الحكومة غير مؤتمنة على حل القضية الإسكانية.. هكذا يعتقد وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  رجعنا إلى المربع الأول سكنياً!

د. وائل الحساوي

 

كتب الرئيس الأميركي الأسبق (ريتشارد نيكسون) كتابا قيما بعنوان (ما بعد السلام) شن فيه حملة كبيرة على الحكومات المركزية في الولايات المتحدة وقال بأننا قد اكتشفنا بأنها من اهم أعداء التقدم وان هيمنتها على الخدمات والمشاريع هو سبب التأخر لان طبيعة عمل الحكومة المركزية في كل مكان يشوبه البطء والبيروقراطية وعدم القدرة على الانجاز، وقال بأنهم قد بدأوا بعدها بتسليم القطاع الخاص جميع الأعمال وبذلك اصبحت الولايات المتحدة متقدمة في جميع المجالات.
لقد أدركت الكويت بأن الخصخصة هي السبيل الافضل للقضاء على البيروقراطية والفساد الحكومي ولانقاذ البلد من الطريق المسدود الذي وصل اليه، ولكن مشاريع الخصخصة ظلت حبرا على الورق ولم تجد من يضعها على قارعة الطريق!!
اضرب مثلا على تخبط الحكومة في ذلك الموضوع وهو حلولها للقضية الاسكانية، فقانون 47 لعام 1993 المعدل يلزم المؤسسة الاسكانية بتأسيس شركة مساهمة كويتية او اكثر في كل مدينة اسكانية تتولى تنفيذ وتشغيل وصيانة المدن الاسكانية، وكان الشعب الكويتي ينتظر بفارغ الصبر تأسيس مثل تلك الشركات، ويحدثني احد الوكلاء المساعدين في الاسكان بأن الهيئة لديها 80 الف قسيمة جاهزة للتوزيع على المواطنين ولكن قوانين الاسكان هي من وقف عائقا امام توزيعها، ،كما صرح رئيس لجنة متابعة المخطط الهيكلي في المجلس البلدي منصور الخرينج بأن البلدية قد سلمت المؤسسة خلال الفترة من (1995 - 2013) ما مساحته 211 الف قسيمة و180 الف وحدة سكنية في مناطق عبدالله المبارك والمطلاع وشمال المطلاع وشمال الصبية.
بالأمس فاجأتنا الصحف بتفاصيل اجتماع استثنائي في مجلس الوزراء وضع فيه المجلس (خريطة طريق) لحل المشكلة الاسكانية، وتتلخص تلك الخريطة في انشاء هيئة عامة لاقامة وادارة المدن الاسكانية تحل محل الشركات المساهمة، ويكون لتلك الهيئة صلاحيات وسلطة الجهات الحكومية دون رقابة مسبقة مع ضمانات للبنوك لتمويل المشاريع.
كما تحدد خارطة الطريق انشاء ثلاث مدن بتكلفة 12 مليار دينار، اضافة الى انشاء مشروع (آمال السكني) في منطقة خيطان.
ومع اننا نرحب بكل خطوة تخطوها الحكومة من اجل حل القضية الاسكانية لكننا نعلم من تجاربنا الطويلة بأن الحكومة غير مؤتمنة وغير قادرة على انجاز مثل تلك المشاريع، ونتعجب من نكوصها عن المضي في تأسيس شركات لانشاء تلك المدن الاسكانية، وتحولها الى نظام المركزية الذي أثبت فشله مرارا وتكرارا!!
خلال العام الماضي استطاعت هيئة الرعاية السكنية انجاز 800 وحدة سكنية فقط بالرغم من امكاناتها الكبيرة، فإذا قسمنا عدد الطلبات السكنية الحالية على ما يمكن انجازه فإن الهيئة تحتاج الى 132 سنة لتنفيذ تلك الطلبات، فما بالك بالطلبات الجديدة التي تزداد كل يوم!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك