عن حلم كل حكومة!.. يكتب علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 675 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  م.ع

علي الذايدي

 

م .ع مواطن مثالي، تتمنى الحكومة أن يكون نموذجا لبقية الشعب، وقدوة تتخذها الأجيال القادمة منارا تقتدي به.

م .ع هو حلم كل رؤساء الحكومات السابقة واللاحقة، ولو كان بيد الحكومة لرشحته للقب المواطن رقم واحد، ولو كانت حكومتنا الرشيدة تمون على منظمي حفل توزيع جوائز نوبل لخصصت له جائزة نوبل بمجالاتها الستة لهذا العام.

م .ع مواطن كويتي تعدى منتصف الأربعين واقترب من الخمسين ولم يتزوج، ولذلك فهو لن يكون عبئا ثقيلا على وزارة الإسكان بتخصيص سكن له، ولا يعنيه أن يزيد بدل الإجار أو ينقص.

م.ع ليس له أولاد يمرضون في ليالي الشتاء الباردة ويسببون ازدحاما على المستشفيات.

م.ع ليس له أولاد يتسببون بكثافة الفصول الدراسية، ولا يرهقون كاهل الدولة بتخصيص كتب دراسية ووجبات غذائية لهم.

م.ع ليس لديه زوجة يطلقها فيسبب ضياع وقت القضاء في النظر لقضيته، ولا وقت وزارة المالية باستقطاع نفقة شهرية لها.

م.ع ليس له أولاد يكبرون ويدخلون الجامعة فيضطر للاقتراض من البنوك لشراء سيارات لهم، ثم تزويجهم ، ولاحقا «يغث» الحكومة ويزعجها بطلب إسقاط قرضه.

م.ع لا يعرف السياسة، ولا يحضر الندوات الانتخابية، ولا يتكلم عن الانتخابات ولا تعنيه جلسات مجلس الأمة في شيء، ومن هنا فهو لا يخرج في المسيرات ولا ينظم المظاهرات ولا يشاهد التلفزيون ولا البرامج السياسية.

م.ع رجل يخرج من بيته إلى عمله بهدوء، لا يتجاوز الإشارة الحمراء ولا يسير بسيارته على كتف الطريق عند الازدحام، ولا يميل على السيارة التي بجانبه بسبب كتابة تغريدة سياسية بالتويتر أو عند قيامه بإرسال رسالة «خاصة» عبر الواتساب.

م.ع هو حلم لكل حكومة.

م.ع تتمنى الحكومة أن تستنسخ منه شعبا كاملا.

م.ع يستحق بيان إشادة من الحكومة في كل نشرة أخبار رئيسية.

م.ع يستحق أن يكون له تمثال في كل محافظة من المحافظات الستة.

ولم لا؟

فهو المواطن المثالي.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك