وائل الحساوي يرى في تأييد الاتفاق 'الغربي – الإيراني' مصلحة للخليج

زاوية الكتاب

كتب 615 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  من مصلحتنا تأييد الاتفاق الغربي – الإيراني

د. وائل الحساوي

 

يسألنا الناس عن رأينا في الاتفاق الغربي - الايراني حول المف النووي الايراني، هل تؤيدونه أم تعارضونه؟ وهل هو من صالح دول الخليج أم انه صفقة تمت من وراء ظهورنا ستكون نتيجتها تقوية ايران واعطاءها هيمنة على منطقتنا على حساب مصالح دول الخليج؟ ولماذا تم تجاهل جميع دول الخليج وعدم استشارتها في توقيع ذلك الملف الخطير؟ وهل هنالك بنود سرية في ذلك الاتفاق لم يتم اطلاعنا عليها مثلما يتردد عن تسليم الملف السوري الى ايران؟
الأسئلة كثيرة والمعلومات حول الموضوع شحيحة ونحن فعلا مغيبون عن تفاصيل الصفقة ولكن استطيع القول بأنه ما لم تكن هنالك بنود سرية لم يتم كشفها حول الاتفاق فإننا لا نملك إلا تأييد الاتفاق وذلك لأسباب عدة:
أولا: ان المتتبع لسلسلة الأحداث يدرك بأن ايران قد رضخت للغرب وتخلت عن ملفها النووي - ولو الى حين - بسبب حجم الحصار الاقتصادي الرهيب الذي فرضه الغرب عليها خلال عشر سنوات، فقد شاهدنا حجم الخسائر التي تكبدتها ايران في تصدير نفطها وانهيار عملتها الى درجة غير مسبوقة وتململ الشعب الايراني من مغامرات قيادته التي لا تنتهي على حساب مصالحه، وتخوفه من عودة احداث الساحة الخضراء السابقة التي كادت تعصف بثورته لا سيما بعد تورط ايران في احداث سورية بكل ثقلها وتكبدها للخسائر البشرية والمادية عندما تم استدراجها داخل المستنقع السوري!
ولقد كان سيناريو اسقاط الرئيس السابق احمدي نجاد وتنصيب الرئيس روحاني الاصلاحي واضحا بأنه قد جاء بمباركة قائد الثورة الحقيقي المرشد الأعلى خامنئي الذي يمسك بيده جميع مفاتيح البلاد ويتحكم بجميع شؤونها، فقد كان ذلك السيناريو بهدف ايهام الغرب بأن ايران الديموقراطية ترضخ لرأي شعبها، وكذلك اقناع الشعب الايراني بأن قيادته تتبع آراءه في سياساتها العامة.
ثانيا: لقد ادركت ايران بأن الغرب لن يسمح لها بالاستمرار في برنامجها النووي، وان كان قد صبر عليها طويلا، لكنه لن يسمح باستمرار البرنامج الى حين الوصول الى تصنيع السلاح النووي، وحتى بفرضية غفلة الدول الغربية عن ردع ايران فإن الكيان الصهيوني يفتح كلتا عينيه ويهدد ليلا ونهارا بتدمير ترسانة ايران النووية.
ثالثا: بالطبع فنحن لا نريد الناطور ولكن نريد العنب، ومن مصلحتنا ان تهدأ الامور في منطقتنا قليلا ويتلاشى الخطر الايراني النووي الذي يشكل لنا تهديدا مباشرا قبل غيرنا ولا نعتقد بأن ايران ستتخلى عن طموحاتها التوسعية ولا تسليحها التقليدي ولكن هذه فرصتنا كذلك لتطوير دفاعاتنا العسكرية والتعاون في ما بيننا لجعل الخليج قوة لها وزنها بدلا من البكاء على ما فاتنا.
رابعا: كما يجب ألا يغيب عن بالنا بأن الهدوء النسبي في الخليج سيفتح باذن الله تعالى آفاق التطور والتمدين والحضارة لنا على مصراعيه بحيث نسبق دول العالم في مجالات الصناعة والتجارة كما شاهدنا كيف رسا تنظيم معرض (اكسبو) على الامارات المتحدة، ولاشك ان الامر يتطلب تكاملا خليجيا كبيرا واستغلالا لفرصة الهدوء النسبي، فالعالم لا يحترم إلا الدول المتطورة والمتكاملة والمتعاونة، واذا كانت اوروبا والولايات المتحدة الاميركية تعاني اليوم من مشاكل اقتصادية كبيرة وتتصدع اقتصاداتها فإن هذه هي فرصتنا لسد الفراغ والاخذ بالاسباب.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك