علي الطراح يكتب ..أنا الخليجي!!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2013, 2:16 م 763 مشاهدات 0
«أنا لست خليجياً» عنوان مقالة نشرت في صحيفة عمانية تزامنت مع الخلاف الذي دب بين بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفجأة يحجب المقال من التداول ولا نعرف ما إذا كان الحجب تقنياً لا إرادياً أم أنه حجب لأسباب أخرى. وما يعنينا أن الكاتب جاء مقاله مع إعلان عمان رغبتها في الانسحاب من مجلس التعاون لو تم الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، ما جعلنا نسارع ونقول إنه يصب في اتجاه الموقف العماني.
وعلى ما أتذكر، أن الأمير سعود الفيصل في حوار المنامة سنة 2004 وقد تزامن خطابه في حوار المنامة مع تولي كوندوليزا رايس منصب وزارة الخارجية الأميركية، وحضر بدلاً عنها «هادلي» مستشار الأمن القومي الأميركي، قد قال، وفق ذاكرتي، إن مجلس التعاون جاء في ظروف تاريخية محددة، وكانت ظروفاً أمنية بحتة فرضت قيام المجلس، وإن هذه الظروف تغيرت، ولذا فإن المجلس الخليجي عليه أن يلتفت شرقاً. وقد فهمنا الرسالة السعودية خصوصاً أنها جاءت في ظروف توتر بين بعض دول المنطقة والحليف الأميركي الكبير، وما إذا كان هذا الحلف التاريخي ما زال يعيش ظروفه المواتية أم أن المتغيرات الكبيرة تدفع نحو إعادة وضع أسس جديدة لذلك الحلف.
دعوني هنا أرجع إلى مرحلة تاريخية، عندما توقفت مدافع الحرب العالمية الثانية عند غروب شمس يوم 15 أغسطس 1945 بعد سقوط برلين وهزيمة النازية التي أعطتنا ولادة عالم جديد يختلف تماماً عما قبل الحرب، وكان أبرز ملامح العالم الجديد هو سقوط محور برلين- طوكيو، ودخول ألمانيا من قبل قوات فرنسا وبريطانيا وأميركا والاتحاد السوفييتي، وقد أنهكت الجميع الحرب. وهنا ظهرت أميركا كقوة رائدة، وخاصة بعد امتلاكها السلاح النووي، وصاحب ذلك أيضاً انتصار السوفييت بجيشهم الأحمر الذي دحر النازية، وذهب ضحيته ما يقرب من عشرين مليون قتيل. وبسرعة ظهرت الكتلة الأوروبية الشرقية وتوسعت في نفوذها وانتصرت الثورة في الصين في 1948 واشتعلت حركات التحرر الوطني في البلدان المستعمرة، وظهرت قوى تحررية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وانقسم العالم إلى منظومتين، اشتراكية ورأسمالية، وعشنا لعقود صراعات مريرة إلى أن انهار الاتحاد السوفييتي السابق، وتشكل عالم القطب الواحد، وتفاجأ العالم بأحداث سبتمبر التي ما زالت تداعياتها ماثلة أمامنا حتى الآن، إلا أننا نحن العرب وطبعاً معنا المسلمون، لم نفهم ما جاء بعد سبتمبر، وكيف بدأ تشكل جديد للعالم!
وعلى حين غرة ظهر أيضاً ما سمي «الربيع العربي» ووصلت بعض قوى الإسلام السياسي إلى السلطة في مصر وتونس، واتضحت لنا معالم جديدة، حيث اكتشفنا كيف كانت أميركا هي اللاعب الكبير الذي صنع لنا هذه القوى التي كان بعضنا يعتقد أنها قوى معادية لـ«الهيمنة الأميركية»، وإذا بكل شيء يتغير كما تغير عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. واشتعلت سوريا، وإذا بقوى إسلامية راديكالية تدير المعارك، وتنمو بسرعة فائقة، وتشكل أكثر من 20 تنظيماً راديكالياً لا نعرف كيف ستحكم سوريا الجديدة. وفجأة يظهر أيضاً الاتفاق الغربي الإيراني وتتحول الشيطنة إلى صداقة جديدة ترسم لنا ملامح عالم جديد صاحب خلاف القمة الخليجية في الكويت، وإن كان البيان الختامي يشدد على معاني الوحدة الخليجية، لا أكثر من ذلك.
تعليقات