مبادرة قطاع خاص لتحسين العلاقات الأميركية - المصرية بقلم جيمس زغبي

الاقتصاد الآن

2365 مشاهدات 0

ارشيف

في غمرة الفوضى والقلق اللذين يشوبان العلاقات - الاميركية المصرية في الوقت الراهن، ومع انحدار مستوى تقييم الطرفين لمواقف كل منهما تجاه الآخر، الى ادنى مستوى، اتيحت لي الفرصة أخيراً للمشاركة في مشروع صغير يعرض نظرة وأفقاً واعداً للعلاقات بين البلدين.

فقد زار عشرون مهنياً أميركياً ومصرياً الشهر الماضي مصر كجزء من برنامج ترعاه مؤسسة شفيق جبر، وقد انقسم المشاركون بالتساوي بين المصريين والاميركيين، وضموا بين صفوفهم فنانين ومختصين في مختلف فروع المعرفة.

والهدف من المشروع هو تعزيز الفهم المتبادل ورسم برامج قابلة للتطبيق يمكن للمشاركين من خلالها تقديم خبراتهم وتجاربهم من اجل الاسهام في تحسين العلاقات الاميركية - المصرية. وكان المشاركون قد قضوا ثلاثة اسابيع في مصر زاروا خلالها المواقع التاريخية، وشاركوا في مناقشات مع اكاديميين وخبراء سياسيين وزعماء محليين، وزاروا خمس مدن اميركية وقابلوا قادة رأي وناقشوا عدداً من القضايا السياسية الداخلية والخارجية.

السياق الثقافي للخلاف

لقد استفاد المشاركون كثيراً من الوقت الذي قضوه معاً ومناقشة كثير من القضايا في محاولة لفهم الخلافات القائمة في سياقها الثقافي، وقد ادركت من المناقشات التي دارت بين المشاركين مدى اهمية المناقشات الجانبية التي كانت تدور بينهم، لقد تشبث المصريون بمسألة التمييز العنصري، باعتبارها من السمات الرئيسية للحياة الاميركية، وفوجئوا بالشلل الذي يعتري الحياة

السياسية الأميركية.

وخرج المشاركون الأميركيون من هذه التجربة بفهم أفضل لتطلعات الشارع المصري. واصبح الجانبان افضل فهماً لثقافة الطرف الآخر وتقاليده. وعلى الرغم من انتهاء البرنامج، يواصل المشاركون الاتصال مع بعضهم. وتنوي مؤسسة شفيق جبر توسيع البرنامج ليمثل المزيد من المجموعات العام المقبل.

تجربة فريدة

وفي ظل تدهور العلاقات بين البلدين في اعقاب سقوط نظام حسني مبارك (ومن بعده محمد مرسي) وبعد التراجع الكبير في الاقتصاد المصري وتسمم الجدل السياسي في المعسكرين، شعر رجل الاعمال المصري الناجح وصاحب الالتزام الوطني والمدافع عن علاقات طيبة بين الولايات المتحدة ومصر، بالحاجة الى التحرك.

وفي حين، نددّ البعض بجهود جبر، باعتبار انها غير مناسبة، الا انه قدّم تجربة فريدة قد تُحدث تغييرا مهماً على صعيد العلاقات على مستوى القاعدة على الاقل بين الولايات المتحدة ومصر. ومن المؤمل ان يُسهم هذا الجهد المقدَّم من القطاع الخاص، في تحسين الدبلوماسية العامة بين البلدين. ولو حذت مؤسسات قطاع خاص أخرى في الولايات المتحدة ومصر، حذو جبر وطرحت مبادرات مماثلة، فإن عدد المشاركين سيصبح بالآلاف، وسوف ينعكس ذلك ايجاباً بالتأكيد على العلاقات بين البلدين على مختلف الاصعدة، من خلال تأثير الافراد وتجاربهم الشخصية من الجانبين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك