لا أحد في البلد قادر على قراءة الفنجان.. هكذا يعتقد جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  سرقوا الفنجان

جعفر رجب

 

من الان وحتى 23 ديسمبر موعد النطق بحكم المحكمة الدستورية... ماذا سيحصل؟ سأتنبأ لكم بما يحصل كتنبؤ خبراء الارصاد الجوية لدينا:
المواطن الكويتي سيتحول الى خبير دستوري محترف، وخبير في خبايا وبواطن السياسة، سيملك مصادر موثوقة في البيت الابيض والكرملين يزودونه بآخر اخبار الكويت، وسيجلس في الدواوين،ويتربع في مواقع التواصل ويبدأ بعملية التنظير بالمنظار السياسي، وسيكشف تلسكوبه حركات الاجرام السماوية وتأثيرها على مجمل تحركات النواب والوزراء، ثم يلقي قنبلته، بأن القاضي اتصل عليه وحلفه برأس عمته إلا يخبر احدا بمنطوق وحيثيات الحكم، وإلا أعلنها قبل القاضي!
الخدمات الاخبارية «التويترية» تكمل دورها في القص واللزق، واي كحة، او عطسة تعتبر خبرا... سيكتبون كعادتهم «عاجل/الوزير عطس وتم تشميت الوزير من قبل النائب وسط ارتياح شعبي وترقب للحكم» وتقوم بقية الخدمات بـ«الكوبي وبيست»، ثم يحللون عطسة الوزير ما اذا كانت لا ارادية، او قصدها الوزير لايصال رسالة الى جهات متنفذة وبيدها القرار!
النشطاء السياسيون، يخرجون تباعا من كهوفهم بعد بياتهم الصيفي، ويعلقون على كل خبر وتصريح وصورة وحتى على اغنية في قناة روتانا ووناسة، ثم يربطونها بصراع الاقطاب في الاسرة، ومع قليل من الملح والزيت والكمون والكركم يؤلفون خبرا وقصة خيالية، ولابد من زيادة الجرعة الطائفية والعنصرية والقبلية، ثم الدعاء ان يحل المجلس اما دستوريا او بمرسوم اميري او حتى بسبب انتهاء الصلاحية او الطلاق المهم ان يحضنوا الكراسي الخضراء.
النواب سيسنون ألسنتهم استعدادا للقادم، النائب رياض العدساني اختار يوما جميلا وتاريخا لتقديم استجوابه لوزير المالية في 22-12 وكأنه يخطط لمناسبة رومانسية وليس لتقديم استجواب سياسي، وبقية النواب وبدافع من «مصلحة الكويت ومحاربة الفساد وحماية المال العام» سيجهزون استجواباتهم، وفق شعار «لحق ما تلحق»، او القيام ببعض الحركات البهلوانية، والصرخات الفارغة، والتهديدات العنترية وهو اضعف الايمان، مع الدعاء الا يحل المجلس، وان يقتدي المجلس بالبرلمان اللبناني ويستمر الى الابد!
الوزراء ايضا على الوضع نفسه، زيارات مفاجئة، ووعود تنموية، تصريحات نارية، وصور وافلام واكشن، استعدادا للمقبل المجهول، وخوفا من تقلب الامور، ومن ان يصابوا بتغيير وزاري، او«تسونامي» حكومي... فالوزراء في حكومتنا كعادتهم «آخر من يعلم»!
لا احد مع الاسف في البلد قادر على قراءة الفنجان، وحتى الفنجان يقال انه تم التبرع به، والاصح انه تمت سرقته، ولهذا لن نعرف مستقبلنا ومستقبل احفادنا، وسنعيش كعادتنا على ثاني اكسيد كربون الاشاعات وفلان قال، ويقولون... شيء واحد فقط متيقن منه المواطن، وهو ان وزير الاسكان سيحل مشكلة الاسكان، وسيوزع مئة الف وحدة سكنية خلال اسبوعين!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك