النفايات السامة..والاستثمار!! بقلم حمد التركيت
الاقتصاد الآنديسمبر 15, 2013, 4:24 م 3387 مشاهدات 0
في بلدنا الحبيب من النفايات المتنوعة السامة منها حسب التصنيف العالمي لها مثل الاطارات المستهلكة والنفايات الصناعية والغازات الملوثة ومنها النفايات البيولوجية المتنوعة وغيرها.
ولعل الكويت من الدول التي تخلفت في معالجة تلك النفايات الضارة ولم تأخذها مأخذ الجد إلا عند حصول حادث يتسبب في ضجة إعلامية ويصبح الحدث الأهم، وخير دليل على ذلك، عندما احترقت الاطارات المتراكمة في المرادم لجأت الحكومة، وحسنا فعلت، الى دعوة الشركات المتخصصة وطلبت منهم تقديم حلول بيئية ناجحة لمعالجة وإعادة تدوير تلك الاطارات نتيجة الضجة الإعلامية وآثار الدمار والتلوث البيئي عندما احترقت، وبكل أسف كانت المعالجة جزئية، حيث تم إسناد بعض، وليس كل، المرادم الى إحدى الشركات المحلية والتي نجحت بكل المعايير في معالجة وتدوير تلك الاطارات على أفضل السبل الصناعية، وحافظت على جزء من البيئة ناهيك عن استفادتها اقتصاديا من تلك الصناعة المتواضعة، ولكن الأزمة لم تنته بعد، حيث إن بقية المرادم لازالت موجودة من غير طرح مناقصات الى من يقوم بمعالجتها والتخلص منها، والأمل معقود على وزير البلدية والاخوة أعضاء المجلس البلدي للاستعجال في معالجة الوضع البيئي السيئ.
هذا جزء قليل من نفايات أخرى لم تجد طريقها للحل، وأهم من ذلك كله النفايات اليومية الناجمة عن الاستهلاك البشري والتي لازالت مصيرها الى المرادم؟
وهيئة البيئة تؤيد ولا تعترض ولم نسمع منها مناشدة أو نرى تحركا بالرغم من تقدم التكنولوجيا العالمية في معالجة تلك النفايات بيئيا بل واقتصاديا سواء بالحرق وتوليد الطاقة الكهربائية أو بصناعة الاسمدة البيولوجية وغيرها، ولعل تجربة تركيا على سبيل المثال والتي يتجاوز عدد سكانها الـ 80 مليون نسمة، تقوم بحرق تلك النفايات واستغلالها في الطاقة الكهربائية، حيث استطاعت إنارة أكثر من 500 ألف وحدة سكنية بالكهرباء دون الحاجة الى ردم تلك النفايات كما نفعل نحن في القرن 21.
والتطرق الى هذا الموضوع في هذا المقال جاء بمناسبة الإعلان عن انعقاد مؤتمر للبيئة في الكويت يوم 22 من الشهر الجاري للبحث وطرح الافكار والأوراق الهامة للمشاريع البيئية في وطننا الحبيب ذي المساحة الجغرافية المحدودة والانتشار السكاني المتنامي بشكل طردي.
إن النفايات بجميع أنواعها تشكل فرصا استثمارية مربحة جدا ولا تتطلب رساميل ضخمة والتكنولوجيا متاحة للحصول عليها دون مشقة، فلماذا التردد؟
لم لا يتم طرح تلك النفايات للمعالجة والتدوير بشكل يضمن نظافة البيئة وإيجاد مرفد اقتصادي يستفيد منه المستثمرون؟ لم لا يتم تشجيع الشباب نحو التوجه الى صناعة التدوير وإيجاد أفضل البدائل المتطورة لمعالجة نفايات وطننا بدلا من تخصيص مزيد من الاراضي كمرادم للنفايات.
أملنا كبير في هؤلاء الذين لديهم القرار وبإمكانهم معالجة تلك النفايات ان طريق طرح المشاريع البيئية للاستثمار، بدلا من معالجتها فقط عندما تبرز آثار دمارها على البيئة.
حفظ الله الكويت من كل أثر بيئي سيئ.
تعليقات