تصويره كفرصة استثنائية لتغيير واقع جيوسياسي جبلت عليه المنطقة مدة طويلة، كما يتم في الطرف المقابل إثارة الفزع في نفوس أبناء التكوينات المذهبية الأخرى من تغير موازين القوى لغير مصلحتها، ما يخلق ردات فعل تتصف بالانفعال وعدم الانضباط يتم من خلالها خلط الديني بالسياسي والتضييق على حريات الآخرين باسم الحفاظ على نقاء العقيدة وسيادة رأي الأكثرية!
كل هذا يحدث دونما جهد حقيقي لبناء ثقافة جديدة، ثقافة غير مهووسة بالانتصار لمعتقد ما وتأكيد سيادته وصحته في مقابل بطلان معتقد الطرف الآخر وفساده، وهي الثقافة التي سنضيع المزيد من الوقت والجهد إن بحثنا عنها من خلال عقد مؤتمرات «للوحدة والتقريب»، بدل أن ندفع لاستكشاف معالمها من خلال المنهجية العلمية في إطارها الاجتماعي، من خلال التركيز على قيمة التعايش والسلم الاجتماعي كأولوية، انطلاقا من أولوية وأهمية الاختلاف والتنوع كحقيقة كبرى غير قابلة للنفي والإنكار.
المسألة باختصار أننا مجتمعات توقف تطورها الاجتماعي والديني منذ قرون، وتوقفت حركة البحث العلمي الجاد فيها قبل ذلك، بالإضافة، وهذا الأهم والأكثر مدعاة للشفقة، اننا فقدنا القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في حياتنا وحول تاريخنا تدفعنا لتبني نظام حياة أكثر تسامحا وتقبلا للآخر، وأضحت المسألة بالنسبة لنا مجرد شعارات جوفاء نرددها باستمرار عن كوننا أخوة، واننا متشابهون، وأن مصدر فكرنا واحد و... و... و.
أيها السادة... نحن مختلفون... وإدراك هذه الحقيقة سيكون المنطلق والأساس ومفتاح الحل... إن أردنا فعلا حل مشاكلنا... لا إنكارها!
تعليقات