يوم الحسم

زاوية الكتاب

الزيد يكتب للتاريخ: إصلاحيون وليسوا مجرمين من دخلوا مبنى مجلس الأمة

كتب 2559 مشاهدات 0


تنتظر الكويت اليوم كلها وتحبس أنفاسها ، بينما الأعين شاخصة نحو قصر العدل ، بانتظار النطق بالحكم فيما تعرف بقضية ' دخول المجلس ' المتهم بها 70 شخصاً من بينهم 11 نائباً سابقاً وعدد من الناشطين السياسيين .

وسيسجل التاريخ ان ماأحدثته واقعة دخول المجلس من أثر سياسي كبير سيجعلها واحدة من أبرز المحطات في الحراك السياسي الشعبي الاصلاحي الدائر منذ سنوات ، مهما كان نوع الاحكام التي ستصدر اليوم ، بل استطيع أن أدّعي أن الاحكام ان حَوَتْ سجناً للمتهمين فان الحراك سيعتمل بأقصى طاقة له وبشكل نوعي مختلف عما ذي قبل .

والقصة بدأت حينما تم التضييق من جانب القوات الخاصة على مجموعة شبابية تريد ان تسير في تظاهرة سلمية في أعقاب احدى الندوات في ساحة الارادة قبل نحو عامين ، فقامت القوات الخاصة باغلاق كل الاتجاهات عدا الاتجاه المؤدي لبوابة مجلس الأمة ، وباعتراف حراس المجلس حينما أدلوا بشهاداتهم أمام المحكمة أكدوا أن آمر حرس مجلس الأمة أعطاهم أمراً بفتح بوابة المجلس !

وشهدت المحاكمات مفاجآت عدة كانت أبرزها تناقض أقوال شهود الاثبات فيما بينهم من جهة ، وتناقض أقوال بعض هؤلاء الشهود مع ادعاءات النيابة العامة واتهاماتها وكذلك مع تحريات المباحث من جهة أخرى .

وأستطيع أن أزعم أن هذه القضية هي ربما أكبر قضية ينظرها القضاء الكويتي وهي بهذا الشكل المهلهل ، من حيث عدم صحة الاتهامات ، ومن حيث تضارب اقوال الشهود ، وفوق هذا وذاك فان الغموض واللبس يكتنفان كل تفاصيل الواقعة !

وأستطيع أن أزعم أيضاً أنه على قدر انقسام الشارع الكويتي انقساماً حاداً بين فريقين في تسمية هذه القضية ماإذا كانت ' دخول ' للمجلس أم ' اقتحام ' له ، فإنه بعد أن تكشّفت تفاصيل العبث بملابسات الواقعة ، فإن الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الكويتي يجمعون اليوم على أن هناك أطرافاً كانت تريد الايقاع بالشباب وسجنهم لاسباب أخرى ليس لها أدنى علاقة بهذه الواقعة !

ولنعترف جميعاً أنه مهما قيل في هذه الواقعة ومهما تم تضخيم الاتهامات ، فان من دخلوا المجلس لم يخربوا ولم يسرقوا بل أظهروا روحاً وطنية جميلة حينما رفعوا علم الكويت عاليا وهتفوا بالنشيد الوطني في أرجاء قاعة عبدالله السالم ، بينما - في المقابل - لم تحتضن سجون الكويت سارقاً واحداً للمال العام في قضايا نهب الاستثمارات والناقلات وتهريب الديزل واللحوم الفاسدة والمتسببين بغرامة ' الداو ' وعقد ' شل ' وطوارئ سكراب 2007 والاسعار الخيالية للخس والربيان والمصنع الوهمي للثلج وتجاوزات الكويتية للاستثمار والمدفع الامريكي السكراب ' بالادين ' وصفقة المدفع الصيني وذخيرة السلاح الصيني وضياع ديوننا في روسيا وغيرها وغيرها من قضايا الاعتداء الصارخ والمكشوف على الأموال العامة أموالنا وأموال أبنائنا .

ومهما سيكون حكم المحكمة اليوم ، فان الحقيقة ستظل مسجلة في صحائف التاريخ بان من دخل المجلس اصلاحيون وليسوا مجرمون

الآن - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك