مستشارو السلطة وواقع معاناة الشعب!.. بقلم نبيلة العنجري

زاوية الكتاب

كتب 653 مشاهدات 0


القبس

رؤية  /  'عطني الأمان'

نبيلة مبارك العنجري

 

• من المهم أن نمنح الشجعان والمخلصين الفرصة لتوصيل الصورة الواقعية لمعاناة الشعب من دون تهويل أو تضليل.

يحكي مسؤول عماني أنه عند خروج التظاهرات في بعض مناطق السلطنة، جمع السلطان قابوس بن سعيد شيوخ القبائل وأعضاء مجلس الشورى ليقف منهم على أسباب تلك التظاهرات، ويحدد آلية معالجتها بالشكل الذي يرضي طموحات الشباب، ويخدم المصلحة العليا للسلطنة.

ويذكر ذلك المسؤول أنه وقبل دخول المدعوين على السلطان، تحدث معهم اثنان من كبار مسؤولي الديوان السلطاني، وطالباهم بألا يرهقوا السلطان بأحاديثهم ومطالباتهم.

وعندما دخل الحضور على السلطان، وتبادل معهم الأحاديث حول شؤون السلطنة وسبل التغلب على المعوقات والتحديات، طالبهم بأن يفصحوا عما لديهم من مشكلات.. وبعد صمت مطبق خيم على الجميع، كرر السلطان طلبه، فقام أحدهم مستأذنا بالحديث، ولما أشار له السلطان قابوس ليتكلم، فاجأ الجميع بطلب غريب، حيث بدأ حديثه قائلا «عطني الأمان جلالتك».

استفسر السلطان عن سبب هذا الطلب، ثم قال مبتسما «لك كل الأمان».. فبدأ الرجل يستعرض مطالبات الشباب والتحديات التي تواجههم.

انتهى الاجتماع، وخرجت القرارات السلطانية بفتح فرص عمل جديدة للشباب، واستحداث مجالات لاستيعاب حماستهم واستثمار أفكارهم، وتم تنويع الفرص الاستثمارية لهم.

الجميل أن من أول تلك القرارات، كان فصل المستشارين اللذين طالبا ضيوف السلطان بحجب المعلومة عن جلالته.

على صعيد واقعنا المحلي، هناك بعض المستشارين والعاملين في البطانة يلجمون أفواه من يأتي ليقدم المعلومة والمشورة لمعظم المسؤولين.

من المهم أن نمنح الشجعان والمخلصين الفرصة لتوصيل الصورة الواقعية لمعاناة الشعب من دون تهويل أو تضليل.

والأهم أن يمنح أولو الأمر، الأمان لهؤلاء للحديث بكل أريحية، ليأتي بعد ذلك القرار الذهبي بإبعاد كل المستشارين والمسؤولين الذين لا يدركون أهمية مواقعهم، ولا يتورعون عن صد العالمين ببواطن الأمور عن الوصول إلى ولي الأمر أو صاحب القرار.

كل من لديه سلطة إذا أراد أن يحقق الإنجازات ويلبي الطموحات، عليه أن يسعى في البداية إلى الوصول للمعلومة الدقيقة، والوقوف على كامل الحقيقة، ثم ينطلق في اتخاذ الخطوات والقرارات الكفيلة بإسعاد الشعب وإعادة الكويت إلى جادة الصواب، واستعادة المكانة الرائدة التي طالما افتخرنا بها قبل أن نتحسر على فقدانها.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك