حصار دول الخليج قد اكتمل بقلم محمد البنوان
زاوية الكتابكتب ديسمبر 11, 2013, 3:35 م 1248 مشاهدات 0
خيبة الأمل الترقب والخوف من لمستقبل ثلاث عناوين رئيسية يمكن ان توصف بها الحالة الخليجية في الوقت الراهن ومن شاهد أوجه القوم في الجلسة الختامية للقمة الأخيرة قد يدرك ان شيئا ما قد حصل وان لم يكن تخفى على المتابع بوادره او لنقل خطوطه العريضة التي كانت نتاجا لسياسة تقديم التنازلات والتعامل مع القوى الأخرى بمظهر التابع لسنين طويلة والتي أفرزت واقعا مختلفا قد لا تحمد عواقبه ان المنطقة الان تمر بمرحلة تغيير التوازنات والبحث عن أحلاف إستراتيجية أخرى قد لا تكون لها فائدة كبيرة في تغيير المعادلة الدولية كون ان أخطاء الماضي قد تعاد بنفس صيغتها اللهم إلا ان الأطراف التي ستمارس معها تلك الأخطاء ستتغير بالاسم فقط لا بشيء آخر وحتى درك واقع جيوسياسية المنطقة سنلاحظ ان منطقة الخليج العربي قد دخلت فعليا تحت الحصار الذي اكتملت فصوله بتصريح وزير خارجية عمان الذي نشر قبل 4 أيام وذكر فيه أنهم ليسوا على استعداد عسكري لمواجهة جيرانهم وكون ان الجار الأخطر عسكريا والوحيد تقريبا الذي يضمر للمنطقة شرا هو الجانب الإيراني الفارسي فان عمان قد اختارت الوقوف على الحياد في اي حرب مقبلة مع ذلك الكيان ان لم يكن الانحياز له في إحدى مراحلها وبنظرة أكثر شمولية فان شمال الخليج وتحديدا العراق يحكم حاليا من قبل نظام ايدلوجي تابع لإيران بينما يحد الجنوب بالحوثيين في اليمن من جهة ويرزح الشرق تحت وطأة مجاميع تدين بالولاء للمرجعية الإيرانية بينما كانت تصريحات عمرو موسى الأخيرة والتي رحب فيها بعلاقات طبيعية مع إيران بمثابة المسمار الخير في نعش اي تحرك عسكري مصري لدعم الخليج في اي مواجهة قادمة اذا فجغرافية المنطقة تحدها أنظمة لا ترحب بدول الخليج ككيان قوي وتضمر لها شرا وبأنظمة أخرى لا ترغب بان تكون جزءا من اي إشكاليات مستقبلية كل هذا يمزج بأخطار أخرى من مجاميع حزب الله في لبنان وتاريخها الطويل في العمليات الإجرامية إضافة الى نظام بشار الأسد الراغب بالانتقام يضاف إلى كل هذا عدم وضوح للرؤية المستقبلية والخلافات البارزة بين الأقطار الخليجية نفسها قد يكون حل كل هذه الإشكاليات ضربا من المستحيل خصوصا ان علمنا ضعف القرارات السياسية الفعلية النابعة من صميم المصالح العليا كانت السمة الأبرز في المرحلة السابقة للقيادات الخليجية ولكن الحقيقة ان الحلول سهلة ولا تحتاج لمنظرين سياسيين او لبحث في عواصم العالم عن من يقبل ان يتكفل بحراسة تلك الأنظمة فالنظر لدائرة الصراع مع الكيان الإيراني من منظور عقدي وتاطير القرارات المتخذة على هذا الأساس سيكون كفيلا بتكوين توازن استراتيجي كافي مع ذلك الكيان فمن المعلوم ان لغة السياسة تتبدل وفقا للمصالح بينما ان لغة الدين ثابتة لا تتغير وعلى هذا فدعم مجموعات عسكرية في الدول الغير مستقرة سياسيا والمحيطة بالكيان الفارسي لمواجهة أذنابه ودحرهم خصوصا في دماج والعراق وسوريا ولبنان دون نظر إلى اي تعهدات مسبقة قدمت لأي قوة عظمى خائنة ودون النظر إلى اي انتقادات سياسية سيكون له اثر بارز في تغيير المعادلة السياسية وسيشغل صناع القرار السياسي في إيران بالتعامل مع خصم لا قبل لهم به بدلا من التفرغ لإضعاف دول الخليج إقليميا حتى يتم ابتلاعها ثم يجب ان يتم التعامل مع الأطراف المحلية والتي يكتشف تعاملها مع أطراف خارجية تضمر للمنطقة شرا بمنطلق التعامل مع عدو لا بمنطلق التعامل مع شريك سياسي تقدم له الحوافز والتنازلات كل هذا مع تعديل حقيقي للواقع الداخلي بما يرضي الله تعالى وبما يتوافق مع خلفية المجتمعات الإسلامية لتكوين جيل قادر على المواجهة العسكرية والتضحية من منطلق ديني لا من منطلق فلوكلوري وهمي سرعان ما يلاشى عند اول اختبار حقيقي ...
محمد سعود البنوان
تعليقات