تجاوز الاستجوابات كما يراه علي الذايدي ليس دليلاً على نجاح الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 630 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  The mist

علي الذايدي

 

تجاوز الاستجوابات، والحصول على نسبة من المؤيدين داخل مجلس الأمة ليس دوما دليل على نجاح الحكومة ووضوح برنامج عملها، فما يحصل داخل أروقة البرلمان أحيانا ليس له علاقة بتطور المجتمع وانتهاء مشاكله، ولكنه أحيانا يكون ردة فعل لصراع التيارات السياسية في البلد.

وعندما نقول إننا لا نعلم إلى أين تسير البلاد، ولا نعلم ماذا سيحدث في السنوات المقبلة أو أن الدولة تحتاج إلى قرارات صارمة وحازمة فلا يجب أن يلومنا أحد، وعندما يضيق الناس ذرعا بسياسات الحكومة وضبابية الرؤية المصاحبة لقراراتها فإن الناس لهم كل الحق في استشعار الخوف من المستقبل والشعور بعدم الأمان على الأقل اجتماعيا.

فكم قرأنا عن قرارات حكومية صدرت وما لبثت أن تم إلغاؤها أو تعديلها لضغوطات خارجية سواء من المتنفذين وأصحاب السطوة الذين لم يعجبهم القرار أو من قلة قليلة فضلت مصلحتها الشخصية على مصلحة البلاد وانساقت الحكومة وراء رغبات هؤلاء وضحت بالشعب لإرضائهم

والكثير من القرارات الأخرى التي لا تزال ضبابية ولم تحسم بعد ما يسبب الكثير من البلبلة والهرج وانتشار الإشاعات في ظل عدم تقديم الحكومة برنامج عمل واضحاً وقرارات نهائية حاسمة.

يحق للمواطن أن يتساءل عن مصيره ومصير أبنائه في الخمس أو عشر السنوات المقبلة، ويحق له أن يقلق في هذا الجانب، ومن هنا لا يجب أن نستغرب هجرة بعض المواطنين خارج البلاد للدول المجاورة مثل السعودية أو الإمارات أو حتى البعيدة مثل بريطانيا او أميركا أو قيام بعض المواطنين بشراء عقارات وبيوت في هذه الدول، وذلك تحسبا لأي طارئ في المستقبل.

ولو كان للحكومة نظرة مستقبلية ومستشارون حقيقيون، لشكلت لجنة فعلية وليست لجان الهدر المالي والتنفيع لدراسة ظاهرة بيع الكويتيين لبيوتهم وشراء بيوت في الخارج، ولكن كعادة الحكومة في التعامل مع الظواهر الطارئة في المجتمع على طريقة أذن طين وأخرى من عجين.

كما يبدو أن الحكومة شعارها المرحلي «ما طاح من النجوم أخف للسماء» أو «الباب يفوت جمل» وكأنها تقر أن التجنيس في السبعينيات كان خطأ يجب التعامل معه اليوم وليخرج من يخرج.

ولكن ماذا يفعل المواطن البسيط الذي لم تترك له البنوك الفرصة لتأمين وضعه مثل هؤلاء، هل سيندم لوضعه كل بيضه في سلة الحكومة؟

نأمل فعلا أن يتغير الوضع في القريب العاجل، وان توضح الحكومة قراراتها سواء كانت في صف المواطن أم ضده،  ولكن ترك الأمور معلقة بهذه الطريقة هو ما يجعل المواطن يبحث عن بديل في ظل تراخي الحكومة وضعفها عن أداء واجبها.

حتى لا نعيش تفاصيل فيلم the mist أو الضباب، ومن شاهد الفيلم سيعرف وجه المقارنة.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك