ثدي الدولة ! .. بقلم كامل الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 2352 مشاهدات 0

كامل الفضلي

ليس ضروريا ان يكون الجاهلُ جاهلا في كل الاحيان ولا المتعلم عالما في كل الاحيان ايضا، فهناك من يحمل الدكتوراه في ارقى العلوم ومن اكبر الجامعات وتظنه جاهلا احيانا، وعلى النقيض شخص تحصيله العلمي متواضع لكنه مثقفا يشار له بالبنان، يجعل كيمياء الحسد تتفاعل لديك فترسلها لـ ' تحوس ' حول رأسه كذبابة غثيثة.

ان المتعلم الذي خاض معركة طويلة مع العلم شاب فيها شعره وضعف معها نظره، ليظفر بالنهاية بلقب 'متعلم' ليرتجى منه الكثير.. على الاقل في التفرقة بين الحق والباطل، واذ بالبعض منهم يبدي احيانا جهلا منقطع النظير في العديد من القضايا الهامة، يأتي على رأسها وبين عينيها الواسعتين قضية البدون.. القضية التي تعتبر كسرطان ثدي الدولة، فاما ان تستأصله الحكومة واما ان يقتلها بعد ان يتوغل المرض فيه، وقد يهجرها زوجها والحكومة لا تحتمل الهجر ثمان ايام..وكما قال مطربهم :الهجر يومين ثلاث ايام ..اما ثمان يا تعب حالي!!! هذا المتعلم عندما يدلو بدلوه في قضية البدون يهيأ لك انه انتعل حذاءه في لسانه بدلا من رجليه، فلا يفيض لسانه الا زفرا مليئا بالمغالطات والحقائق المقلوبة راسا على عقب.

امثال هذا المتعلم قد يكون من اروع من يتكلم بالعديد من المواضيع الحساسة حتى الموجه منها للطفل، لكنه بالمقابل تجده كـ'أبو رجل مسلوخه' عند حديثه عن اطفال البدون الذين سرقت الحكومة براءتهم رأس مالهم، بليلة غاب عنها القمر، فيما اهاليهم ينتظرون تطبيق حد السرقة على السارق !!هذا الطفل الذي لا يحمل سوى ' بلاغ ولادة ' تفضل به تكرما ومنة اصحاب المعالي وسيدات الكعب العالي كهبة رخيصة الثمن، بالنسبة له بمثابة كنز علي بابا رغم ان اكثر فائدة يمكن للبدون ان يحصلها من شهادة الميلاد هو ان 'ينقعها ويشرب مايها ' وما هذا الا لان حاضر البدون اسوء من ماضيه، ومستقبله اسوء من حاضره..وهو مستقبل خاص بهم وحدهم، ليس له شبيه كونه 'ابيض كالفحم' !!!!!!

كلي أمل ورجاء وفاطمة، وكل اخواتهن المتزوجات والعانسات.. ان ياتي اليوم الذي يتكلم به بعض المتعلمين الذين اتحفونا بمنطوقهم الاعوج، ان يتكلموا بمنطق العقل الذي يعطي كل ذي حق حقه ولو لمرة واحدة، لعله يكون شهادة لهم يوم القيامة لا شهادة عليهم!

انا على حصان أقصد على يقين.. ان القادم اسوأ وان ليل البدون سيكون طويلا جدا كليل فنلندا، وان القوانين 'القراقوشيه' ستكون حاضرة بكامل هندامها ومكياجها بالايام القادمة، حتى يكون عشم البدون بالجنسية كعشم ابليس بالجنة، ولكن ماذا عسانا ان نفعل بعد ان وضعنا في معركة فرضت علينا فرضا، لكن الجميل فيها ان ليس لدينا ما نخسره، وهذا سر قوتنا مصداقا للحكمة : 'اياك ان تحارب من ليس لديه شيئا يخسره ' لهذا ابشركم ايها البدون بالنصر.. فاصبروا ورابطوا واعلموا ان النصر صبر ساعة..والحقوق تبي حلوق..وانها لثورة حتى النصر...ومن قايلك تلعب طوبا..من قايلك تلعب طوبا..وسلامتكم!

الآن-رأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك