الثقافة في الكويت لا تزال محلك سر.. هذا ما يراه علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 477 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  معرض أم استعراض؟

علي الذايدي

 

ذهبت الخميس الماضي لمعرض الكتاب الدولي في أرض المعارض بمنطقة مشرف وذلك لحفل توقيع كتابي «قطوف من شجرة التاريخ» فوجئت بالازدحام الشديد هناك، وكيف أن ردهات المعرض كانت مكتظة بالناس.

في الحقيقة فوجئت بهذا الأمر، فالازدحام عادة يكون فترة معرض العطور أو معرض شركات الاتصال وليس الكتاب.

ولكني اكتشفت لاحقا سبب الزحام، وهو أن تأليف الكتب هو الهبة الحالية في المجتمع، حالها حال هبة الهواتف النقالة، والبيجر في سنوات ماضية.

بالطبع لا يزعجني أن يشيع في المجتمع تأليف الكتب، ولكن ما يزعجني أنها «هبة»تأليف للروايات فقط، وليس كتب الفكر والأدب والنظريات العلمية.

وسبب الزحام هو أن كل مؤلف قام بدعوة أقاربه وأصدقائه وجيرانه وربع الدوام لحفل التوقيع، فحضر أناس ليس لهم علاقة من بعيد أو قريب بالقراءة والكتاب ولكنهم حضروا مجاملة لفولتير هذا الزمان.

والسؤال الذي تبادر إلى ذهني هو:هل ينعكس الحضور الكثيف للناس لفعاليات معرض الكتاب على الحالة الثقافية والأدبية في المجتمع؟

لا أعتقد، فالحالة الثقافية في البلد لا تزال فتية، وان كان لها إرهاصات ومقدمات، ولكن لا يمكن بحال من الأحوال مقارنتها بمصر وبلاد الشام.

هل عندنا مفكرون بحجم محمد حسنين هيكل؟

هل عندنا روائيون بحجم الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي؟

هل عندنا كتاب صحفيون بحجم فهمي هويدي؟

بالطبع لا.

إذن لا تزال الثقافة في الكويت محلك سر، ومازالت القراءة سنة مهجورة بسبب كثرة البدائل والمغريات في مجتمع متخم بالقيل والقال وكثرة السؤال وشيوع الجدل.

ومجتمع يحول أدب الرواية من رافد مهم من روافد الثقافة والأدب إلى موضة، حالها حال موضة البوت العالي، وكفرات الآيفون.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك