أبناء أجيال اليأس أصبحوا حقيقة واقعة في الكويت.. الشيباني منبهاً

زاوية الكتاب

كتب 707 مشاهدات 0


القبس

أجيال اليأس..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لا أحد يقدم لجيل الشباب شيئاً يذكر وإنما كلها أوهام وخيالات وذلك عن طريق وعود المسؤولين التي غالبها لا يتحقق ابتداء من رئيس مجلس الوزراء إلى وزرائه إلى من دونهم فلا يرون شيئاً ملموساً، لهذا اتجه الكثير منهم إلى اللهو لنسيان ذلك ومن اللهو الجلوس في المقاهي والمطاعم والتجوال في المجمعات والسفر الجماعي أو طلعة البر أو الشاليه أو الجاخور، وذلك لطرد اليأس من دولة تملك تريليون دولار في أميركا علاوة على أنها في الترتيب الثاني بعد أميركا في علو دخل الفرد، حيث يصل إلى 46 ألف دولار وأميركا 49 ألف دولار، وهذا تقرير البنك الدولي، وللدولة صناديق سيادية ائتمانية غير معرضة (مضمونة) للمخاطر التي تتعرض لها الصناديق الأخرى عند الهزات المالية، ناهيك عما يوجد من وفرة أموال في شركة الاستثمارات الكويتية 386 مليارا وفي التأمينات 25 مليارا وفي مؤسسة البترول الوطنية 200 مليار، والبنك المركزي موزعة ملياراته الخمسة أو أكثر على البنوك المحلية، ولا نتكلم هنا عن صندوق التنمية الكويتي وميزانيته الضخمة! ولا عن صندوق الأجيال بملياراته التي تفوق ثلاثة مليارات، وللعلم فإن الكويت غير مديونة لأحد كما هي أكبر دول العالم! وهناك أرقام أخرى سرية غير معلنة ناهيك عما يملكه تجار القطاع الخاص من مليارات كما نشرت الصحف الكويتية قبل أسابيع عن وجود 17 مليارديرا كويتيا، وأما المليونيرية فحدث ولا حرج، أي ممن يملك مليوناً حتى 999 مليونا وسيزيد عدد المليارديرية الكويتيين في السنوات المقبلة لكثرة مليونيرية غسل الأموال وتجار المناقصات المقربين.
هذه هي حقيقة دولة الرفاه التي هي بازدياد في مدخولاتها من النفط الذي لن ينضب - بإذن الله - إلا بعد مئات السنين وهو تقدير خبراء النفط الكويتيين من الذين مسحوا الكويت في التسعينات واكتشفوا ذلك عن طريق المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد ومن جاء بعدهم في مسح رباعي الأبعاد فاكتشفوا ان هناك نفوطاً تحت المناطق السكنية، وأن هناك بئراً أكبر من بئر برقان، وعندما نتحدث عن نفط الكويت ونعني به في اليابسة (الأرض) وليس في البحر فهذا متروك غير مدرج على جداول الاكتشافات أو التنقيب.
أين حصة الشباب من هذه «الهبرة» وهم الفئة الأكبر في المجتمع الكويتي اليوم؟ وأين هي حقوقهم في امتلاك وظيفة ومنزل العمر؟ لقد تأخر سن الزواج لدى الشباب وذلك لليأس الذي دب عند أكثرهم حيث الرواتب المتدنية في الحكومة، ثم لا حظ له في منزل يؤويه إلا بعد عشرين سنة شمسية!
أبناء أجيال اليأس أصبحوا حقيقة واقعة مؤلمة وبازدياد لعدم الاهتمام بهم وحمايتهم من آفات التدخين وتعاطي المخدرات والمسكرات، بل الأكثر ينخرط مع أصدقاء السوء ويتعاطى تلك السموم وتوابعها بسبب عدم اشغاله بما يفيد ويبني، فكم من متعاط مات وهم كثر ومن الجنسين ولا حل ناجعا يقيهم من هذه الآفة وقبلها آفة اليأس.. أكفان يومية وأمراض شبابية باستمرار بسبب إرادتهم النسيان وانغماس الأكثر في شقق خاصة وأماكن موبوءة، انظروا إليهم في الشوارع والمدارس والمجمعات وفي كل مكان على غير هدى ولا بصيرة ولا مبالاة ومسؤولية.. فهؤلاء يشعرون بأن الكويت لن يصبح افرادها في المستقبل ثلاث فئات «غنياً ووسطاً وفقيراً» بل سيصبحون طبقتين «غنياً ومسحوقاً» وسيسقطون الطبقة الوسط، وهكذا حال أكثر دول العالم الثالث، وهذا ما يريدونه، وهو ما يزيد من مأساة الشباب إلى مأساة أبلغ! الكويت التي تأتي بعد السعودية بالموجودات المالية هذه حالها وحال شعبها وشبابها؟! ألا أخزى الله من كان السبب. والله المستعان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك