(تحديث2) أوروبا تعيد علاقاتها بدمشق سراً

عربي و دولي

تدمير الأسلحة الكيماوية في البحر، والجيش السوري يستعيد السيطرة على بلدة بالقلمون

1891 مشاهدات 0

قوات من الجيس السوري في حمص

كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية أمس أن سفراء ومسؤولين في اجهزة استخبارات اوروبية عادوا إلى سلوك طريق دمشق بخفر لإحياء الاتصالات مع المسؤولين السوريين من البوابة الأمنية، في وقتٍ كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن خطة يجري وضعها لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية في البحر باستخدام سفينة تابعة للبحرية الأميركية.

وقال سفير اوروبي معتمد في دمشق ويتخذ من بيروت مقرا منذ ديسمبر الماضي في تصريحات أمس: «منذ مايو، بدأنا بالعودة بشكل تدريجي، في البداية بشكل سري ليوم، ثم يومين، ثم ثلاثة، والآن، نذهب إلى دمشق مرة أو مرتين في الشهر».

وإذا كانت سفيرة جمهورية تشيكيا ايفا فيليبي لم تغادر دمشق، فان ممثلي النمسا ورومانيا واسبانيا والسويد والدنمارك، والقائم بأعمال بعثة الاتحاد الاوروبي يتواجدون في العاصمة السورية بشكل منتظم، وبعضهم شارك قبل يومين في لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وأوضح الدبلوماسي:

«اعتقد انه خلال الاشهر الاولى من العام 2014، سيسلك العديد من زملائي مجددا طريق دمشق». كذلك زار دمشق خلال الفترة الاخيرة، وبشكل بعيد عن الاضواء، مسؤولون في اجهزة استخبارات غربية اجروا اتصالات مع نظرائهم السوريين، والتقى بعضهم رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك وبحثوا معه في كيفية استئناف التعاون الأمني مع نظامه.

خطة الكيماوي

ومن جهة أخرى، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن خطة يجري وضعها لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية في البحر باستخدام سفينة تابعة للبحرية الأميركية. ونقل البرنامج الإخباري في المحطة التلفزيونية الثانية التابعة لـ«بي بي سي» عن مصادر صناعية أن الخطة «ستضع محطة تدمير محمولة على متن السفينة الاميركية (كيب راي) تستخدم الماء الخفيف لتمييع المواد الكيماوية إلى مستويات أكثر أماناً، بعد أن حددت منظمة حظر الأسلحة 31 ديسمبر المقبل موعداً نهائياً لإزالة المواد السامة من سوريا».

وأضافت أن منظمة حظر الأسلحة «ترى أن العملية التي ستجري على متن السفينة الاميركية (كيب راي)، والتي أُطلق عليها اسم (التحلل)، ستنتج ما قُدّر بـ 7.7 ملايين ليتر من النفايات السائلة وسيتم وضعها في أربعة آلاف حاوية».

وأوضح: «يُعتقد أن الجيش السوري سيقوم في غضون أسابيع قليلة ببدء مرحلة نقل المواد الكيميائية على متن أكثر من 200 حاوية إلى ميناء على البحر المتوسط».

وقالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لرويترز يوم الجمعة إن أكثر من 20 شركة أبدت اهتمامها بتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.
 
وتبحث المنظمة العالمية عن شركات تجارية لتدمير المواد السامة الخاصة بترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وتسعى إلى إيجاد ميناء على البحر المتوسط يمكن فيه معالجة السموم الخطرة في البحر بعد أن تراجعت ألبانيا فجأة عن عرضها استضافة عملية تدمير الأسلحة.
 
وطلبت المنظمة قبل أسبوع من الشركات المهتمة بذلك إعلان رغبتها في تدمير نحو 800 طن من المواد الكيماوية و7.7 مليون لتر من النفايات السائلة. وتنقضي مهلة الإعلان يوم الجمعة.
 
ولم تكشف المصادر عن الشركات المعنية لكن بيمو بيكاري المدير التنفيذي في ايكوكيم المملوكة للدولة في فنلندا قال إن شركته أبدت اهتمامها بذلك.
 
وقال لرويترز 'أبدينا اهتمامنا بتقديم عطاءات بشأن بعض الكيماويات في القائمة... التي تشبه كثيرا ما نتعامل معه بشكل معتاد.'
 
