لماذا لا يترجم الكويتيون حبهم للبلد إلا بالأغاني؟!.. المشاري متسائلاً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2013, 11:47 م 603 مشاهدات 0
الشاهد
سيادة القانون
عبد المحسن المشاري
الشعب الكويتي بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم رآهم العالم يحتشدون زمرا في الشوارع، يلوحون بالاعلام، وتردد حناجرهم أغاني حب الوطن، تمتلئ اعينهم بدموع الفرحة وتنبض ملامحهم بالسعادة والنشوةوالحماس، يتبادلون التحيات والابتسامات ومشاعر الود، وكأنه العيد، هو مشهد الكويتيين الذين خرجوا في جميع انحاء العالم 1991 لا يمكن ان تطرده الذاكرة لحالة العشق الذي تكنه قلوب الكويتيين تجاه بلدهم، من يراهم يتهيأ له انهم سيهدون الجبال هدا، من أجل هذا الوطن وهم يهتفون بكل ما أوتوا من عزم وقوة الكويت الكويت، لكن سرعان ما انفض العيد وانزوت روح الجماعة وكأنها ثوان معدودة في حلم عابر جميل، وعاد الكويتيون لايامهم الرتيبة هائمين عابسين في الشوارع فيتعجب الرائي أهؤلاء هم انفسهم أبطال المشهد السابق؟ الكويتيون لا يرغبون في عمل أو انتاج الكل يذهب الى مكان عمله متأففا، ينتهكون قواعد المرور بكل برود واستهتار، يلوثون شوارعهم وينشرون كل مظاهر القبح، وكأنه سلوك انتقامي بشعار كل فرد منهم أنا ومن بعدي الطوفان، وكأنما حب الوطن لا يكون الا بترديد حفنة من اغان وكلمات حماسية والتلويح بالأعلام واقلام الليزر ثم يعود الكل الى منزله وكأن شيئا لم يكن، لماذا لا يترجم الكويتيون حبهم إلا بالاغاني؟ لماذا يبخلون بالاخلاص والاتقان في العمل، لماذا يسيرون بسياراتهم عكس الاتجاه؟ لماذا يتمردون على القانون؟ لماذا يعمدون الى الفوضى ويكرهون النظام؟ لماذا يتملكهم الزهو عند سماع خطاب وكلمات صاحب السمو أمير البلاد بأن الكويت ستكون قد الدنيا ولا يفعلون الا كل ما يؤدي الى نتيجة أخرى عكسية تماما؟ لماذا لا يفكرون كيف ترجع الكويت لؤلؤة الخليج؟ لا يمكن أن يشكك أحد في طريقة تعبير الكويتيين عن حبهم لبلدهم، ولنسترجع الايام الغزو والأيام التي اعقبت الغزو العراقي الغاشم عندما كان الرجال والنساء والشباب والبنات يقومون بطلاء والارصفة ورفع القمامة بأنفسهم وتطبيق القانون في مشهد رائع ومبهج، فقد شعر الكويتيون حينها أنهم استردوا الكويت من جديد ولم تستمر تلك الروح لانهم شعروا بأنها ضاعت منهم مرة اخرى، ولكي نفهم هذا السلوك المتناقض مع تلك المشاعر التي رأيناها ولم تستمر الا سنين معدودة سنجد ان السبب هو غياب سيادة القانون وهو سمة من سمات الدولة الرخوة، كما قال العالم جونار ميردال مع سيادة القانون يشعر المواطن بالانتماء الحقيقي لبلده فالكويتي جيناته رائعة وهي جينات العربي الأصيل، لكنه يعيش في زمن مختلف لم يجد حكومة قوية تطبق القانون على الكبير والصغير وتنشر العدالة، حينها فقط سيختلف تعبير الكويتيين عن حبهم وتتسق مشاعرهم مع سلوكياتهم رسالة وصلتني من صديق وزدت عليها.
تعليقات