الكرم الفارسي وأمن الخليج!.. بقلم غنيم الزعبي

الأنباء

في الصميم  /  أعزاؤنا الغربيون.. والنووي الإيراني!

م. غنيم الزعبي

 

في المرة القادمة التي سيزور فيها أحد وزراء الدفاع الغربيين دول الخليج مصطحبا معه رؤساء وممثلي شركات الأسلحة ومصانعها في بلادهم لكي يسوقوها ويبيعوها لنا سيكون هناك سؤال واحد لا غيره على كل سلاح يتم عرضه علينا.. هذا السؤال هو: «هل سيصد هذا السلاح أي هجوم نووي؟» إذا كانت الإجابة بالنفي فسيكون تعليق دول الخليج المباشر هو «not inerested» بمعني «لا يلزمنا». وستكون خاتمة الاجتماع، عفوا إذا لم يكن لديكم سلاح أو وسيلة دفاع تكافح السلاح النووي الذي تمتلكه جارتنا فلسنا مهتمين، لا تضيعوا وقتنا ووقتكم، مخازن جيوشنا مليئة بجبال وآلاف الأطنان من الأسلحة التي لا تساوي الآن قيمتها من الحديد الخردة وهذا بفضل تمكينكم جارتنا لامتلاك سلاح نووي والذي جعل الفاصل بين حدوث محرقة نووية في بلادنا الخليجية شيئا واحدا فقط وهو إصبع أحد القادة الإيرانيين الذي بإمكانه بهذا السلاح الجهنمي محو بلادنا الصغيرة ومن عليها من الشعوب عن خارطة الكرة الأرضية، هل تعلمون يا أصدقاءنا الغربيين أن عملكم هذا ألغى أي أهمية لأي تحالف معكم أو تواجد لقواتكم في بلادنا؟ ماذا ستفعلون في حالة أي اعتداء نووي من جارتنا (المحكومة من عدة رؤوس كل واحد منها في اتجاه مختلف)؟ سأخبركم ماذا ستفعلون.. ستغادرون كما غادرتم فيتنام والعراق وأفغانستان.

أعزاءنا الغرب، تعالوا نخبركم عن تلك الدولة التي سمحتم لها بالانضمام للنادي النووي، لديها إقليم عربي سني مضطرب مطل على الخليج يطالب بالحكم الذاتي والنظام يقمعه بقسوة وحقارة، هل تعلمون كم يبعد هذا الإقليم عن أحد المفاعلات النووية؟ بضعة كيلومترات.. هل تعلمون أن هذه الدولة يتم حكمها من أربعة رؤوس؟ أنتم تفاوضتم مع احدها فقط وبحكم قربنا ومعرفتنا بهذا النظام فإن الرؤوس الثلاثة الباقية غير راضية عن اتفاقكم هذا، ولن ينفذوه، وهي كذلك دولة فسيفساء مكونة من عدة أقليات إثنية قد تتفكك في أي لحظة، فقط اسألوا عن (الخروف الأسود) أو أذربيجان الجنوبية حتى تعرفوا فداحة ما فعلتم، هذا الإقليم الذي يشكل 15% من مساحة إيران تطالب به دولة أذربيجان بل ان مرشد الثورة هو أذربيجاني الأصل، أمور كثيرة تجعلنا نعتقد أن ما قمتم به هو كارثة كبرى سيكون لها تداعيات خطيرة على إقليمنا الخليجي، باختصار، لقد خذلتمونا.

نقطة أخيرة: ماذا ستفعل إيران بالمخلفات النووية؟ ستدفنها في أقصى منطقة حدودية لها ملاصقة لأراضينا أو على ساحل الخليج الذي نشرب منه مياهنا، إنه الكرم الفارسي يا سادة.