ناصر المطيري يقترح تدشين حملة وطنية لمواجهة وباء السرطان

النهار

خارج التغطية  /  تفشي السرطان

ناصر المطيري

 

حالات الإصابة بمرض السرطان اصبحت متزايدة بشكل كبير ولافتة في البلاد، وهذا التزايد الخطير الذي يلاحظه الجميع بوضوح اصبح ظاهرة مهما حاولت احصائيات وزارة الصحة تخفيفها، فحالات الوفيات بسبب هذا المرض التي نشهد تشييعها كل يوم هي مؤشر ملموس ناهيك عن عشرات الحالات الخاضعة للعلاج في داخل الكويت وخارجها.
مرض السرطان الذي تجاوز حدوده الطبيعية في الكويت تتم مواجهته بسلبية من جانب الجهات المعنية حيث تقتصر على النواحي العلاجية المتأخرة التي تكون أغلبها وصلت لحالات حرجة تستعصي على العلاج.
ولعل أبلغ دليل على ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان هو فتح وزارة الصحة الباب واسعا للمصابين بالسفر للعلاج في الخارج. ولكن المطلوب هو اجراءات وقائية احترازية للكشف عن المرض ومحاولات احتوائه والتخفيف من استفحاله.
معدلات الاصابة بمرض السرطان بلغت حسب آخر الاحصائيات الصادرة عن مراكز البحث الاكلينيكي في الكويت الى ما يقارب من مئتي حالة اصابة لكل مئة ألف شخص. وهذه النسبة تتزايد في بعض انواع السرطان ومنها سرطان الثدي.
ومع تقديرنا للجهود المبذولة من بعض الجمعيات والمراكز والحملات لمكافحة مرض السرطان لكن تبقى تلك الحملات والجهود دون الطموح ومحدودة الأثر.
نحن في حاجة لحملة وطنية جادة تضع آلية عملية للمكافحة يتم من خلالها اجراء فحص وقائي الزامي على المواطنين وبشكل دوري لأن الكشف المبكر للمرض يشكل عاملا أساسياً للشفاء وتقبل العلاج والتجاوب معه.
وحبذا لو تم ربط عملية الفحص بتقديم بعض خدمات وزارة الصحة للناس، او ان يتم الزام شركات التأمين الصحي بعدم قبول أي تأمين قبل تقديم المؤمن له شهادة فحص للسرطان وربط ذلك بتجديد التأمين الصحي. وقد تكون هناك صيغ أخرى أفضل ولكن المهم الآن استشعار الخطر والعمل جديا على وضع حد له ليتوقف حصد الأرواح بسبب هذا المرض الذي يكاد يتحول الى وباء.