وكلفت المنظمة التي مقرها لاهاي بمهمة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بموجب اتفاق جنب سوريا ضربة عسكرية أمريكية. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فازت بجائزة نوبل للسلام الشهر الماضي

ومن جانب آخر، أعلن الجيش السوري استعادة السيطرة على بلدة مسيحية على الطريق السريع الرئيسي شمالي العاصمة دمشق مستعيدا موقفه الهجومي في المنطقة الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان.
 
وتقدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في الشهور القليلة الماضية وتحاول تأمين الطريق السريع الذي يربط دمشق بالمعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنها تعرضت لانتكاسة الاسبوع الماضي عندما تغلب عليها مقاتلون مرتبطون بالقاعدة وسيطروا على بلدة دير عطية.
 
وتقع البلدة في منطقة القلمون الجبلية التي تشرف على الطريق السريع القريب من الحدود مع لبنان وهي منطقة أصبحت ساحة القتال الرئيسية مع محاولة الأسد ومعارضيه تحقيق نصر استراتيجي قبل مؤتمر سلام بشأن سوريا مقرر في يناير كانون الثاني.
 
وأفاد بيان الجيش السوري بأن وحدات تابعة للجيش تمكنت من هزيمة جماعات 'إرهابية' تسللت إلى دير عطية وإن العملية قضت على العديد من 'الارهابيين' من جنسيات مختلفة. وتستخدم الحكومة السورية لفظ 'الإرهابيين' للاشارة إلى مقاتلي المعارضة.
 
وذكر البيان أن الجنود يطاردون المسلحين في مناطق قريبة في محاولة لتأمين الطريق السريع.
 
وتضررت الحملة العسكرية للأسد في القلمون الأسبوع الماضي بعد هجومين انتحاريين نفذتهما جماعات مرتبطة بالقاعدة على مواقع للجيش في بلدة النبق القريبة.
 
واستغل مقاتلو المعارضة الاسلاميون الارتباك بين جنود الاسد وشنوا هجمات منسقة وطردوا القوات من النبق ودير عطية. ولم ينضم سكان البلدتين إلى الانتفاضة السورية.
 
وجلب الجيش السوري تعزيزات وشن هجوما مضادا قبل ثلاثة أيام واستعاد السيطرة على دير عطية يوم الخميس كما يحارب مقاتلي المعارضة في النبق يوم الجمعة.
 
وأسفر الصراع في سوريا عن مقتل أكثر من مئة ألف شخص ودمر البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين. ومزق الصراع أيضا المجتمع السوري وجعل الاغلبية السنية في مواجهة مع الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد.
 
ويدعم الكثير من أبناء الاقليات في سوريا ومن بينهم المسيحيون الأسد حرصا على سلامتهم وخوفا من تولي إسلاميين متشددين السلطة.
 
وامتد العنف إلى دول مجاورة وأجج العداوة بين السنة والشيعة وجلب آلاف المقاتلين من شتى أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه للمحاربة مع أحد طرفي الصراع.
 
وتؤيد قوى سنية من بينها دول خليجية عربية وتركيا مقاتلي المعارضة بينما تدعم إيران الأسد. وقالت وسائل اعلام سورية رسمية إن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي سافر إلى طهران يوم الجمعة لعقد محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
 
وكان تقدم مفاجئ لمقاتلي المعارضة في الايام القليلة الماضية على الجبهة الجنوبية قد أدى إلى طرد القوات الحكومية ومقاتلي حركة حزب الله اللبنانية من العديد من القرى التي سيطروا عليها خلال الشهور القليلة الماضية.
 
وقال نشطاء إن اشتباكا عنيفا وقع على مشارف بلدة عتيبة التي كان مقاتلو المعارضة يستخدمونها لنقل امدادات الاسلحة من دمشق إلى ان سيطر الجيش عليها في ابريل نيسان.
 
وذكر التلفزيون الرسمي السوري يوم الجمعة أن الجيش أحبط 'محاولة إرهابية للتسلل من الأردن' وقال إن مقاتلي المعارضة يحاولون تعزيز صفوفهم في المعركة حول دمشق الواقعة على بعد 110 كيلومترات عن الحدود مع الأردن.
 
وتكبد الجانبان خسائر كبيرة في القتال حيث أفادت مصادر أمنية في لبنان بأن 25 على الاقل من مقاتلي حزب الله قتلوا في الغوطة الشرقية خلال الاسبوع الماضي. وكان من بين القتلى أحد أقارب وزير في الحكومة اللبنانية الانتقالية.
 

الآن: رويترز

تعليقات

اكتب تعليقك