عُمان و قوة الموقف!!

زاوية الكتاب

الرشيد : موقفها ينسجم مع السياسة الهادئة

كتب 3192 مشاهدات 0

انور الرشيد

لم استغرب حقيقة من الموقف العُماني من قضية الاتحاد الخليجي ، فهذا الموقف ينسجم مع السياسية الغُمانية الهادئة التي تعمل بصمت و روية و تنحوا إلى السلام و نشر الألفة و المودة ، فتاريخ السياسية العُمانية دائما كانت مُستقلة وغير مجاملة لأي كان إلا لمصالحها ، لذلك لم استغرب عندما صعق يوسف بن علوي مجلس التعاون الخليجي بموقف غُمان من رفضها للأتحاد الخليجي و تهديدها بالانسحاب منه والذي حقيقة اصبح تاريخ ثقيل على صدورنا خصوصا بعد ثلاثة وثلاثين سنة دون أن نشعر نحن كشعوب بأن هذه المؤسسة تمثلنا .

الحقيقة التي يجب أن تصل بدون رتوش و وضع بعض المنهكات أقول و بصريح العبارة أن مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد قمته غدا فشل فشلا ذريعاً في تحقيق تطلعات شعوب الخليج وواضح بأنه مجلس اسر حاكمة ويمثلها ولا يمثل الشعوب ، لذلك من يرجع لدعوة الاتحاد التي أطلقتها المملكة العربية السعودية فهي جاءت بسياق موجات الربيع العربي الذي هب على المنطقة العربية واكتسح نُظم لم يكن احد يعتقد بأنها يمكن أن تسقط بهذه السهولة التي سقطت بها كما أن هذه الدعوة صاحبتها دعوة المملكة الأردنية والمغربية للدخول بمجلس التعاون الخليجي ، وهذا يدل على أن من يتخذ مثل ذلك القرار أصيب بصدمة حقيقة من تداعيات الربيع العربي ،لذلك دعوة انضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي فشلت لذلك ظهر بديلا عنها دعوة الاتحاد أو تحول مجلس التعاون الخليجي لاتحاد خليجي وهي دعوة ينقصها الكثير من فرص النجاح أولها عدم تجانس سياسات دول الخليج لا بل يصل بعضها حتى التناقض والتنافر والتضاد ناهيكم عن عدم وجود دساتير تحكم العلاقات سواء بين دول المجلس أو بين الأسر الحاكمة وبين شعوبها مما يجعل تلك الأنظمة تعتمد على القدر وما يخبأه من تغيرات ،وأن أردت أن أوضح بشكل جلي أقول بأن أي نظام في العالم لا يتكون وفق دستور وقوانين منظمة لحيثياته طبيعي سيتعرض أجلا أم عاجلا لهزات قاتله ومميتة أحيانا ، لذلك لا يمكن الاعتماد على نُظم ليست بالنُظم بمعناها الحقيقي وإنما نُظم تخضع لحركات المد والجزر نُظم تخضع للفعل وردة الفعل ، وعليه فأن الموقف العٌماني من دعوة الاتحاد موقف ينسجم مع القناعة العُمانية وأنا شخصيا أؤيد ذلك فالتاريخ عودنا على أن أي اتحاد يأتي وفق رغبة فوقية نهايته الفشل الحتمي ، فتجربة اتحاد سوريا والعراق ومصر فشلت لأنها لم يتم التمهيد لها بشكل جيد وتجربة الاتحاد الأوربي نجحت لأنهم اعدوا لها إعداد جيد استمر خمسة عقود ليصلوا للاتحاد ، أما نحن في دول الخليج فقد قطعنا ثلثين المدة التي استغرقها الاتحاد الأوربي ولم نحقق أي انجاز حقيقي للوصول لمرحلة الاتحاد سوى تنقلنا بالبطاقة كإنجاز يشعر به المواطن الخليج وحصل أن اختلفت السعودية مع الإمارات حول خريطة بالبطاقة المدنية ومنع استخدامها بقرار مفاجأ مما ورط مواطنين علقوا في الدولتين ولم يسمح لهم بالخروج إلا بجوازات السفر ، هذه عينة حقيقة لذلك لا يمكن الحديث عن اتحاد دون أن تُهيئ له الظروف واقترح أن يكون هناك اتحاد بين اسر حاكمة بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي الذي لازلت أتوقع يمكن تطويره ليتحول لبرلمان شعبي خليجي ، أدرك بأن هذا أمل إبليس بالجنة و لكنه يظل حلم كل شرفاء الخليج.
أنور الرشيد

الآن - انور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك