إحلال لله يا محسنين

لازال العاملين في قطاع المكتبات يعانون على مرأى ومسمع وزارة التربية من تجاهل مطالبهم وحقوقهم , فلايخفى على احد إن أكثر ملف يتم تجاهله على طاولة اجتماع الوكلاء بوزارة التربية هو ملف أمناء المكتبات , ولقد اشرنا في أكثر من مناسبة عبر جمعية المكتبات الكويتية بحلول وتصورات لإنهاء هذا الملف ولكن اسمعت اذ ناديت لكن لا حياة لمن تنادي , فقبل أيام من اعداد هذا المقال الشاكي ، صرحت وزارة التربية بان إحلال الوظائف الإشرافية في التوجيه الفنية والاقسام بالمدراس ...

وأفادت الوزارة بالخبر ذاته أن الوكيل المساعد للتعليم العام يهدف بهذه الخطوة الى إعطاء فرصة للشباب الكويتي لتولي مسؤولية بدلاً من الوافدين في خطوة لإتباع سياسة الإحلال الذي ينادي بها ديوان الخدمة ... انتهى الخبر!!  

واود ان الفت اﻻنتباه الى ان مصطلح سياسة الإحلال الذي تنادي به الوزارة  لا يتطرق لا من قريب ولا من بعيد في شأن أمناء المكتبات الذين هم محرمون من تدريس مقرر ' إعداد التقارير والبحوث العلمية في مرحلة الثانوية ' , وننوه بان هذا المقرر القائم على تدريسه ما يقارب 80 معلم وافدا لا تريد الوزارة ان تبذل جهدا بتطبيق سياسات الإحلال عليهم؟!! وأتسأل ما الذي يمنع من فتح المجال للشباب الكويتي العامل في المكتبات المدرسية او المكتبات العامة من تدريس هذا المقرر ؟؟ مع العلم ان مقرر مادة المكتبات بوزارة التربية والتي صنفته على الهيئة إلاجبارية بالتعليم منذُ أكثر من عقدين وتحديدا بعام 1978م وللكويت السبق العلمي على الصعيد الإقليمي في إدخال المادة ، وارمي بالعلم ان اغلب الخريجين من قسم المكتبات في كلية التربية الأساسية التابعه للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب قد اجتازوا مقرر ' طرق تدريس المكتبات ' التي تخول الطالب الحصول على رخصة تدريس مادة إعداد  التقارير والبحوث العلمية , ونفاجأ في اكثر من مناسبة عن تعذر الوزارة  بقبول أمناء المكتبات في مجال التدريس وعدم فتح المجال لهم مع تعللها بان السبب وراء ذلك ان هناك اكتفاء في عدد المعلمين في هذه المادة!! , وعن معرفه مهنية يحدثني زميل يعمل أمين لاحدى مكتبات المدراس في مرحلة الثانوية بتاكيد على ما ينافي تصريح الوزارة المتعلق بالاكتفاء التعليمي موجزا شكواه بان بعض المدارس لا يوجد بها معلم مكتبات بل يتردد بعض معلمين المكتبات على عدت مدارس عبر اعطاء حصة في مدرسة ثم ينتهي ويذهب إلى مدرسة أخرى في نفس المنطقة التعليمية لكي يقدم ذات الحصة بمدرسة مختلفة !! , في ظل شح و تسرب عدد كبير من أمناء المكتبات من الوزارة وتوجه للعمل في وزارة وجهات حكومية وخاصة أخرى للحصول على وظيفة تحقق لهم الرضا المالي والاستقرار الوظيفي والنفسي .   ولهذا نأمل على وزارة التربية الالتزام حسب ماورد بإستراتيجياتها المعلنة ومن ضمنها في تطبيق سياسة الإحلال على قطاع المكتبات و تكويت مادة اعداد التقارير والبحوث العلمية في مرحلة الثانوية وجعلها من ضمن المواد الأساسية وليس كما هو عليه الحال الآن , لان أهمية المادة تكمن في ارتباطها واعتمادها على تعليم الطلبة على صياغة التقارير العلمية وايضاً حتى لا يحرم أمناء المكتبات الكويتيون وهم أبناء هذا الوطن السخي من خدمتة والاعلاء من شأنه بمجالهم الذي درسوا وتعلموا من اجله .  


بقلم : فهد الحسيني