علي البغلي لوزير المواصلات: دم الكويتيين برقبتك!

القبس

جرة قلم  /  يا عيسى دم الكويتيين برقبتك!

علي أحمد البغلي

أتذكر أني كتبت مقالاً عام 2007، بعد أن ألغت الحكومة والخطوط الجوية الكويتية التعاقد على شراء عدد من الطيارات الجديدة بواسطة شركة «ألافكو»، التي تملك الكويتية حصة فيها.

ضمير الأمة (آنذاك) ورهطه أزبدوا وأرعدوا وقالوا إنهم يشتمون رائحة تنفيع في الصفقة، وإن هناك عمولات و... و... إلى آخر الادعاءات التي برعوا بها ولا يجيدون غيرها، وبـ«انتقائية» مقيتة.. فألغت الحكومة تحت ذلك الضغط التعاقد على تلك الصفقة من الطائرات، التي لو تمت لكانت الكويتية الآن تحوز طائرات جديدة (مثل الأوادم).. لا يستطيع أحد الإنكار أن أسطول الكويتية متقادم ومتهالك، وتأتينا الأخبار بحصول حوادث للطائرات الكويتية.. فكتبت مقالاً أيامها عنونته بـ«يا مسلم دم الكويتيين برقبتك»! مسلم لم يتأثر.. وألافكو باعت الطائرات التي قال «مسلم وربعه» إنهم يشتمون رائحة عمولات من صفقتها بربح مجزٍ.. لأنه في عالم الطيران لا توجد معارض لشراء الطيارات على «الزيرو» مثل السيارات.. بل يجب عليك الانتظار سنوات حتى يصل دورك في الشراء.. أما إذا كنت مضطراً ومستعجلاً، فعليك أن تدفع «المقسوم» أو مقابلاً لمن عليه الدور بالتسلم ليتنازل لك عن دوره أو أولويته.

• • •

وهذا سبب تصرف مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية بشراء طائرات مستعملة 5 سنوات، وهي تعتبر في عرف الطيران كالجديدة.. فطائراتنا المعمرة عمرها 22 سنة فقط، فمؤكد أن طائرة بعمر 5 سنوات تعتبر طفلة أو شابة مراهقة جميلة مقابل «عجائزنا» أو طائراتنا «الشمطاء»! طائرات «جيت آير» الهندية الـ5، التي أوقف الوزير عيسى الكندري صفقة شرائها في آخر لحظة، اشترتها وبسعادة لا توصف «خطوط تركية».. وقد شاهدت فيلماً عن طريق وسائل الاتصال (واتس أب) عن هذه الطائرات، وإذا هي بأفخم وأفضل حال.. مجلس إدارة الكويتية اتخذ قراراً بشراء هذه الطائرات بدل استئجارها، لأن الشراء أقل كلفة اقتصادية على المدى البعيد.. وبالإمكان إعادة بيع الطائرات إذا تم تسلم الطائرات الجديدة المتعاقد عليها.. وتم اتخاذ القرار لأننا بحاجة «ملحة» و«ماسة» و«عاجلة» إلى طائرات.. وحيث إنه لا توجد طائرات جديدة (على الزيرو) جاهزة للبيع كما قلنا.. فتم اتخاذ ذلك القرار.

• • •

صديقنا العزيز وزير المواصلات اتخذ قراره بإيقاف رئيس مجلس إدارة الكويتية زميلنا سامي النصف عن العمل، وأمر مجلس الإدارة بعدم السير قدماً بالصفقة، لأنه يريد طائرات جديدة، ولا يريد طائرات مستعملة حسب قوله.. نقول له: يا أبا أحمد جزاك الله خيراً وما قصرت، ولكن ما نريده منك هو أن تقرن القول بالفعل، وتجبر مجلس إدارة الكويتية على شراء طائرات جديدة بالجاوية واللاوية، وفوراً وبأي ثمن.. لأن الكويتية لا يمكنها انتظار طائرات المصنع بعد 5 سنوات.. أو بإمكانك العودة إلى المربع الأول وإيجاد طائرات تأجير من شركة كويتية «ألافكو» المتخصصة بالتأجير لكل شركات الطيران العالمية.. حتى لا يخرج علينا أحدهم في «تويتر»، ويعيب علينا شراء طائرات من شركة هندية! ولا يدري هذا «الغر» أن الهنود أهل حضارة وتقدم وعلم.. وأن أكبر جالية أجنبية في الكويت هي الجالية الهندية؟!

فيا أخ عيسى نرجو منك اتخاذ قرار فوري عاجل بذلك، لكي تنفي عن نفسك ما يلوح فوق رأسك من مزاعم أو اتهامات، بأن القرار الذي اتخذته لمصلحة وبضغط متنفذين، يريدون القضاء المبرم على الكويتية لكي «يبلعوها» باردة مبردة! ونكرر على مسامعك لأنك تعز علينا بأنه، لا سمح الله، إذا حصل شيء للكويتيين، وهم على متن «عجائز» الكويتية، فدم الكويتيين برقبتك يا عيسى، متمنين عدم حدوث ذلك.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.