خروج الكويت من أزماتها يحتاج الى جو من 'التحشيش السياسي'.. بنظر وليد الجاسم
زاوية الكتابكتب ديسمبر 6, 2013, 1:11 ص 1184 مشاهدات 0
الوطن
إنه (البتاع) يا سادة
وليد جاسم الجاسم
احمد فؤاد نجم.. شاعر شعبي مصري متميز ووطني، معروف بأنه سليط.. بل بذيء اللسان ولكنه شريف المقاصد الوطنية. لم يترك الراحل زمناً إلا وشتمه ولا رئيساً إلا وهزأه ولا كلمة لا تقال.. إلا وقالها لفظاً.. وشعراً.. واحياناً على الهواء مباشرة تاركاً المذيعة التي تخاطبه تتصبب عرقاً واحراجاً من كم الألفاظ البالغة (الذكورية) الخادشة للحياء التي يرددها بعنف.. وهي متورطة لا تعرف كيف تعالج الامر!
الرجل لا يرى (الحشيش) خطيئة.. بل يبدو أنه مؤمن بالمقولة المصرية (ان كان حلال.. ادينا بنشربه – وان كان حرام.. ادينا بنحرقه)!
واعترف نجم مراراً بأنه (حشاش) بل ويحرص على اقتناء المتميز من الحشيش.
هذا الحشاش النحيف الى درجة الهزال.. الذي لا يعرف التأنّق ولا تشذيب الشعر والشارب واللحية أتم ثمانية عقود وقضى نصف العقد التاسع تقريباً حياً وبصحة لا بأس بها رغم طول السنين التي قضاها في السجون وخارجها وبين دخان الجوزة والحشيش.. يسحب الدخان الازرق ويكتم الانفاس حتى لا يجد الدخان منفذاً يخرج منه إلا… اذنيه، ولكنه ظل على قيد الحياة التي غادرها قبله كثيرون ممن لم يدخنوا ولم يحششوا ولم يسجنوا بل كانوا على العكس منه حريصين على الحياة الصحية وممارسة الرياضة وإجراء الفحوصات الطبية أولاً بأول.. عدا عن الطعام الصحي الذي لم يفدهم ولم يؤخِّر قدرهم المحتوم.
هذا (الحشاش) الراحل كان قادراً على تشخيص الحالة المصرية بتميز نادر، ويبدو أننا في الكويت ايضا ربما نحتاج الى (حشاش) محترف ليحاول ان يفهم أولاً، ثم يشرح لنا ثانياً الاوضاع السائدة في البلاد، وكمّ التناقضات المتلاحقات التي نعاني منها.
فهذه د.رولا تعلن ان لا ضرائب على المواطنين وكأنها تخالف ما سوّقته حكومتها عبر برنامج العمل الذي يبشرنا بقرب الليالي السوداء التي نرى طيور البوم تنعق على أطلالها، وهذا المخضرم السعدون يعلن ان استئجار «الكويتية» للطائرات خطأ.. وان شراء الكويتية للطائرات خطيئة!! وهاهم النواب الذين كان ينعتهم ربع السعدون بأنهم (نواب الا الرئيس) يقفون اليوم نفس موقف السعدون من صفقة الكويتية.. ويتركوننا نضرب أخماساً ونحن نراقب ما يجري على الساحة.
يبدو أن المؤسسات الكويتية كلها يجب ان تحذو حذو «الكويت» وتنخرط في حالة من الجمود.. لا مشروعات ولا تطوير ولا B.O.T ولا هم يحزنون.. فكل شيء خطأ.. وكل قرار مشكوك فيه.. وكل صفقة يقف وراءها متنفذون ولصوص.
بل ان «الكويتية» في هذا الموقف صارت مثل تلك المرأة (في مأثورات العرب) التي يتحين زوجها الفرصة لتطليقها، وعندما رآها تنزل من درج المنزل المؤدّي الى السطح قال لها: «إن نزلتِ.. طالق، وإن صعدتِ.. طالق، وإن وقفت.. أيضاً طالق»!!
لكن الزوجة الذكية.. و(اللزقة).. لم تُعْيها الحيلة أبداً.. ولم يخنها ذكاؤها، فقفزت من فوق الدرج وسقطت الى الارض، ولكنها بهذا السقوط افسدت خطة زوجها غير آبهة إن تكسرت أرجلها.
اليوم.. أرجل «الكويتية» ربما تتكسر، وأرجل الكويت ايضا يبدو أنها تتكسر، ويبدو كذلك أن الخروج من الوضع الراهن يحتاج الى جو من (التحشيش السياسي) لكي نفهم كل ما يجري.
أنا عن نفسي قررت ألا أشغل تفكيري وأنا مقبل على عطلة نهاية الاسبوع، لا أريد أن أفهم، وبهذه المناسبة السعيدة، أهدي اعضاء السلطتين قصيدة «البتاع» للحشاش الراحل احمد فؤاد نجم آملين ان يفهموا وأن يجدوا فيها البلسم الشافي. والله من وراء القصد.
تعليقات