دخول مجلس الأمة حدث تاريخي تُوج بالبراءة.. هكذا يعتقد الرويحل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 11, 2013, 12:19 ص 1089 مشاهدات 0
عالم اليوم
بالعربي المشرمح / حدث تاريخي يتوج بالبراءة!!
محمد الرويحل
لو اطلعنا على الحوادث في العالم المشابهة لحادثة دخول الشباب لمجلس الأمة في الكويت وقارنا بينها للاحظنا الفرق ، فلا توجد حادثة واحدة دخل أو اقتحم بها المتظاهرون لمبنى مجلس الأمة أو أي مرفق عام دون تدمير وتحطيم وخسائر مادية أو بشرية بينما دخل المواطنون المتظاهرون في الكويت لمبنى مجلس الأمة دون أي تحطيم أو تدمير لمحتوياته ، بل تميزوا بإلقاء النشيد الوطني وعبروا عن استيائهم من بعض نوابهم القبيّضة الذي خانوا قسمهم وخانوا الأمانة التي أوكلت لهم من قبل الأمة في حادثة القبيّضة التي كشفتها إحدى الصحف المحلية وبعض البنوك..
تلك الحادثة الفريدة من نوعها مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لمن قام بها بل لكل الكويتيين وعلى رأسهم الحكومة التي يفترض أنها تتفاخر برقي شعبها وسلمية تظاهراته التي أذهلت العالم وأدهشت المراقبين حين شاهدوا تلك الأعداد الكبيرة وهي تدخل مبنى مجلس الأمة وتلقي النشيد الوطني ومن ثم تخرج بكل هدوء دون أي تكسير أو تحطيم لهذه المنشأة أو لمحتوياتها ودون احداث أي خسائر مادية أو بشرية وهو حدث نادر جدا بل وفريد لم يسبق أن حصل حتى في الدول المتحضرة والديمقراطية ..
كان الأولى والأجدر بالحكومة وبوسائل الإعلام أن تستغل هذا الحدث لتبرز وجهه الحضاري ورقي الشعب الكويتي وسلمية تظاهره، لا أن تجعل منه وسيلة وفرصة للانتقام من خصومها السياسيين وتشويه هذا الحدث لتصوره على غير حقيقته وأنه عمل غوغائي وفوضوي وأنه متعمد للتخريب والاساءة واستغلاله لإثارة الفتنة والكراهية بين مؤيد لهذا الحدث ومعارضا له ، وتجنيد المرتزقة من أصحاب الأقلام الصفراء وغيرهم لتحريض السلطة والقضاء بإيقاع أشد العقوبات على من فعل ذلك على اعتبار أنه جريمة لا تغتفر أو فعل مخالف للقانون ..
كانوا يعلمون بأن من دخل المجلس بهذه الصورة الراقية والحضارية إنما كانوا يريدون ايصال رسالة واضحة وجلية مفادها استيائهم من ادارة الحكومة السيئة ومن بعض نوابهم القبيّضة وأنهم يريدون اقالة الحكومة وحل هذا المجلس الذي ضاقت بهم السبل لاصلاحهما دون فائدة ودون أي استجابة لمطالبهم فما كان منهم الا أن يفعلوا ما فعلوه بكل رقي وسلمية ليعبروا عن آرائهم ومن ثم ينصرفون بكل هدوء دون أي خسائر تذكر..
يعني بالعربي المشرمح
لقد أقدم هؤلاء الأبطال على فعل لو حدث مثله في دولة أخرى لاستغلته لتبرزه بشكل حضاري وراق وتتفاخر بشعبها الذي تظاهر بهذا الشكل الحضاري ودون أي خسائر ولكن لأنه حدث في الكويت فلا الحكومة ولا المتنفذين حرصوا على استغلاله لصالح الوطن وسمعته بل كرسوا كل امكانياتهم ليشوهوا هذا الحدث ويجعلوه فرصة للانتقام من خصومهم السياسيين وتشويه حقيقته الحضارية..
شرمحة أخيرة
يبدو أن حكم البراءة لمن دخل مبنى مجلس الأمة أصاب البعض بالغثيان والهستيريا حتى أن البعض منهم أظهر ما بداخله من حقد دفين لدرجة أنه اعتبر حكم البراءة بمثابة هدية قدمتها السلطة لخصومها فأخذ يهدد السلطة بأنه سيقف ضدها طالما أنها قبلت بهذا الحكم وكأن القضاء الكويتي خاضع لأهوائهم وأهواء السلطة ليسجن من يريدون ويبرئ من يريدون..
تعليقات